الجزائر
"سلفيهات" و"لايف" وأطفال "غشّوا" في أعمارهم من أجل المساجد

تجاوزات في الصلوات الأولى بعد العودة إلى بيوت الله

الشروق أونلاين
  • 4896
  • 12
أرشيف

مضت ثلاثة أيام، منذ عودة فتح المساجد تدريجيا، خاصة الكبيرة منها، ومع ذلك مازال الشغف والفضول وأيضا الشوق لدخول المساجد يعتصر الكثير من المواطنين، من كل الأعمار ومن الجنسين، وأفرز ذلك بعض التجاوزات التي حصلت خلال الأيام الأولى وسجلها الأئمة والقائمون على الجوامع، واعتبروها ضمن الزلات الوارد حدوثها والتي يمكن التعايش معها والاكتفاء بالنصح….

ومن التجاوزات التي شهدتها عديد المساجد تصوير الصلاة المقامة على المباشر أو “اللايف”، من طرف بعض المصلين الذين توجهوا إلى المسجد لأداء الصلاة محملين بأجهزة الهاتف الذي استعملوه في تصوير الجامع من الداخل والنظام المعمول به أيضا وكيفية إقامة الصلاة التي بثت على مواقع التواصل الاجتماعي على المباشر في الآلاف من صفحات المصلين وتداولها الناس رفقة الصور الكثيرة على نطاق واسع.

كما قام آخرون بأخذ سلفيهات في قلب المساجد بينما كانت الصلاة قائمة، وهو ما اعتبر استهتارا من بعض المصلين وابتعادا عن الخشوع المطلوب في بيوت الله، كما أن شغف الأطفال لدخول المساجد أدى إلى تجاوزات محرمة في الدين الإسلامي مثل الاحتيال والكذب والغش، حيث اصطحب بعض الآباء أبناءهم وهم في 13 من العمر أو يزيدون أو ينقصون قليلا، وزعموا بأنهم في 16 من العمر، وقد ظهرت صورا لأطفال صغار، في العاشرة في قلب الجوامع، بالرغم من المنع الذي يشمل من تقل أعمارهم عن 16 ربيعا.

“الشروق” سألت الإمام الأستاذ محمد سعيود خطيب جامع عمر بن الخطاب في الرغاية بولاية العاصمة عن التجاوزات التي حدثت، فعاد إلى النظام الذي تم تطبيقه في جامع عمر بن الخطاب، حيث أشرف فريق من الشباب الجامعي على تنظيم المصلين من أجل التقيد الصارم والسلس بالإجراءات الوقائية، ومنع الأطفال من يتضح من بنيتهم الجسمانية بأنهم من دون 16 من العمر، وركز الخطيب محمد سعيود على دور الآباء الذين يجب عليهم عدم الاستهتار في الأمور الصحية والنظامية، أما عن في المساجد، فاعتبره أمرا لا يليق، وإذا كان ضروريا نقل الصور إلى من يسعفهم الحضور، فعلى المشرفين على المسجد أن يقوموا بنقل “لايف” لعامة الناس وتجنب فوضى التصوير التي حدثت في بعض المساجد، والسؤال المطروح من خلال الكمّ الهائل من الصور التي أبحرت في الفضاء الأزرق لمصلين وهم في حالة سجود، هو هل كان المصلي تاركا لصلاة الجماعة عندما كان يتلقط الصورة؟
عموما غالبية رواد المساجد في زمن كورونا استحسنوا حتى سقوط جملة “صلوا في رحالكم” من الأذان التي لازمت المآذن على مدار خمسة أشهر، ودعوا بأن تعود الجوامع كاملة، عامرة كما كانت دائما منذ أن دخل الإسلام البلاد.
ب. ع

مقالات ذات صلة