-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بوش.. كم يلزمك من الضحايا

الشروق أونلاين
  • 1977
  • 0
بوش.. كم يلزمك من الضحايا

يكشف العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان عن مدى إصرار إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش على التعامل مع الشعوب العربية بمنطق القوة والردع لتحقيق أهدافها في المنطقة. وتثبت هذه الإدارة مرة أخرى أنها لا تؤمن سوى بلغة القتل والتدمير وأنها عاجزة كل العجز عن تكريس الشعارات التي ترفعها وتروج لها مثل الحرية واحترام حقوق الإنسان..‭ ‬ليلى‮/ ‬ل‮ ‬
فبعد تخريب العراق وتفكيكه تحت شعار تحريره من ديكتاتورية صدام حسين، جاء الدور على لبنان من خلال العمل على تدمير وكسر كل شيء فيه بحجة تحريره من حزب الله وحلفائه في سوريا وإيران. فأمريكا هي التي تزود إسرائيل بالأسلحة الفتاكة لقتل المدنيين اللبنانيين الأبرياء في قانا وفي صور وفي غيرهما من المدن اللبنانية.. وأمريكا هي التي تمد إسرائيل بالدعم السياسي وتستعمل نفوذها وقوتها لتعطيل أي مشروع قرار في مجلس الأمن يدين الدولة العبرية، مثلما حدث في آخر جلسة له يوم الأحد، حيث اكتفى أعضاء المجلس بسبب معارضة جون لولتون بالتعبير عن أسفهم عن المجزرة التي راح ضحيتها أكثر من ستين شهيدا مدنيا بينهم ما يفوق 30 طفلا..

وإدارة بوش هي وحدها ـ إلى جانب إسرائيل ـ التي تقف ضد وقف العدوان على الشعب اللبناني وتعمل على إطالة أمده، رغم أن معظم دول العالم باتت تطالب بعد مجزرة قانا بوقف فوري لإطلاق النار قبل أي حديث آخر.. لقد أثبتت الولايات المتحدة أن مشروعها إلى المنطقة هو الدمار والقتل وإشعال الفتنة الطائفية وليس التعمير وجلب الحضارة كما تزعم.. هذه الإدارة نقول إنها تريد حلا شاملا وطويل الأمد لمشاكل الشرق الأوسط، وبالتالي هي ليست مستعجلة لإيقاف العدوان والهمجية الإسرائيلية في الوقت الحالي، لكن ما هي طبيعة الحلول التي تطرحها ونموذج بلاد الرافدين وأفغانستان خير شاهد على الفشل الذي منيت به سياسة المحافظين الجدد في واشنطن وكم يلزم من الضحايا الأبرياء في غزة ولبنان حتى يتوصل صناع القرار في البيت إلى الحلول التي تحملها وزيرة الخارجية السيدة كوندوليزا رايس في زيارتها الى منطقة الشرق الأوسط؟ وماذا فعلت الإدارة الأمريكية طوال سنوات رعايتها لعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين سوى العمل على دعم الموقف الإسرائيلي وخدمة مشاريعه في مقابل ممارسة الضغوط والابتزازات على الطرف الفلسطيني من أجل التنازل عن مزيد من حقوقه.

وكانت النتيجة أن غاب وعد الدولة الفلسطينية وماتت عملية السلام، على حد تعبير السيد عمرو موسى، بفعل السياسة الاسرائيلية وفرض حصار سياسي واقتصادي على الشعب الفلسطيني داخل الضفة والقطاع في نفس الوقت الذي أعطي فيه الضوء الأخضر للآلة الحربية الإسرائيلية كي تواصل عدوانها على الشعب الفلسطيني الأعزل.. فكم يلزمك من الضحايا يا رئيس الولايات المتحدة الأمريكية حتى تتوقف عن قتل الإنسان في الوطنيين العربي والإسلامي من أجل تحقيق مصالحك الضيقة وبلورة مشروعك الشرق أوسطي على أرض الواقع .. أليس ما تقوم به إسرائيل هو الإرهاب بعينه الذي شكلت لأجل محاربته حلفا دوليا.

وهذا الإرهاب الاسرائيلي لن يؤدي في كل الاحوال سوى إلى خلق المزيد من الإرهاب المضاد وكذلك‮ ‬الى‮ ‬تغذية‮ ‬مشاعر‮ ‬العداء‮ ‬والكراهية‮ ‬للسياسة‮ ‬الأمريكية‮ ‬في‮ ‬المنطقة‮ ‬العربية‮ ‬والإسلامية‮ ‬في‮ ‬مقابل‮ ‬زيادة‮ ‬التأييد‮ ‬والولاء‮ ‬للمقاومة‮ ‬ولحزب‮ ‬الله‮ ‬وحماس‮ ‬الفلسطينية‮.. ‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!