رياضة
الشروق ترصدا آراء الشارع المغربي:

تتويج الجزائر لا يزعجنا وسنشجعكم في “الكان”

الشروق أونلاين
  • 14558
  • 29
ح.م

رغم تحفظ الكثير منهم، ورفضهم الخوض في مسألة سحب تنظيم “كان” 2015 من المغرب، ومبررات طلب سلطات البلاد من “الكاف” تأجيل موعد البطولة، إلا أن أغلبية الذين تحدثنا إليهم في الموضوع، سواء من الزملاء الصحفيين أو عديد الأشخاص العاديين الذين التقينا بهم في شوارع مدينة الرباط أبدوا تأسفهم لعدم تنظيم “الكان” في بلادهم، معتبرين بأن المنتخب الجزائري هو الخاسر الكبير، لأن حظوظه كانت ستكون كاملة للتتويج باللقب لو أقيمت البطولة في المغرب.

وبالرغم من تأسفهم لذهاب البطولة إلى غينيا الاستوائية، اتفق جميع الأشقاء المغاربة الذين سألناهم على مساندة الحكومة المغربية في طلبها تأجيلالكانإلى موعد لاحق بسبب مخاوفها من دخول وباءإيبولاالفتاك إلى أراضيها وتفشيه بين مواطنيها، معتبرين بأن صحة الناس أولى ولتذهب كأس إفريقيا إلى الجحيم.

ورغم اعترافه بالاستياء العام الذي صاحب سحب تنظيم كأس إفريقيا من المغرب، أبدى زميلنا الصحفي بسام نجار من قناةميدي 1″، الذي كان أول واحد سألناه في القضية، تفهمه لطلب السلطات المغربية تأجيل موعدالكان، اعتبارا أن صحة الناس تسبق كل شيء. في حين يؤكد بأن المغرب ما كان ليزعجه تتويج المنتخب الجزائري بكأس إفريقيا، معترفا في سياق حديثه بقوة زملاء ياسين براهيمي.

وفي نفس الاتجاه، ذهب صديقنا الصحفي  بابامن يوميةلوبينيون، الذي يرى بأن قرار السلطات المغربية بطلب تأجيلالكانلم يأت من فراغ ولكنها اعتمدت على معطيات ومعلومات موثوقة المصدر أكدت استحالة تنظيم هذه البطولة في الفترة الحالية.

وبخصوص العقوبات التي قد تتعرض لها المغرب من طرف هيئة الرئيس الكاميروني عيسى حياتو، تجنّب صاحبنا التنبؤ بالقرارت التي ستتخذهاالكاففي هذه المسألة، معتبرا بأنها ستستند إلى القوانين المنصوص عليها في مثل هذه الحالات.

وعلى غرار زميلنا منميدي 1″، تحدثبابابنوع من التهكم على مزاعم تخوف المغرب من فوز المنتخب الجزائري بكأس إفريقيا دفعته لطلب تأجيل البطولة، مؤكدا بأن ذلك عار من الصحة وهو مجرد كلام صحافة، على حد تعبيره.

في ذات السياق، رشّح صحفي لوبينيونالمنتخب الوطني للفوز بـكان” 2015 التي ستحتضنها غينيا الاستوائية وهذا رغم المشاكل التي ستواجهه بسبب الظروف المناخية، معتبرا بأن الجزائر هي أقوى فريق في إفريقيا حاليا، مشيدا بالدور الحاسم الذي لعبه رئيسالفافمحمد روراوة لما وصل إليهالخضر“.

 المغرب خسر 50 ألف سائح جزائري بسبب سحب تنظيم الكان

من جهته، كشف هشام بن ثابت، رئيس القسم الرياضي بجريدة العلم المغربية، أن المغرب خسر أموالا طائلة بسبب خسارته تنظيمالكان، وهذا بالنظر إلى المداخيل التي كان سيجنيها جراء تدفق الجماهير الجزائرية على المغرب لمساندة المنتخب الجزائري، معتبرا بأن الحديث عن تخوف السلطات المغربية من إمكانية تتويج الجزائر بالكان كلام لا يقوله عاقل: “بغض النظر عن الجانب الرياضي، فإن المغرب هو الخاسر من الناحية الاقتصادية بإلغاءالكانوحسب تقارير رسمية، فإن أكثر من خمسين ألف جزائري كانوا حجزوا أماكنهم بمراكش خلال البطولةأكد محدثنا.

في نفس السياق، أوضح محدثنا بشأن المبررات التي قدمها المغرب لطلب تأجيل كأس إفريقيا بأن آراء المغاربة تبقى متباينة وهذا ما بين مؤيد لمبرر وباءإيبولافي حين يتحدث البعض عن أسباب اقتصادية وآخرون عن مخاوف من الإرهاب.

وبخصوص حظوظ الجزائر في التتويج باللقب الإفريقي، يرى زميلنا هشام بأن حظوظ تتويج المنتخب الجزائري كانت أقوى لو نظمتالكانبالمغرب، إلا أنه يرشح زملاء فيغولي للذهاب بعيدا والفوز بالتاج القاري في حالة تمكنوا من عبور الدور الأول بسلام، وهذا بالنظر إلى الظروف المناخية التي سيواجهونها بغينيا الإستوائية، متمنيا في الأخير أن يكون المنتخب الوطني خير سفير للكرة المغاربية مؤكدا بأن ما تفرقه السياسة تجمعه دائما الرياضة.

 من جهة أخرى، لم تختلف أراء المواطنين المغربيين العاديين، الذين أبدوا بدورهم تأثرهم من خسارة المغرب تنظيم كأس أمم إفريقيا 2015، مؤكدين على أواصل الأخوة التي تربطهم بأشقائهم الجزائريين، مثلما أكده مبروك سائق سيارة أجرة بالرباط من أنصار نادي الجيش الملكي، الذي قال لناكنا نتمنى أن تلعب الكانعندنا ونتمتع بفنيات براهيمي وفيغولي“.

وبنفس الأخوة أكدت لنا إحدى المتطوعات على مستوى مركب مولاي عبد الله، التي رحّبت بنا وأبدت تأسفها الشديد لسحب تنظيم كاس إفريقيا من المغرب، قائلة :”كانت ستكون بطولة رائعة في المغرب“. في نفس السياق، قال لنا مهدي، بائع في محل على مستوى سويقة باب الحد بأن جميع المغاربة سيشجعون المنتخب الجزائري في غينيا الإستوائية، مشيرا إلى ما فعله جمهور الرجاء الذي خص المنتخب الوطني بأغنية كاملة. وهو الأمر الذي أكده مدرب المغرب التيطواني عزيز العامري بعد نهاية المباراة الافتتاحية التي جمعت فريقه، أمام أوكلاند سيتي النيوزيلاندي، عندما كشف لنا بأنه كان يتمنى الفوز من اجل مواجهة وفاق سطيف في المباراة نصف النهائية، وهذا من أجل الـتأكيد على الأخوة التي تجمع بين الشعبين الشقيقين الجزائري والمغربي.

ومهما كانت آراء المغاربة في هذا الشأن، وبعيدا عن الرياضة والسياسة وهمومهما، فإن الشيء الذي وقفنا عليه منذ وصولنا إلى المغرب الأقصى هي ثقافة الضيافة والترحاب التي تميّز أشقاءنا المغربيين لاسيما تجاه الجزائريين، وهو الأمر الذي نتمنى أن نلمسه هذا السبت من خلال مساندة الجمهور المغربي لفريق وفاق سطيف أمام أوكلاند سيتي النيوزيلاندي. 

مقالات ذات صلة