الجزائر
جناح الشرق الليبي في سباق مع الزمن لتفادي الحرب

بوقادوم يطير إلى موسكو وعقيلة في الجزائر السبت

محمد مسلم
  • 4973
  • 10
ح.م

خطوات دبلوماسية متسارعة تقوم بها الجزائر من أجل تفادي اندلاع أتون حرب شاملة في الجارة الشرقية، ليبيا، في ظل الحشود العسكرية التي تصل إلى مدينة سرت، بين الطرفين المتصارعين المدعومين من قبل قوى خارجية.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن وزير الخارجية، سيرغي لافروف، سيجري محادثات مع نظيره الجزائري، صبري بوقادوم، في 22 جويلية الجاري بالعاصمة الروسية موسكو.

وأفادت زخاروفا – في بيان – أن هذه المحادثات تأتي في إطار استمرار الحوار بشأن العلاقات الثنائية والقضايا الرئيسية التي تهم البلدين، والتي تأتي على رأسها، برأي الكثير من المراقبين، الأزمة الليبية. وهي الزيارة التي تأتي بعد أقل من أسبوع من المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس عبد المجيد تبون، مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، وكان الملف الليبي، كما هو معلوم، على رأس أجندتها.

وتعتبر روسيا طرفا فاعلا في الأزمة الليبية، فهي التي توفر الدعم والتسليح لقوات الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، كما أن موسكو هي التي تزود جناح شرق ليبيا بمرتزقة الفاغنر، التي تتولى استعمال السلاح الروسي في جبهة القتال.

أما الجزائر، فهي الدولة الأبرز بين دول جوار ليبيا، التي حافظت على مسافة واحدة من جميع الفرقاء في هذا البلد، ما يؤهلها لأن تلعب دور الوسيط الناجح، لاسيما وأن الطرف الذي اعتاد وضع العصا في عجلة المبادرات الجزائرية، ممثلا في الجنرال حفتر، انكسرت شوكته، وأصبح في موقف المناشد بوقف إطلاق النار، بعدما كان يرفضه بشدة.

وفي السياق ذاته، ينتظر أن يحل بالجزائر رئيس مجلس النواب الليبي، الذي يتخذ من طبرق في الشرق مقرا له، عقيلة صالح، مطلع الأسبوع المقبل، تعتبر الثانية من نوعها في ظرف أقل من شهر، وذلك بهدف بحث تطورات الأزمة الليبية.

ويبحث عقيلة صالح مع المسؤولين الجزائريين، إمكانية تنفيذ خطة، تقترحها الجزائر بشأن عقد مؤتمر للحل السياسي في ليبيا، يضم مجموع الأطراف الليبية برعاية دولية على ضوء مخرجات مؤتمر برلين، وهو الخيار الوحيد الذي بقي أمام جناح شرق ليبيا، لأن الجزائر سبق لها وأن أعلنت عدم تجاوبها مع مبادرة مصر، وأبلغت موقفها هذا، عقيلة صالح خلال زيارته الأخيرة للجزائر، تماشيا مع موقفها الثابت، وهو البقاء على مسافة واحدة من جميع الفرقاء.

ووفق بعض التسريبات، فإن رئيس البرلمان الليبي سيشرح للطرف الجزائري بعض المستجدات بخصوص الأزمة الليبية، وكذا طلب مجلس نواب طبرق وبعض القبائل الليبية، التدخل المصري في منطقة شرقي ليبيا، وتسليح شباب القبائل، كما جاء على لسان الرئيس المصري، نهاية الأسبوع الجاري، وهو الأمر الذي حذر منه الرئيس تبون في حواره مع قناة فرانس 24.

وينتظر أن يلقى عقيلة صالح صدودا من قبل الطرف الجزائري، الذي يرفض رفضا باتا أي تدخل في الشؤون الداخلية للجارة الشرقية، بما فيها التدخل المصري، انطلاقا من قناعة الدبلوماسية الجزائرية، بأن التدخل الخارجي أيا كان مصدره، سيزيد الأزمة تعقيدا ولا يساهم في إيجاد حلول لها.

مقالات ذات صلة