رياضة

بين بن زيمة وبن زية..

ياسين معلومي
  • 8324
  • 0

سألني أحد الصحفيين العرب عن الطريقة التي يعتمدها الاتحاد الجزائري لكرة القدم لإقناع اللاعبين مزدوجي الجنسية بتقمص ألوان المنتخب الجزائري، في وقت لم تستطع فيه اتحادات أخرى أن تحذو حذو هيئتنا الكروية، التي تمكنت في السنوات الأخيرة من جلب عدد كبير من اللاعبين، الذين ينشطون في مختلف البطولات الأوروبية الكبيرة، وأصبحوا النواة الأساسية للمنتخب الجزائري، الذي بفضل هؤلاء اللاعبين تأهل مرتين متتاليتين إلى المونديال، ويسيطر على الكرة الإفريقية، حتى وإن عجز عن الفوز بكأس إفريقيا، التي يتمنى رفقاء محرز وبراهيمي وسليماني الفوز بها، رغم أن اللعب والمنافسة في أدغال إفريقيا صعب جدا، وكم من لاعبين أفارقة كبار لم يعانقوا الكأس الإفريقية، رغم أنهم كانوا أسيادا في الملاعب الأوروبية، في الحقيقة لم أجد جوابا مقنعا لزميلي الصحفي، لأن اللعب لمنتخب أجدادك وآبائك وعائلتك “غاية لا تدرك..”، وكم هم كثيرون الذين ندموا على قرارهم، بعدما تخلى عنهم المنتخب الذي لعبوا له في سنوات الشباب.

أنا متأكد من أن الوافد الجديد للمنتخب الوطني، ياسين بن زية، ابن الباهية وهران ولاعب ليل الفرنسي، فكر كثيرا قبل إعلانه الرسمي الانضمام إلى كتيبة غوركوف، ويكون دون شك اتصل بعدد كبير من اللاعبين الجزائريين، الذين حمسوه للمجيء إلى التشكيلة الوطنية، وربما ساعده أيضا التألق الكبير لمحرز وسليماني وبراهيمي وغيرهم، واقتنع أيضا بحديث مدرب “الخضر” ورئيس الفاف، محمد روراوة، الذي يكون دون شك قد عبّد له الطريق له وأقنعه بأن “محاربي الصحراء” وصلوا إلى العالمية، وما يفعله محرز الذي أصبح محل أطماع كل الأندية الكبيرة، ويلعب للمنتخب الجزائري الذي فتح له أبواب النجومية، قد لا يجدها في المنتخب الفرنسي الذي لا يعطيه فرصة التألق مثلما تعطيها له الجزائر ومنتخبها الوطني، الذي سيشارك مطلع السنة القادمة في كأس إفريقيا، وبعد سنتين في كأس العالم بروسيا، رغم صعوبة التأهل.

ربما لا يعرف كثيرون أن نجم ريال مدريد الاسباني، كريم بن زيمة، رفض الانضمام إلى المنتخب الجزائري، والتقى والده بمسؤولين من الاتحاد الجزائري مرات عديدة بمقر القنصلية الجزائرية بليون الفرنسية، لكنه اختار في آخر المطاف المنتخب الفرنسي، الذي يبدو أنه غير سعيد فيه، بعد أن أبعد بطريقة “لا تشرفه”، حتى إن الرئيس هولاند قال إنه لا يريد رؤيته في المنتخب الفرنسي..

لا نناقش قرار بن زيمة أو فقير أو أي لاعب آخر، لأنهم أحرار باختيار الوجهة التي يرونها مناسبة له، لكن الحقيقة لابد أن تقال، إن ما يقوم به رئيس الاتحاد من عمل، سواء في الاتحاد أو في الطريقة التي يسير بها المنتخب، أو حتى في إقناع اللاعبين مزدوجي الجنسية، عجز عنها أغلب من تعاقبوا على رئاسة الاتحاد الجزائري لأسباب عديدة، لكنه فشل فشلا ذريعا في إخراج بطولتنا من المرض الذي أصابها منذ سنوات، ولن نجد له دواء، ما لم يعد المسيرون الحاليين إلى بيوتهم ويستبدلون بوجوه جديدة.

مجيء بن زية إلى المنتخب الجزائري سيفتح الباب للاعبين آخرين ينشطون في مختلف البطولات الأوروبية، وأنا متيقن أنا فرنسا سيكون رد فعلها قويا، إن عاجلا أو آجلا. وعليه، يجب علينا العودة إلى العمل القاعدي، ربما سنجد لاعبين كبارا مستقبلا.

مقالات ذات صلة