جواهر

بين القيادة والأمومة!

عمر هارون
  • 4779
  • 44

في قراءة نقدية للتاريخ الإسلامي ستجد أن المسلمين ضيعوا كل فتحاتهم في الأندلس حين وصلوا إلى دول كان شعر نسائها أصفرا وعيونهنَ خضراوات، أما الدولة العثمانية فتوقف زحفها بوصولها إلى الحدود الروسية حيث وجد الجنود نفس النساء ذوات الشعر الأصفر لكن عيونهنَ كانت زرقاء..

وكم هي كثيرة الأحداث التاريخية التي حدثت فيما بعد مع الملك فاروق مثلا أو ما كشفت عنه تسيفي ليفني ضد القيادات الفلسطينية، والتي أكدت وتؤكد أن المرأة الجميلة كانت ولا تزال نقطة ضعف الرجل العربي المسلم، في حين أن هذه الأفكار تخلى عنها الغرب، حيث أصبحت حواء فيه مطالبة بإثبات نفسها في الواقع المعاش وتأكيد مدى قدرتها على مقارعة الرجال، على عكس ما يحدث عندنا من استعمال لعقدنا مع المرأة، إما لقهرها وجعلها حبيسة في المنزل كأداة للطبخ وإنجاب الأولاد، أو فتح كل الأبواب أمامها لمجرد كونها امرأة دون إعطاء أي اعتبار لمستواها وإمكانياتها العلمية والعملية!!!

إن الواقعية أو الوسطية غير موجودة في التعامل مع هذا الكائن الحساس، الذي يستطيع أن يقود الأمة كما تقود ميركل ألمانيا وقبلها تتشر بريطانيا وحتى رئيسة وزراء الكيان الصهيوني جولدا مائير التي أذاقت المسلمين الويل، فالمجنون وحده من ينكر أن المرأة لا تستطيع أن تكون قائدة سياسية وفي أي منصب سامي تشاؤون، مناصب ومهام ستجعل حواء مجبرة على نزع أنوثتها، نعومتها، حنانها والأهم قدرتها على تربية أولادها وتنشئتهم، لتعزز شخصيتها بما يلائم المهام الجديدة المنوطة بها من القسوة، القوة، وكل مقومات الذكورة، التي تلزمها لتكون بقدر المسؤولية التي تحملتها، ولكم في السياسيات أفضل مثال يا أولي الألباب! وهو ما يجعل حواء الأم أنفع بمليار مرة للأمة من حواء القائدة بكل مغرياتها، لأن الرجل لا يستطيع أن يخلفها في الأمومة وإعداد الأجيال وإن حرص.

بين مجتمع يقدس المرأة ويجعلها كالأصنام المعبودة، ومجتمع يحقر من دورها وينفي عنها أي حق، حتى اختيار شريك الحياة، غاب العقل وحضرت المصلحة، مما جعلنا نهمل حقيقة دور المرأة في المجتمع والطريقة التي يجب أن نخاطب بها شقائق الرجال، حتى صارت بعض النساء تصور للرأي العام أن أكبر أحلام بنات حواء الجلوس في مقهى مع الرجال!

نحن لا نملك مشروعا لتكوين الأم المسلمة، بل لا نرى أهمية للموضوع، ومن ينكر هذا مكابر لا يريد الخير للأمة، فالمصائب التي نعيشها في عالم منفتح على كل الاحتمالات، نحتاج فيه لحواء واعية قادرة على حماية نفسها من الغزو الثقافي، الذي يحفزها لتكون قائدة، منطلقة في إتباع شهواتها، أما الأكيد أن تقصير الرجال  في حق النساء  أوصلنا اليوم إلى ما وصلنا إليه..

إنّ كل رجل يسب المرأة باعوجاجها، عليه أن يفهم أن الرسول عليه الصلاة والسلام أوصى الرجال بالنسا في آخر كلماته، فجعلنا قوامين عليهن، وهذا لا يمنح الرجل سلطة صورية تسلطية فقط، بل الأمر دليل على أن حِلمَ الرجل أمر أساسي ليقاوم ويُقوم الاعوجاج الفطري الذي في الأنثى جراء عاطفتها الجياشة التي تغلب المنطق عندها، فإن تحولت حواء إلى القيادة والحكم انقلبت عاطفتها إلى قسوة وقلبها إلى عقلها ضيعت أمومتها لصالح القيادة، فالأمر شامل وعلى الرجال أن يعوا هذا و يستشعروا أن للرجال نصف المجتمع وللنساء نصفان، فإن فهم آدم هذا اقتنع أن مسؤولية استمرارية العلاقة، توجيهها وإنجاحها في رقبته، وإن لم يقتنع  استمر الصدام والصراع حتى نصبح مجتمعا متفككا أكثر من ما هو الحال عند الغربيين.

Omarharoun88@gmail.com

مقالات ذات صلة