رياضة

بونجاح أحسن نجاح

ياسين معلومي
  • 1987
  • 2
ح.م

قبل أشهر، اتصل بي أحد الزملاء من مجمع “الهداف”، طالبا مني كصحفي في يومية “الشروق” اختيار أحسن لاعب من ضمن خمسة مرشحين لنيل جائزة الكرة الذهبية التي يقدمها الزملاء سنويا. لم أفكر ولو للحظة واحدة، فقلت له بغداد بونجاح، لأنني أعتبر أن هذا الشاب الذي قدم من وهران، وتألق في اتحاد الحراش، وانتقل إلى تونس ثم قطر هو رمز للنجاح..

بغداد بونجاح هو مثال اللاعب الجزائري الناجح الذي تحدى كل الصعاب والمشاكل، فأصبح أحد أحسن ما أنجبت الكرة الجزائرية، خاصة أنه بتسجيله لعدد كبير من الأهداف، تمكن من تجاوز أحسن اللاعبين على غرار ميسي ورونالدو ونجوم عالميين آخرين، ليصبح أحسن لاعب جزائري سنة 2018، متفوقا على من يلعبون في القارة الأوروبية وفي أحسن الأندية، وهو دليل على أن اللاعب الجزائري عندما تمنح له الإمكانات يستطيع الوصول إلى القمة، لأن الجزائري بفطرته وبطبعه يمتاز بإمكانات كروية، جعلت وفي مرات عديدة العالم يتفاجأ لمستوى الجزائري.

أتذكر جيدا لما انضم بغداد بونجاح إلى فريق اتحاد الحراش في الموسم الكروي 2011-2012، وبطلب من بوعلام شارف المدير الفني السابق ومكتشف المواهب. الجميع تنبأ له بمستوى كبير، إلا المدرب الوطني وحيد خاليلوزيتش الذي أخطأ في حقه، حيث كان يستطيع تحضيره إلى مونديال 2014، رفقة سليماني وبلكلام وجابو وآخرين، ورغم ذلك واصل العمل وتنقل إلى تونس وأبهر الجميع، حيث توج بكأس تونس مرتين متتاليتين 2014 و2015، وكأس الكاف سنة 2015. ورغم ذلك، فإن أغلب الطواقم التي مرت على “الخضر” لم تعطه الفرصة الكاملة، ماعدا رابح ماجر الذي وضع فيه ثقة كبيرة جعلته مع مرور الوقت أساسيا دون منازع، مزاحما عددا كبيرا من المهاجمين، على غرار سوداني وسليماني.

تتويج بونجاح أعتبره صفعة مدوية لكل من يشك في قدرة اللاعب المحلي على التألق، والوصول إلى النجومية والعالمية، فسابقا ربما كل تتويجات “الخضر” كان وراءها المحلي الذي برهن أن المدرسة الجزائرية لا تحتاج إلا للاهتمام والعناية، لكن هناك من يريدون سامحهم الله زرع بلبلة المحلي والأجنبي، وهي في آخر المطاف لا تعدو أن تكون سوى زوبعة في فنجان فارغ، المراد منها تشويه البضاعة المحلية التي تبقى الخزان الذي يمول الكرة والرياضة الجزائرية.

منذ التحاقه بنادي السد القطري في الموسم الكروي 2015-2016، أصبح ابن “الباهية” علامة مسجلة في الدوري القطري، واسمه تجاوز حتى أساطير الكرة، في صورة تشافي وإيطو وغيرهم، فأصبح مطلوبا حتى من أندية فرنسية وإنجليزية، ويعطي صورة إيجابية للاعب الجزائري الذي أصبح مطلوبا في الدوريات التي تعرف احترافا حقيقيا.

أتمنى أن يكون تألق بونجاح دفعة لكل اللاعبين الجزائريين الذين ينشطون في بطولتنا المحلية، للظفر بعقود احترافية، حتى وإن كان ذلك في الخليج، لأن اللعب في بطولة “منحرفة” يجعلك تراوح مكانك، ولن تتطور أبدا.

مقالات ذات صلة