-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ركّز على نوعين شعريين مستحدثين هما الموشحات والأزجال

بوفلاقة يكشف مـظاهـر التـميّـز في الـنـص الشعـري الأنـدلسي

صالح سعودي
  • 468
  • 0
بوفلاقة يكشف مـظاهـر التـميّـز في الـنـص الشعـري الأنـدلسي
ح.م

أصدر الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقـة من جامعة عنابة كتابا جديدا، عن مؤسسة دار الجنان الأردنية، وهو عبارة عن دراسة علمية بعنوان: “مظاهر التميز في النص الشعري الأندلسي”، حلل فيها قضايا وظواهر تتصل بتجليات التميز والتطور في القصيدة الأندلسية، مشيرا إلى أن هدفه هو إثبات مدى أندلسية النص الأندلسي، والتأكيد على خصوصية الإبداع الشعري الأندلسي، وصلته الوطيدة بالبيئة في الغرب الإسلامي، وإبراز علاقته الوطيدة بمظاهر الحضارة الأندلسية، مع التركيز على دراسة فنين شعريين مستحدثين في البلاد الأندلسية، وهما: الموشحات والأزجال.

يرى الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة أن الدافع الرئيس إلى تأليف هذا الكتاب هو انتشار مقولة نقدية مشرقية انتشار النار في الهشيم، مفادها أن أبصار شعراء البلاد الأندلسية، ظلت شاخصة إلى الشعر المشرقي، وتتخذه نموذجا يحتذى إلى غاية سقوط الأندلس، فهذه المقولة تجعل من الإبداع الشعري الأندلسي- كما عبرت عن هذا الأمر الباحثة وسام قبّاني “في موضع اتّهام، وشك، لاسيما أن قارئ الأدب الأندلسي يلحظ قلَّة الدراسات التي تسلّط الضوء على مواهب الأندلسيين الأصيلة، وتحمد لهم بدائعهم الشعرية الفريدة، لذا نشأت هذه الدراسة بحثا عن بصمة مميزة للشّعر الأندلسيّ في صرح شعرنا العربيّ العريق”. وهذا ما شجعه حسب محدثنا على تأليف هذا الكتاب للتأكيد على تميز النص الشعري الأندلسي في فني الموشحات والأزجال، والتنبيه إلى أن للأندلسيين بصمتهم الشعرية التي ميزت نصوصهم الشعرية، فتطرق إلى فنين شعريين مستحدثين بالبلاد الأندلسية، ودرس من خلالهما جوانب التجديد في النصّ الشعري الأندلسي، حيث أبرز ملامح التجديد، وبين كيف أن الموشحات والزجل شكلا موضوعا مستقلا في هيكله عن القصيدة التقليدية العمودية.

وقال بوفلاقة في هذا الجانب: “لقد شكلت الموشحات- كما هو معروف- لونا شعريا متميزا، وفريدا في أدب الغرب الإسلامي، فقد طرب لها النقاد، بعد أن استهوت الشعراء، وأتاحت لهم جملة من الفرص للتأنق، والتميز، وذلك من خلال الخروج عن النموذج الشعري التقليدي التليد”، مضيفا أن للأندلسيين فضلا كبيرا في اختراع الموشحات، فهي تمثل حسب قوله المتحول في النص الشعري الأندلسي، لكونها لم تكن موجودة من قبل، ولم تعرفها قبلهم أي أمة من الأمم، فقد جاءت الموشحات- على حد وصف بعض الدارسين- ثورة على القالب الخليلي، ومن جهة ثانية، شكلت تحولا على الموضوعات التقليدية، إذ عالجت موضوعات قريبة من حياة العربي الأندلسي في ترفها، ولهوها، لذلك لا نتعجب حسب بوفلاقة عندما نجد الموشحات المتميزة في وصف الطبيعة ووصف الخمر ومجالس الأنس والغزل بشقيه العفيف والماجن.

ويؤكد الدكتور محمد سيف الإسلام لـ”الشروق” أن الموشحات تناولت جملة من الموضوعات التقليدية كالمدح السياسي والمدح الشخصي. أما الزجل، فيعد فنا من فنون الشعر التي استحدثت في البلاد الأندلسية، إذ ظهر بعد الموشحات، وحسب محدثنا، فإن العلاّمة عبد الرحمن بن خلدون يرجح أن دخوله كان متأخرا، ويفهم أن ظهوره جاء بعد الموشحات، في قوله: “ولما شاع فن التوشيح في أهل الأندلس، وأخذ به الجمهور لسلاسته، وتنميق كلامه، وترصيع أجزائه، نسجت العامة من أهل الأمصار على منواله، ونظموا في طريقته بلغتهم الحضرية، من غير أن يلتزموا فيه إعرابا، واستحدثوا فنا سموه الزَّجل، والتزموا النظم فيه على مناحيهم إلى هذا العهد، فجاؤوا فيه بالغرائب، واتسع فيه للبلاغة مجال بحسب لغتهم الأعجمية”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!