العالم
المغرب يلعب آخر أوراقه لتحييد موريتانيا قبل موعد جنيف

بوريطة في نواكشوط بعد أسبوع من زيارة ولد الشيخ إلى الجزائر

محمد مسلم
  • 2436
  • 8
أرشيف
ناصر بوريطة

جسّدت زيارة وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة إلى موريتانيا، الارتياب المغربي من الزيارة التي قادت وزير الخارجية الموريتاني، إسماعيل ولد الشيخ، إلى الجزائر مؤخرا، وهو الارتياب الذي عبرت عنه بعض الأوساط الإعلامية القريبة من القصر الملكي في الرباط.
فبعد نحو أسبوع فقط من الزيارة التي قادت وزير الخارجية الموريتاني إلى الجزائر، أوفد العاهل المغربي، محمد السادس، وزير خارجيته، ناصر بوريطة إلى نواكشوط، في زيارة وصفها المراقبون بالمفاجئة.
رئيس الدبلوماسية المغربية قال في تصريح صحفي عقب لقائه مع الرئيس الموريتاني: “كان لي شرف أن استقبلت من طرف فخامة رئيس الجمهورية كمبعوث من صاحب الجلالة الملك محمد السادس حاملا رسالة من جلالة الملك إلى فخامة الرئيس”.
بوريطه، أوضح أن الرسالة التي سلمها للرئيس الموريتاني “تتعلق بالعلاقات الثنائية وكذلك بالوضع الإقليمي”، كما أشار إلى ما وصفها “رغبة مشتركة في خلق دينامية قوية في العلاقات المغربية – الموريتانية على كل المستويات”.
وكان وزير الخارجية الموريتاني قد حل بالجزائر في الـ 21 من الشهر المنصرم، في زيارة رسمية بطلب من نظيره الجزائري، عبد القادر مساهل، وهي الزيارة التي تكللت بدفع غير مسبوق للعلاقات بين الجزائر ونواكشوط، تمظهرت من خلال إقامة معرض كبير للمنتجات والسلع الجزائرية في نواكشوط، وكذا افتتاح نقطة حدودية جديدة بين البلدين وانطلاق أشغال تشييد طريق يربط البلدين.
المتابعون للعلاقات الجزائرية الموريتانية وصفوا ما يحدث على محور الجزائر نواكشوط، بالخطوات المتسارعة نحو منافسة المغرب في السوق الموريتاني التي هي محطة عبور نحو دول أفريقيا جنوب الصحراء، وهي وإن كانت خطوة متأخرة إلا أنها نقلت العلاقات الثنائية من مستوى إلى آخر أكثر تقدما.
وكانت أوساط مغربية قد ربطت زيارة وزير الخارجية الموريتاني للجزائر في حينها، بأنها مساع جزائرية تستهدف التأثير على الموقف الموريتاني في المفاوضات المرتقبة بين جبهة البوليزاريو والمغرب يومي 05 و06 ديسمبر المقبل بمدينة جنيف السويسرية، برعاية أممية.
ومن هذا المنطلق، يمكن القول إن ما كان يهم المغرب أكثر في زيارة وزير خارجيته نحو نواكشوط، هو: كيف السبيل إلى إبقاء موريتانيا على مسافة واحدة بينها وبين جبهة البوليزاريو، أو على الأقل تحجيم اندفاعها المحتمل نحو تأييد جهود الأمم المتحدة الرامية إلى إجبار المخزن على تنظيم استفتاء حول تقرير مصير الشعب الصحراوي، وهو المشروع الذي إن تجسد، فسيقبر نهائيا مشروع محمد السادس للحكم الذاتي في الصحراء.
ومعلوم أن الجزائر وموريتانيا قد تمت دعوتهما من قبل الأمم المتحدة للمشاركة في مفاوضات جنيف باعتبارهما بلدين مجاورين لطرفي النزاع، ولطالما حافظت موريتانيا على “حيادها الإيجابي” بخصوص قضية الصحراء، غير أن الأزمات التي طالت العلاقة بين المغرب وموريتانيا خلال السنوات الأخيرة والتي تميزت من خلال انقطاع التمثيل الدبلوماسي على مستوى السفراء لفترة ليست بالقصيرة، بين الرباط ونواكشوط، زاد من مخاوف المخزن من أن تتحول مفاوضات جنيف إلى محاكمة للاستعمار المغربي للصحراء الغربية، وخاصة في ظل وجود أطراف تصف ما يحدث في الصحراء بأنه آخر استعمار في القارة السمراء.

مقالات ذات صلة