منوعات
بعد 50 عاما.. "معركة الجزائر" تثير الجدل في وهران

بومدين أراد إسكات ياسف سعدي ومولود معمري رفض دور بن مهيدي

آسيا شلابي
  • 3607
  • 22
أرشيف

بعد مرور نصف قرن عن فليم “معركة الجزائر”، ما يزال العمل الذي صنف من بين أفضل 50 فيلما عبر العصور ويعد أفضل إنتاج سينمائي ارتبط بتاريخ وذاكرة الجزائر، يثير الجدل والنقاش، حيث قدم مهرجان وهران فليمين وثائقيين لنفس الموضوع لكن بطرحين مختلفين.
ففي الوقت الذي غاص فيه مالك بن إسماعيل في الظروف التاريخية والسياسية لإنتاج الفيلم، فضل سليم عقار أن يعيد أبطاله إلى الواجهة، ويستنطق ذاكرة صناعه.
يعيد سليم عقار، في فليمه الذي احتضنته سينماتيك وهران عجلة الزمن إلى الوراء، حيث فضل أن يستنطق ذاكرة من صنعوه بالعودة إلى تلك الحقبة والحديث عن ظروف الإنتاج والتصوير، خاصة أن أغلب الممثلين الذين ظهروا في العمل هواة وليسوا محترفين وجلهم أيضا لم يظهروا في أعمال سينمائية أخرى.
وقال مخرج العمل إنه فضل التركيز على الجانب السينماتوغرافي للفيلم لأنه أراد تقديم نظرة وصورة جزائرية للعمل في مقابل النظرة الفرنسية التي ظهرت في أفلام وثائقية أخرى وكانت مناهضة للعمل والصورة الإيطالية التي ترى أنها صاحبة الفضل في إنجاز الفيلم لكن الجزائر استفادت منه أكثر.
وأضاف المتحدث على هامش عرض فيلمه أول أمس أنه أراد بعد خمسين سنة العودة للبحث عن أبطال العمل كيف أصبحوا هذا ما يبرر حسبه ترك بعض شخصيات العمل تسترسل في الحديث دون فرض الرقابة عليها ورغم أن عمل سليم عقار لم يركز على الجانب التاريخي والتوثيقي للعمل، لكنه يقدم لنا بعض الحقائق التاريخية على هامش الفيلم حيث يكشف مثلا أن مولود معمري كان مرشحا لأداء دور العربي بن مهيدي في الفيلم لكنه لم يتفق في آخر لحظة مع ياسف سعدي، حيث اختلف الاثنين على مساحة الدور وبعض ما جاء في السيناريو.
إضافة إلى ما قاله مدير الإنتاج ومسير العمل الذي كشف أنه وبعد استئناف التصوير الذي توقف لمدة أسبوع بعد انقلاب بوميدن استعانت السلطات بعناصر من الأمن العسكري في الزي المدني لتأطير المظاهرات التي جاءت في الفيلم وهذا خوفا من خروج أنصار بن بلة في مسيرات ولكن شيئا من ذلك لم يحدث.
في مقابل ذلك، فضل مالك بن اسماعيل في فليمه “معركة الجزائر فيلم في التاريخ” الاستعانة بالمؤرخين وشهود المرحلة بوضع هذا العمل في إطاره التاريخي، حيث كشف دحو جربال في شهادته أن بوميدن وفر لياسف سعدي كل ما يحتاجه من دعم مادي ولوجستيكي لأن معركة الجزائر ساعدته على تمرير انقلابه من دون فوضى في الشارع بعد أن اعتقد سكان العاصمة أن الدبابات التي شاهدوها في الشوارع كان للفيلم من جهة ومن جهة أخرى كشفت الشاهدات في وثائقي مالك بن اسماعيل أن السلطة أرادت ترضية وإسكات ياسف سعدي.
كما عاد بن إسماعيل إلى الأزمة التي أثارتها فرنسا في مهرجان فنيسيا بعد فوز العمل بجائزة الأسد الذهبي ومغادرة البعثة الفرنسية للمهرجان والحملة التي شنتها وسائل الإعلام الفرنسية ما كاد أن يثير أزمة دبلوماسية وبقي الفيلم ممنوعا مدة 40 سنة من العرض في فرنسا ولكنه لعب دورا كبيرا في إلهام الحركات التحررية عبر العالم بعد أن صار الفيلم مرتبطا بالجزائر وتاريخها.

مقالات ذات صلة