الجزائر
قبل أيام من بداية موسم الاصطياف.. جمعيات المستهلكين تحذّر:

بيع رخص استغلال الشواطئ تحت الطاولة

وهيبة سليماني
  • 3021
  • 12

بن خلف الله: جاهزون لبدء موسم الاصطياف وخطر السباحة الممنوعة قائم
زبدي: ممارسات بعض المسؤولين يشجع على عودة عصابات الشواطئ

يأتي موسم الاصطياف هذه المرة مغايرا تماما لمواسم سابقة، حيث أنه في ظل إبقاء غلق الحدود وانعدام الرحلات السياحية نحو الخارج، ومع الحالة النفسية المتدهورة التي يعيشها الكثير من الجزائريين، وتعطشهم إلى الترفيه والسباحة في البحر لتفريغ الضغط والقلق والهموم، يتوقع أن يكون الإقبال على الشواطئ عبر الساحل الجزائري، خلال هذا الصيف، واسعا، وتسوده الكثير من الحوادث، والمشاكل، ويكون الالتزام بإجراءات الوقاية من فيروس كورونا، وحراسة المصطافين ومنعهم من السباحة في شواطئ ممنوعة، مهمة صعبة أمام أعوان الحماية المدنية، والجهات المكلفة بذلك.

ويستعد هذه السنة أعوان الحماية المدنية، خلال موسم الاصطياف، لهذه المهمة الصعبة في الشواطئ، في انتظار الإعلان الرسمي لموسم الاصطياف، فبين التقيد الصارم للحفاظ على صحة المواطنين وحمايتهم من خطر انتشار كورونا، والمشاركة في التحسيس من هذا الوباء، يبقى الإقبال على السباحة في الشواطئ الصخرية والممنوعة والبرك وخارج أوقات الحراسة للمصطافين، أكثر ما يحرص أعوان الحماية المدنية على التحذير منه، وأكثر ما قد يجعلهم يتدخلون لنجدة وإسعاف الضحايا سيما بعد حالة الضغط والملل والقلق الذي لزم شريحة واسعة من الجزائريين بسبب جائحة حلت بالمجتمع منذ أكثر من سنة.

وقد لا تتوفر الظروف المناسبة في الشواطئ، وتبقى أسعار الدخول إليها وركن السيارات في حظائرها وكراء المظلات، يتحكم فيها أشخاص يستغلون الظرف لاستنزاف جيوب المواطنين، فيصعب التقيد بالحماية الصحية من فيروس كورونا، ويكون الهروب أكثر إلى شواطئ وبرك مائية غير مسموحة للسباحة.

ولم يعلن بعد عن موعد موسم الاصطياف، والذي من المتوقع حسب المكلف بالاتصال لدى المديرية الولائية للحماية المدنية، الملازم الأول خالد بن خلف الله، أن يكون يوم الفاتح جوان القادم، حيث أكد أن أعوان الحماية المدنية جاهزون لهذا الموعد، وفي انتظار فقط تحديد عدد الشواطئ المسموحة للسباحة من طرف السلطات المحلية.

وقال الملازم الأول بن خلف الله، إن أكثر ما يتخوف منه رجال الحماية المدنية خلال موسم الاصطياف لصيف 2021، هو الإقبال الواسع لبعض الشباب على البرك المائية، والشواطئ الصخرية، وهو ما يجعل حالات الإسعاف تزيد من مواسم اصطياف سابقة.

تحذيرات من سرقة جيوب المواطنين في الشواطئ

وفي هذا الموضوع، أكد مصطفى زبدي، رئيس الجمعية الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك، أن منح رخص استغلال بعض الشواطئ، بدأ مع نهاية ماي الجاري، تحت طاولة المسؤولين المحليين، ومن دون شفافية، وإشراك جمعيات حماية المستهلك، وهي طريقة حسبه، عشوائية، وغير مدروسة، وقال إن هذه الطريقة في منح الرخص قد لا تحل مشاكل انتشرت في الشواطئ خلال المواسم السابقة، كما أن منح رخص استغلال الحظائر وكراء الكراسي والطاولات والمظلات، هي الأخرى غير عادلة ولا تتحلى بالشفافية، وأن هذه العمليات في منح الرخص تبرز جملة من المشاكل على غرار غلاء الأسعار واستغلال الظروف الاستثنائية لسرقة جيوب المواطنين.
وأضاف مصطفى زبدي، أن جرائم قتل حدثت في الشواطئ بسبب “البركينغ”، ولا تريد جمعية حماية المستهلك، أن تتكرر مثل هذه الحوادث، خاصة أن الكثير من الجزائريين، حسبه، يعيشون ظرفا خاصا، وحالة نفسية متدهورة، وأزمة مالية وتدهور اجتماعي.

ويرى زبدي، أن الالتزام بتدابير الوقاية من فيروس كورونا، لا يتحقق إلا في جو ملائم، حيث المصطاف لا يمكنه أن يفهم ما يحدث ولا يمكنه تحقيق الحماية الصحية في ظل جملة من المشاكل الأخرى، وإن استغلال الشواطئ، حسبه، دون ضوابط، والتجاوزات في دفتر الشروط الذي من المفروض يكون واضحا، ومحدد الأسعار مسبقا، يؤدي إلى التلاعب بهذه الأسعار وجعلها خيالية.

وقال رئيس الجمعية الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك، مصطفى زبدي، “إن الظرف الاستثنائي وغلق الحدود يحتمان علينا أن نفكر في حالة الضغط والوضعية النفسية المتدهورة للمصطاف قبل أن نقدم له النصائح”.

مير باب الواد: هكذا نوزع رخص استغلال الشواطئ

ومن جهته، أوضح رئيس بلدية باب الوادي بالعاصمة، ياسين عبد الرحمان، أن تنظيم استغلال الشواطئ خلال موسم الاصطياف لسنة 2021، سيكون من خلال اتخاذ كل الإجراءات اللازمة بالتعاون مع الولاة المنتدبين لاختيار الأشخاص المؤهلين، الذين ستمنح لهم الرخص الخاصة بهذا الاستغلال، كما ستراقب الحظائر الخاصة بركن السيارات والقريبة من الشواطئ، ويشرف المسؤولون المحليون على تنظيمها بمنح رخص لفئة الشباب الذي يستحقونها.

وأوضح ياسين عبد الرحمان أن المجلس الشعبي الذي يترأسه، قام بكل التحضيرات وفي انتظار اجتماع مع الوالي المنتدب لضبط كل الأمور والقضاء على الفوضى التي كانت تشهده بعض الشواطئ، حيث قال إن المعطيات الأولية تؤكد أن ديوان حظائر الرياضات والترفيه” اوبلا” هي من ستسير شواطئ باب الوادي، ولكن في حال ترك الأمر للبلدية فإن المهمة تبقى على عاتق المسؤولين المحليين.

وحسب مير باب الوادي، السيد ياسين عبد الرحمان، فإن موسم الاصطياف سيكون مع بداية جوان الجاري، وإن المجتمع المدني سيشارك في حملات التحسيس حول تدابير الوقاية من انتشار فيروس كورونا المستجد، والحفاظ على التباعد وارتداء الكمامة عند دخول المطاعم والمنتجعات وأماكن التجمع القريبة من الشاطئ.

وأكد ياسين عبد الرحمان أن دور المجتمع المدني من جمعيات وهيئات سيفعل وهذا بالشراكة مع مسؤولي المجالس الشعبية، للنزول إلى الشواطئ وتوعية المصطافين من خطورة تجاهل الوقاية من وباء كورونا.

مقالات ذات صلة