-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بين “تشاكر” وملاعب قطر!

ياسين معلومي
  • 10486
  • 0
بين “تشاكر” وملاعب قطر!

عادت عجلة بطولة كأس العرب لكرة القدم إلى الدوران بعد توقف دام تسع سنوات، بسبب عدة عوامل أبرزها الخلافات السياسية وعدم استقرار بعض الدول العربية، واختار المنظمون قطر لاحتضان النسخة العاشرة من البطولة التي أقيمت أول نسخة منها عام 1963 في لبنان، وهذا تمهيدا لكأس العالم قطر 2022 التي ستقام في ستة ملاعب تستضيف مباريات المنافسة العربية التي انطلقت في 30 نوفمبر المنقضي وتختتم في 18 ديسمبر الجاري.

النسخة الحالية من كأس العرب التي تجرى للمرة الأولى تحت مظلة “الفيفا”، ستكون من دون شك فرصة لتوحيد العالم العربي الذي يعيش انقسامات وخلافات عديدة ليس بين الشعوب، بل بين السياسيين، والأهم هو الاحتفاء بالوحدة والأخوّة العربية، وأيضا الاحتفال بكرة القدم التي تهيِّئ مشهد أفضل كأس عالم على حد تعبير رئيس “الفيفا” جياني إنفانتينو الذي أقرّ بأن قطر رفعت السَّقف عاليا، وظهر ذلك جليًّا في حفل الافتتاح الذي أبهر العالم، وفي الملاعب التي تحتضن هذه المنافسة، وأيضا في التنظيم الجيّد، ما جعل الجميع يتنبّأ بكأسٍ عالمية نهاية السنة القادمة تاريخية على حد تعبير المدرب الوطني جمال بلماضي.

وأنا أتابع المنافسة العربية والملاعب – التحفة التي تحتضن اللقاءات، طرحت على نفسي العديد من الأسئلة التي لم أجد لها جوابا ولا تفسيرا، كيف لبلدٍ عربيٍّ شقيق أن يحتضن منافسة بحجم كأس العالم، ويبني سبعة ملاعب وفق مقاييس عالمية في ظرفٍ وجيز، ونحن  في الجزائر لم نتمكن حتى من ترميم ملعب تشاكر بالبليدة لاحتضان لقاءات المنتخب الوطني، وحتى الملاعب التي تقرَّر بناؤها سواء في الدويرة أو براقي أو تيزي وزو لا تزال الأشغال فيها تراوح مكانها، ومتأكد أن الشركات التي أوكلت لها مهمة الإنجاز لم تجد المراقبة اللازمة لإنهاء هذه المشاريع التي تداول عليها عددٌ من وزراء الرياضة، للأسف لم يتمكنوا من إيجاد الدواء اللازم لداء لا أحد يستطيع أن يشخّصه حاليا، وستبقى الجزائر بعيدة كل البعد عن احتضان منافسة بحجم كأس إفريقيا أو كأس العالم، ما لم يتم تغيير الذهنيات والضرب بيدٍ من حديد على كل من يريد أن يضرب سمعة الجزائر في الداخل والخارج، وانجاز المشاريع في الآجال المحدَّدة، غير أن ذلك لا يعتبر من سابع المستحيلات.

في آخر مواجهة للمنتخب الوطني أمام بوركينا فاسو التي لعبت في أرضية تشاكر الكارثية، انتقدنا اللاعبين كثيرا بسبب الأداء الكارثي، وحمَّلناهم مسؤولية التعادل، والجميع قال يومها إن المنتخب يتراجع، غير أنّ السّبب الرئيس في ذلك هو أرضية الميدان السيئة التي جعلت المدرِّب الوطني يفكّر في إخراج “الخضر” من تشاكر إلى ملعب آخر قد يكون الخامس جويلية أو وهران أو أي ملعب آخر… فكيف نفسّر الأداء الكارثي للاعب مثل بونجاح في مواجهة بوركينا فاسو وتألقه في اللقاء الأول لـ”الخضر” وتسجيله لهدفين، كما أن اسمه متواجدٌ في العديد من الأندية الأوروبية؟ أليست أرضية الميدان التي نطالب مسؤولي الاتحاد الجزائري بتجهيزها لتكون في أحسن حلّة شهر مارس القادم، بمناسبة لقاء العودة الفاصل الذي سيُحدَّد تاريخُه نهاية شهر جانفي القادم، خلال نهائيات كأس إفريقيا للأمم بالكاميرون؟

لا نريد الضغط على لاعبي المنتخب “ب” ومطالبتهم بضرورة جلب الكأس العربية إلى الجزائر، علما أن المغرب هو آخر من تُوِّج بها في آخر نسخة جرت سنة 2012، لكنّ ثقتنا كبيرة في كل اللاعبين وجهازهم الفني، لأنَّ المنتخب الجزائري الذي يشارك في دورة قطر مدعم بأرمادة من الفائزين بكأس إفريقيا الأخيرة في مصر، على غرار مبولحي وبلايلي وبلعمري وبونجاح وبراهيمي، سيعرف كيف ينتزع اللقب من بلد كأس العالم القادمة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!