الجزائر
50 نائبا من كل التيارات يستعدون للانضمام إليه

“تاج” حزب غول الجديد الذي سيولد كبيرا

الشروق أونلاين
  • 27743
  • 253
الأرشيف

أعلن رئيس مجلس الشورى لحركة مجتمع السلم عبد الرحمان سعيدي أمس عن دخول الحركة في وضعية أزمة، بعد إعلان ثمانية أعضاء من المكتب الوطني، وكذا في مجلس الشورى استقالتهم من الحزب، مؤكدا استحالة تجاوز الأزمة بإغفالها، في وقت قرر عمار غول إيداع ملف حزبه الجديد لدى مصالح الداخلية قبيل نهاية شهر رمضان، والذي سيحمل تسمية تجمع أمل الجزائر “تاج”.

وشهدت الأوضاع داخل بيت حمس تطورا متسارعا قبيل بضعة ساعات فقط من انعقاد الدورة العادية لمجلس الشورى التي تجري اليوم بأحد فنادق سطا والي بالعاصمة، فقد أعلن ثمانية أعضاء من المكتب الوطني استقالتهم من الحركة، ويتعلق الأمر بكل من نائب رئيس الحركة حمو مغارية، والأمين الوطني المكلف بالشؤون الاقتصادية محمد جمعة، وكمال ميدا المكلف بالإعلام وأحمد لطيفي أمين الإدارة والمالية، وعبد القادر عبد اللاوي المكلف بشؤون المنتخبين وعبد الحليم عبد الوهاب مسؤول أمانة الطلبة والشباب، الطاهر بلخيري الذي انسحب منذ فترة من الحركة إلى جانب كمال قرقوري.

ويمثل الأعضاء المستقيلين 50 في المائة من أعضاء المكتب الوطني، الذي يتكون من 18 عضوا، وقد دفعت هذه المستجدات ما تبقى من تشكيلة هذه الهيئة لعقد اجتماع طارئ، كما عقد رئيس مجلس الشورى لقاء مطولا مع رئيس الحركة أبو جرة سلطاني تناول الخطوات الواجب اتخاذها لتفادي اتساع رقعة النزيف الذي طال هذه المرة أعضاء قياديين، وقد أبدى سعيدي قلقا واضحا بشأن الأزمة التي تهدد بنسف بيت حمس، قائلا في تصريح للشروق:”إن الوضعية تختلف عن الأزمة التي عاشتها الحركة حينما ظهرت جبهة التغيير، التي بقي مؤسسوها يصارعون داخل الحركة لمدة عامين وينددون بالتجاوزات التي أعقبت المؤتمر”، مضيفا بأن غول أحدث وضعية جديدة ستكبد حمس خسارة، وأن هذه الأزمة لا يمكن تجاوزها بإغفالها أو التقليل منها أو تهويلها، بل هي تتطلب اتخاذ مواقف جريئة “لأننا أمام وضع استثنائي“.

وأعلن في سياق متصل عضو قيادي انضم إلى تشكيلة عمار غول رفض الكشف عن اسمه للشروق، عن إنهاء كافة الإجراءات المتعلقة بالإعلان عن “تجمع أمل الجزائر”، وأن ملف الاعتماد سيتم إيداعه قبل نهاية أوت، في حين سيكون الإعلان الرسمي عن هذا المولود السياسي الجديد شهر سبتمبر المقبل، وقال بأن “تاج”، وهي التسمية المختصرة لهذه التشكيلة سيكون عبارة عن خلاصة ثلاثية للتيار الإسلامي والوطني والديمقراطي، وهي التيارات الثلاثة التي طبعت الجزائر قبيل الاستقلال.

وشرع هذا الحزب الجديد في ربط اتصالات لتشكيل كتلة برلمانية تتكون من 50 نائبا بعد التحاق نواب من تشكيلات أخرى من بينها النهضة والإصلاح، ومن بين القرارات التي اتخذها تشكيل قيادة جديدة برئاسة عمار غول والمشاركة في الحكومة والدخول بقوة في الانتخابات المحلية المقبلة، وذلك على مستوى كل البلديات، التفتح على مختلف التيارات التي تشكل المجتمع الجزائري بغرض إنهاء ما وصفته مصادرنا بالخصومة بين الإسلاميين والعرب والأمازيغ واللائكيين، وبأنه سيحاول أن يعكس المجتمع كما هو.

وأفادت مصادرنا بأن أعضاء في مجلس الشورى أظهروا نيتهم للالتحاق بتجمع أمل الجزائر، لكنهم طلبوا مهلة لتقديم مبرراتهم لقيادة المجلس، كما تجري قيادة هذا الحزب قيد التأسيس اتصالات مع وزراء ورجال أعمال ونواب للانضمام إلى تاج”، في وقت أصر أحد الأعضاء المؤسسين بأنهم لا يسعون لإحداث أزمة بحمس، قائلا:

لدينا أفكارا جديدة نريد تطبيقها، ومن يقبل بها مرحبا به، ولا نريد صراعا داخليا كما أننا لا ننافس حمس في المناضلين”، مضيفا بأنه من الأسباب الجوهرية لإنشاء حزب جديد، قرار عدم المشاركة في الحكومة الذي اتخذه أبو جرة بعد الانتخابات التشريعية دون تقييم تجربة 20 سنة من الوقوف إلى جانب الدولة، وأخرى متعلقة بالقيادة وبعدم انفتاح الحركة، موجزا هذه التجربة الجديدة بتشبيهها بتجربة طيب أردوغان الذي أسس حزب الحرية والعدالة عقب انشقاقه عن نجم الدين أربكان الذي كان يقود حزب الخلاص الوطني، وهو ما يريد تحقيقه عمار غول الذي يسعى لجعل التنمية أساس حزبه الجديد بعد الصراعات الإيديولوجية.

مقالات ذات صلة