-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تجار الدم … هل ينتحرون؟

الشروق أونلاين
  • 1515
  • 0
تجار الدم … هل ينتحرون؟

محمد يعقوبي

أصبح واضحا أن المستهدف الرئيسي من هستيريا العمليات الانتحارية هو خيار المصالحة الوطنية وما قطعه هذا المشروع من أشواط معتبرة في لملمة جراح الجزائريين وإقناعهم بالتعايش بعد سنوات من الإقتتال…فبعد أن نجى الله مصطفى كرطالي من قنابل العابثين، ها هي أدوات الشر تحاول إرجاع البلد إلى نقطة الصفر بمحاولة إستهداف رئيس الجمهورية، الرجل الذي كانت له الشجاعة الكافية لإطلاق مشروع المصالحة الوطنية في زمن كان فيه مجرد الحديث عن المصالحة هو تهمة حقيقية تحيط صاحبها بالشبهات والمخاطر، ومهما قيل عن تعثر الكثير من مراحل المصالحة وصطدامها بذهنيات “المصالح” والحيلولة دن رؤية الجزائريين في تعايش ووئام، مهما كثرت العراقيل في طريق هذه المصالحة لا يمكن إلا التسليم بها كخيار وحيد لضمان مستقبل الأجيال، وهي القناعة التي عبر عنها رئيس الجمهورية لحظات بعد محاولة إستهدافه، في مشهد ظهر فيه الرجل كبيرا رغم المؤاخذات المسجلة في مسار المصالحة.

ما تبدو الحكومة مقصرة فيه، هو تجفيف منابع الفكر الانتحاري من بطالة وضياع وإحتقان اجتماعي، يحاول المتطرفون إستغلاله لضرب إستقرار المجتمع من جديد، حتى وإن كان الفقر ليس مبررا على الإطلاق لهكذا جرائم، غير أن مسؤولية الدولة زيادة على واجب الوصول بالمصالحة إلى نهايتها، يجب أن ينصرف في القادم من المراحل إلى حماية الشباب من الإستغلال بإعطائهم فرصة العيش الكريم وإنقاذهم من براثن الضياع، خاصة وهم يرون بلدهم يتعافى ماليا وإقتصاديا ولا يجدون مبررا لضنك العيش الذي عليه غالبية الشعب الجزائري…

إنه التحدي الوحيد الذي يضمن إنجاح المصالحة ويفوت على المتطرفين وتجار الدم إستغلال البؤس الإجتماعي لإعادة البلاد إلى نقطة الصفر، وإذا ما نجحت الحكومة في إحداث التوازن الاجتماعي والاقتصادي المطلوب وعرفت كيف تقهر تجار الأزمة وتجار الأسعار في رمضان وتعيد للعائلات الجزائرية فرص العيش الكريم… فإن تجار الدم حتما سوف يتراجعون إلى مغاراتهم وكهوفهم، وسينتحرون من عليها بدل الانتحار في بطون الناس.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!