العالم

بوريطة يلجأ إلى استراتيجية النزول من شجرة الأزمة مع ألمانيا

الشروق أونلاين
  • 25112
  • 20
أرشيف
وزيرة الخارجية المغربي ناصر بوريطة

عرضت المغرب الأربعاء على ألمانيا إعادة التمثيل الدبلوماسي إلى سابق عهده، بعد أشهر من إثارة أزمة أحادية الجانب من قبل الوزير ناصر بوريطة، مع برلين بمقاطعة سفارتها واستدعاء السفير للتشاور، وسط صمت ألماني.

وأعلنت الخارجية المغربية في بيان إنها “ترحب المملكة المغربية بالإعلان الإيجابي والمواقف البناءة التي تم التعبير عنها مؤخرا من قبل الحكومة الفدرالية الجديدة لألمانيا”.

وأضاف: إن التعبير عن هذه المواقف يُتيح استئناف التعاون الثنائي وعودة عمل التمثيليات الدبلوماسية للبلدين بالرباط وبرلين إلى شكله الطبيعي.

وتابع: تأمل المملكة المغربية أن تقترن هذه التصريحات بالأفعال بما يعكس روحا جديدة ويعطي انطلاقة جديدة للعلاقة على أساس الوضوح والاحترام المتبادل.

وفي العرف الدبلوماسي، يقتضي قرار انهاء أزمة دبلوماسية بين بلدين بيانا مشتركا يوضح تجاوزها، لكن الرباط سارعت إلى إصدار بلاغ أحادي الجانب كما بادرت سابقا بإثارة الأزمة وسط صمت ألماني.

ورغم الترويج من الجانب المغربي لوجود تغير في موقف ألمانيا من قضية الصحراء الغربية لكن خارجية برلين أكدت في بيان بتاريخ 13 ديسمبر 2021: الأمم المتحدة تبحث عن طريق مبعوثها الخاص، عن حل لنزاع الصحراء الغربية وموقف ألمانيا من نزاع الصحراء الغربية يبقى دون تغير منذ عشرات السنين.

هل غيرت ألمانيا موقفها من الصحراء الغربية؟.. موقع خارجية برلين يوضح

ويوم 13 ديسمبر 2021 نقلت وسائل إعلام مغربية، بيانا للخارجية الألمانية نقلا عن وكالة الأنباء الرسمية للرباط على طريقة “ويل للمصلين”، من خلال تقديمه على أنه دعم لمخطط الحكم الذاتي لأول مرة.

وجاء في وكالة الانباء المغربية: اعتبرت الوزارة الفيدرالية الألمانية للشؤون الخارجية، اليوم الإثنين في بلاغ لها، أن مخطط الحكم الذاتي يشكل “مساهمة مهمة” للمغرب في تسوية نزاع الصحراء الغربية.

لكن النص الأصلي المنشور على موقع الوزارة يؤكد “ألمانيا تدعم الجهود المبذولة من طرف المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل، دائم ومقبول من الجميع على أساس القرار 2602 لمجلس الأمن الأممي، وبمشروعا لحكم الذاتي لعام 2007 قدم المغرب مساهمة هامة في سياق البحث عن هذا الاتفاق.

وشددت الخارجية الألمانية في بيانها: الأمم المتحدة تبحث عن طريق مبعوثها الخاص، عن حل لنزاع الصحراء الغربية وموقف ألمانيا من نزاع الصحراء الغربية يبقى دون تغير منذ عشرات السنين.

النظام المغربي يعلن عن “بدعة” دبلوماسية للرد على ألمانيا

وفي مارس 2021، استحدث المغرب بدعة دبلوماسية جديدة، بإعلانه قطع العلاقات مع السفارة الألمانية في الرباط، بسبب ما وصفه بـ”خلافات عميقة تهم قضايا مصيرية”.

وأرسلت وزارة الخارجية المغربية، رسالة إلى أعضاء حكومة بلادها، قالت فيها إن “خلافات عميقة تهم قضايا المغرب المصيرية استدعى قطع العلاقات التي تجمع الوزارات والمؤسسات الحكومية مع نظيرتها الألمانية، بالإضافة إلى قطع جميع العلاقات مع مؤسسات التعاون والجمعيات السياسية الألمانية”.

ولم توضح الرسالة، الذي نشرتها وسائل إعلام مغربية، طبيعة “الخلافات” التي تحدثت عنها.

وأكدت المراسلة التي انتشرت نسخ منها على مواقع التواصل، أن أيّ استئناف للتعامل مع السفارة الألمانية يجب أن يتم بإذن مسبق من الوزارة المعنية التي أكدت بدورها أنها أوقفت كل أشكال التواصل مع السفارة ذاتها.

ولم يصدر أيّ تعليق من السلطات الألمانية حول الموضوع، كما لم تعلق السفارة الألمانية في الرباط عليه بعد، بحسب ما ذكر موقع “دوتشي فيلي”.

استغرب مراقبون خطوة الرباط بتعليق جميع أشكال التعامل مع السفارة الألمانية، دون استدعاء السفير أو الإعلان أن هذا الأخير غير مرغوب فيه، وكذا استدعاء السفير المغربي للتشاور، مثلما هو معروف في الأعراف الدبلوماسية الدولية في حال توتر العلاقات بين بلدين.

ويروج النظام المغربي لتحرك أوروبي مزعوم لمساندة قرار واشنطن الأخير القاضي بالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، وهو ما يجانب الحقيقة، لأنه حتى بالنسبة لفرنسا حليفة المغرب، لم يصدر قرار مساندة لقرار ترامب. 

كما أن الخارجية المغربية وفق وسائل إعلام مقربة منها تروج على أن الأزمة سببها تكثيف برلين لتعاونها مع الجزائر  من الناحية التقنية والعسكرية، وهو تصرف غريب في الأعراف الدبلوماسية بالتدخل في خيارات التعاون لدولة أخرى وفي سياستها الخارجية.

مقالات ذات صلة