الشروق العربي
بنات الثانوية

 بين الشاب خالد وريفكا.. حقائق الحب والمخدرات والحمل

فاروق كداش
  • 8039
  • 4
ح.م

 شرخ كبير، يفصل جيل الأمس من بنات الليسي وبنات الهاي سكول الآن، بنات الماضي كن يبحثن عن متنفس من تسلط الأب والأخ، وبنات اليوم يبحثن عن متنفس من دلع الأب وميوعة الأخ.

في الماضي، كان من النادر أن نسمع فضيحة عن طالبات الثانوية، أما الآن، ففي كل أسبوع سيجارة، وفي كل شهر خرجة مع الحبيب، وفي كل سنة حمل سفاحي ينهي طقوس المحبة على مذبح الشرف.

قصص كثيرة ترويها جدران الثانوية وحيطان المراحيض المخضبة بدماء العار لبنات عانقن حلم الروايات فابتلعتهن دوامة الواقع.

أول قصة نرويها لتلميدة في ثانوية من سعيد حمدين بالعاصمة، اكتشفت أنها حامل بعد إجراء فحص إثر إغمائها المفاجئ، بعد ظهور نتائج البيتا اش سي جي، اعترفت الطالبة التي لم تتجاوز الثامنة عشرة، بأنها حملت من زميل لها بقسم آخر في نفس الثانوية، ما جعل الصدمة تجتاح كل المؤسسة، وتم استدعاء أولياء الطالبين لحل المشكلة وديا.

‫وهذه قصة حزينة أخرى ترويها “سهى” (17 سنة)، فتقول: تعرفتُ على ولدٍ يدرس معي بالثانوية قسم العلوم الطبيعية فيما كنت أنا بقسم الآداب واللغات، وقد حاول التقرب مني مرارا وتكرارا لكني كنت أرفض.. وبعد إصراره، انهارت كل تحصيناتي، وحدث ما كنتُ أخشاه، ووقعتُ في غرامه، حتى أصبحت لا أقوى على فراقه، وكنت أنتظر اليوم الدراسي لكي أخرج معه، وانزلقتُ في هوةٍ سحيقةٍ من الرذيلة، وسلمت له كل شيء. وبعد أن زال رحيق السكر، أفقتُ على صدمةٍ هزَّت كياني، بعد أن تركني دون أن يُوضِّح لي السبب، وأخبرني أصدقائه بأنه ملَّ من علاقتنا وتساهلي معه، ولا أستطيع أن أصف مدى الندم الذي اجتاح كياني، ولكن بعد ضياع كل شيء.

‫ حالة أخرى، لطالبة في الطور الثانوي، تعرضت للاغتصاب من قبل شخص ربطتها علاقة آثمة به، وهو ما أدى إلى حملها، حيث بلغ حملها الشهر الخامس..

‫ التلميذة، تمكنت من إخفاء الأمر عن أهلها ومقربيها إلى حين بروز علامات الحمل عليها، وهو ما أدى بعائلتها إلى توقيفها عن الدراسة للتكتم على الفضيحة، وقام والدها بإيداع شكوى لدى مصالح الأمن التي فتحت تحقيقا في القضية، مطالبا بتوقيف الشخص المتسبب في ذلك، وهو طالب يدرس معها في الثانوية.

 بنات مهولسات

وهناك الكثير من القصص الموازية للحمل، بطلها المخدرات.. فكم من طالبة ضبطت وهي تتعاطى الزطلة في مراحيض الثانوية، فضلا عن السجائر العادية، وحتى الشمة.. وهناك من أدمنت تعاطي المهلوسات بمساعدة إما صديقات السوء أو زملاء الصف. حسب بعض الإحصائيات طالبة من بين ثلاث طالبات تتعاطى التدخين أو المخدرات، ويبدو أن كل النواقيس دقت، لكن لا حياة لمن تدق، فلا الأولياء ينتبهون إلى تصرفات بناتهم، ولا طريقة لبسهن التي تعكس حالة من التمرد على التقاليد والأعراف، ولا الجمعيات الناشطة في هذا المجال تنشط حقا لإنقاذ جيل بأكمله من الانحراف.

بين ريفكا وخالد… الجرف

في النهاية، شتان بين جيل كان سماعه لأغاني الراي انحرافا، وارتداؤه لجيب قصير جريمة.. وبين جيل يرتدي حجابا ملغما، ويستر نفسه بخمار شائك، يدرس الرذيلة قبل الجغرافيا، والطب قبل الدخول إلى الجامعة. بين جيل تغنى به الشاب خالد في طريق الليسي، وبين جيل من البنات يتبع ريفكا في هذيانه، في حفلة عيد ميلاد افتراضية.

مقالات ذات صلة