الجزائر
الجزائر تسترجع جمجمتاهما وكذا جماجم 22 شهيدا آخر

بوبغلة وبوزيان.. رمزان للمقاومة الشعبية ضد الاحتلال الفرنسي

الشروق أونلاين
  • 6373
  • 18
ح.م

يعتبر الشهيدان محمد لمجد بن عبد المالك، المدعو الشريف بوبغلة، وأحمد بوزيان اللذان استرجعت الجزائر جمجمتيهما وكذا جماجم 22 شهيدا آخر يوم الجمعة من فرنسا، رمزين من رموز المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الفرنسي.

وقد تم أخذ هذه الجماجم باعتبارها غنائم حرب قبل أن تزخر بها محميات متحف الإنسان بباريس حيث تم الاحتفاظ بها منذ قرن ونصف قرن من الزمن.

وكان الشريف بوبغلة، من مواليد 1820، أول من خاض ثورة شعبية تحمل اسمه المستعار ضد المحتل الفرنسي في جبال جرجرة بمنطقة القبائل إلى غاية تاريخ وفاته في 26 ديسمبر 1854.

وفي الخمسينيات من القرن 19، استقر بوبغلة بقلعة بني عباس ونظم فيها حركة ثورية من خلال شد الاتصالات بين القبائل القابعة في الجبال المجاورة.

وفي مارس من سنة 1851، شن هجوما ضد لعزيب شريف بن علي، مسؤول زاوية إيشلاطن وباشاغا مطبق لأوامر الفرنسيين. وما إن هزم إبان الهجوم الثاني، حتى جمع البطل رحاله نحو عرش بني مليكش (ولاية بجاية حاليا)، حيث عد العدة وجعل منه مركز عملياته الجديد.

ولم يتوان الشريف بوبغلة في مضايقة جنود الاحتلال قبل أن يجبر على العود أدراجه شرق جرجرة حيث التفت حوله قبائل أخرى.

 وبهذا نجح الشريف بوبغلة في هزم مفرزة للجيش الفرنسي في مواجهة بالقرب من بوغني يوم 18 أغسطس 1851.

وعلى إثر هذه الهزيمة، مكثت هناك بعثة من الجنود شهرا كاملا تحت أوامر الجنرال بليسيي محاولة منها في وضع حد لأولئك الذين كانت تصفهم بالمتمردين.

وبعد رجوعه إلى بني مليكش، قام الشريف بوبغلة بتوسيع نطاق عمله نحو الجهة الساحلية من منطقة القبائل، وهو ما أجبر نحو 3000 جندي من المشاة بإعادة فتح الطريق بتاريخ 25 جانفي 1852 بين القصر وبجاية.

في جوان من نفس السنة أصيب على مستوى الرأس خلال معركة دارت رحاها في قرية تيغليت محمود قرب سوق الاثنين.

واستطاع سنة 1853 أن يقود المقاومة مرة أخرى لكن حاكم منطقة العزازقة في القبائل الجنرال روندون قد أرسل بعثة منتصف سنة 1854 لقمع قبيلة آث جناد التي تساند بوبغلة.

وما إن تمت السيطرة على قرية عزيب تمت مهاجمة قرية آث يحيى التي استمرت فيها المشادة لمدة 40 يوما فقد خلالها الجنرال روندون 94 جنديا وجرح فيها 593 آخرين.

وبعد أن أصيب بوبغلة غادر إلى منطقة آث مليكش ليعود إلى المقاومة حيث انضم بعدها إلى لالة فاطمة نسومر.

وعندما تمت الوشاية به في سنة 1854 توبع من طرف الإخوة مقراني الذين انضموا إلى الفرنسيين، حيث تم فصل رأسه عن جسده وهو حي.

 أما الشيخ بوزيان قائد مقاومة الزعاطشة فقد تم قطع رأسه ورأس ابنه وسي موسى الدرقاوي وتم التمثيل بها في معسكر الجنود في الزعاطشة ثم في بسكرة “ليكونوا عبرة لمن يحاولون السير على خطاهم”.

ذلك أنّ مقاومة سكان واحة الزعاطشة تعد من المقاومات الشعبية الرائدة رغم قصر مدتها، حيث دامت المواجهات بين قوات الاحتلال الفرنسي وثوار أهالي واحة الزعاطشة بقيادة الشيخ أحمد بوزيان أربعة أشهر من 16 جويلية إلى 26 نوفمبر1849م.

وصل الفرنسيون إلى واحة الزعاطشة يوم 16 جويلية 1849م بقيادة العقيد كاربوسيا Carbuccia الذي شدد الحصار على الواحات لخنق وإخماد المقاومة والقضاء على قائدها الشيخ بوزيان.

وأمام استماتة مقاومة الشيخ بوزيان مع أهالي وقبائل المنطقة فشلت قوات الاحتلال في القضاء على ثورة الزعاطشة في المحاولة الأولى، فجندت فرنسا قواتها من جديد واحتلت الزاوية القريبة من منطقة كدية المائدة كما سيطرت على مفترق الطرق المؤدية إلى واحة الزعاطشة وفرضت حصارا عسكريا على المنطقة. وفي يوم 26 نوفمبر 1849م عاودت قوات الاحتلال الهجوم ودخلت الواحة.

دافع الشيخ بوزيان وابنه حسين والشيخ الحاج موسى الدرقاوي ببسالة إلى أن سقطوا شهداء بعد الاستيلاء على الواحة والتنكيل بأهاليها، حيث جزّ الفرنسيون رؤوس هؤلاء الأبطال الثلاثة وحملوها إلى بسكرة وظلت معلقة على أبوابها عدّة أيام.

وقد ارتكب الفرنسيون خلال اقتحامهم لواحة الزعاطشة جرائم بشعة فخربوا القرية وقطعوا نحو 10 آلاف نخلة وأزيد من 800 شخص تحت الأنقاض وأعدموا من بقي حيا.

مقالات ذات صلة