الجزائر
شبكات تعرض وساطات للجزائريين مع هيئات أروبية للتوسط في القنصليات

تأشيرات “شنغن” مضمونة بـ 4000 أورو!

بلقاسم حوام
  • 15000
  • 9
ح.م

أدى ارتفاع نسبة طلبات الفيزا المرفوضة في القنصليات الأوروبية إلى عودة ظاهرة بيع التأشيرة حيث شهدت إعلانات “الفيزا المضمونة” رواجا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي والعديد من المواقع الإلكترونية، نشرتها وكالات سياحية ومكاتب أعمال ووكالات اتصال، أطلقت عروضا مغرية لتقريب المواعيد وتدعيم الملفات والتوسط في القنصليات. “الشروق”، تعمقت في الظاهرة وكشفت معطيات مثيرة تتعلق بالإشارات التضليلية والوساطات المشبوهة..

“تأشيرة شنغن مضمونة بـ75 مليونا في مدة لا تتجاوز شهرا.” هو عنوان نشرته إحدى الوكالات على موقع خاص بتطوير السياحة الجزائرية، يتضمن طريقة جديدة وغريبة للتوسط في قنصليات بعض الدول الأوربية لضمان الرد الإيجابي على طلب الفيزا، حيث أكدت هذه الوكالة في إعلانها أن لها علاقات وطيدة مع بعض المؤسسات الرسمية في كل من إسبانيا والنمسا التي توفر خدمة الوساطة للزبائن الجزائريين للحصول على التأشيرة في القنصليات النمساوية والإسبانية في الجزائر. وهذا عبر بعض الوكالات الخاصة التي تنشط عبر التراب الوطني التي تنشط في مجال تدعيم طلبات التأشيرة بوثائق رسمية مستخرجة من الفنادق وهيئات أوروبية، بالإضافة إلى تقريب مواعيد الفيزا والخدمة الغريبة تتمثل في إقحام هيئات رسمية أوروبية كوسيط لزبائن الفيزا في قنصليات بلدانها في الجزائر. وهذا مقابل مبلغ 4000 أورو…”

هذا الإعلان يعتبر قطرة من بحر العشرات بل مئات الإعلانات الخاصة بتسهيل طلبات الفيزا، التي تبدأ بخدمة تدعيم الملف بوثائق طبية وحجوز الفنادق وتقريب مواعيد التأشيرة، وهذا مقابل مبالغ تتراوح ما بين 5000 و15000 دج لتنتهي باقتراح وساطة مع القنصليات وبعض الجهات الخفية مقابل مبالغ مرتفعة، حيث عرضت إحدى الوكالات السياحية إعلانا تحت عنوان “قبول إيجابي لطلبات الفيزا”، وهذا ما يوهم الزبون بأن الطلب الخاص بالتأشيرة الذي تدعمه هذه الوكالة السياحية بوثائق إضافية تتعلق بمواعيد طبية وحجوز فندقية من شأنها ضمان قبول طلب التأشيرة لدى القنصليات الأوربية. وفي اتصالنا بالوكالة السياحية، أكد صاحبها أن أغلب طلبات التأشيرة التي ساهموا في إعدادها للزبائن تم قبولها من طرف القنصلية الفرنسية، ولما سألناه عن السر وراء ذالك قال: “هذا عملنا ولنا علاقات في كل مكان”، وفي ما يخص المبلغ المطلوب لضمان الرد الإيجابي على التأشيرة قال: “نحن لا نناقش هذا الأمر في الهاتف ما عليك سوى المجيء إلى المكتب وسنتكلم حول التفاصيل..”.

الوكالات السياحية تتبرأ من خدمات الفيزا المضمونة

تبرأت الفدرالية الجزائرية للوكالات السياحية من انتشار ظاهرة الفيزا المضمونة، التي بادرت إليها العديد من الوكالات السياحية، حيث أكد الناطق باسم الفدرالية السيد الياس سنوسي في تصريح إلى “الشروق اليومي” أن الوكالات السياحية ممنوعة قانونا من تقديم هذه الخدمات التي لا تتدخل في مهامها “فهي لا تربطها أي صلة بالقنصليات وطلبات الفيزا تودع بشكل فردي من طرف الزبائن”. وأضاف المتحدث أن من يقوم بهذه الإشارات التضليلية هو مكاتب أعمال ووكالات اتصال وليست الوكالات السياحية. ووصف المتحدث هذه الظاهرة بمثابة الاحتيال على الزبائن الذين يتحملون مسؤوليتهم تحت شعار “القانون لا يحمي المغفلين..”

زبدي: شبكات تحتال على الجزائريين بتقريب المواعيد وضمان التأشيرة

انتقد رئيس الجمعية الجزائرية للمستهلكين السيد مصطفى زبدي في تصريح إلى “الشروق اليومي” انتشار إعلانات تقريب مواعيد التأشيرة وضمان الحصول على الفيزا التي تنشرها الكثير من الجهات غير الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي التي أوقعت بالكثير من المواطنين الذين دفعوا الملايين في سبيل الحصول على التأشيرة في مقدمتهم المرضى. وأكد المتحدث أن طلب التأشيرة عملية تتعلق بالمعاملات السيادية للبلدان في إطار اتفاقيات مزدوجة، وما دون ذالك مغامرة يتحمل عواقبها المواطن بنفسه، مؤكدا أن انتشار ظاهرة خدمات الفيزا المضمونة جاءت بعد ارتفاع نسبة رفض طلبات التأشيرة في القنصليات الأوروبية التي طالت إطارات وصحفيين وأطباء ومعلمين ومرضى ما ساهم في انتشار الإعلانات الاحتيالية، وطالب المتحدث بضرورة التحقيق العاجل في هذه القضية..

مقالات ذات صلة