رياضة
لكل بلد طباعه وظروفه ونوعية خاصة من اللاعبين

تجربة بلماضي لن تنفع المغرب ومصر وتونس

الشروق الرياضي
  • 8155
  • 9

لا حديث في دول شمال إفريقيا في الفترة الأخيرة سوى عن ضرورة استنساخ التجربة الجزائرية من أجل تطبيقها في هذه البلاد، من خلال انتداب مدرب محلي يعرف عقلية اللاعبين المحليين والمحترفين ويكون شابا حتى لا تتصادم الأجيال، فيكون مثلهم في التدريبات ويتفاعلون معه.

ويطرح بعض المصريين العودة إلى المدرب العجوز حسن شحاتة ظنا منهم بأن الرجل الذي انتزع ثلاثة ألقاب في مصر وغانا وأنغولا، هو الوحيد من يتمكن من انتزاع لقب أمم إفريقيا في الكامرون سنة 2021، بالرغم من أن حسن شحاتة كان مدعما بنجوم من طينة عصام الحضري ووائل جمعة ومحمد بركات وأحمد حسن ومحمد أبو تريكة، ولو عاد لن يجد نفس الظروف كما لن يجدها السيد رابح سعدان في الجزائر الذي تأهلت لمونديال جنوب إفريقيا بتشكيلة من اللاعبين متوسطي المستوى.

ويحاول اللاعب السابق والمدرب الحالي المثير للجدل حسام حسن الاستفادة من تجربة جمال بلماضي، فهو يطالب في كل تدخلاته الإعلامية إلى ضرورة استنساخ التجربة الجزائرية، ومع أنه معروف بكرهه الشديد وحقده الدفين ضد كل ما هو جزائري، إلا أنه هذه المرة، لا يتوقف عن الإشادة بجمال بلماضي وبالروح القتالية للاعبين الجزائريين ويرى بأن الأمر يمكن مشاهدته في مصر، ويرى حسام حسن نفسه من طينة بلماضي، بالرغم من أن جمال بلماضي لعب لأندية قوية مثل مارسيليا ومانشستر سيتي، عكس هذا المدرب، وله كاريزما مختلفة عن هذا المدرب المصري حسام حسن، الذي يدخل في شجار مع الأنصار ومع المنافسين، ويقدم صورة لا تليق ببلد مثل مصر، مع الإشارة إلى أن حسام حسن من مواليد 1966، وجمال بلماضي من مواليد 1976، أي أن جمال أقل من حسام حسن بعشر سنوات كاملة.

المغاربة بعد تأكيد رحيل المدرب الفرنسي هيرفي رونار، باشروا التفكير في الخيار المحلي، بين من يطالب بالعودة إلى بادو زاكي، وبين من يطالب بمدرب شاب من المغتربين، حتى يقترب من مزدوجي الجنسية ويكون حاملا لهمومهم، ويسري التونسيون على نفس النهج طلبا لمدرب محلي يقود تونس خلفا للفرنسي جيراس الذي أول تونس للنصف النهائي ولا احد اقتنع بالعمل الذي قام به.

التجربة الجزائرية خاصة جدا وقد لا تصلح مع الجزائر نفسها بعد فترة، فجمال بلماضي خرج من الدور الأول في بطولة أمم آسيا مع منتخب قطر، وفي كأس أمم آسيا التي لُعبت من بعدها فازت قطر من دونه بهذه الكأس الكبيرة لأول مرة، وقال كثيرون بأن قطر حسنا ما فعلت عندما استغنت عن جمال بلماضي، ولكن الرجل قاد منتخب بلاده الجزائر للفوز بلقب أصعب من اللقب الآسياوي، بعد فترة وجيزة جدا من مباشرته اللعب مع منتخب الجزائر، ولا أحد في الجزائر، متحمس للمشاركة في المونديال القادم 2022، في قطر مثل جمال بلماضي، وشخصية بلماضي مختلفة عن بقية المدربين من حيث الصرامة وفرضه لطريقة عمله، إضافة إلى أن تجربة جمال بلماضي مازالت طويلة والحُكم عليها سابق لأوانه.

مازال جمال بلماضي في الثالثة والأربعين من العمر فقط، وهو لا يبتعد فكرا عن لاعبيه، وتمتلك الجزائر في الوقت الراهن مالا يقل عن ثلاثة منتخبات، بإمكان أي منها أن ينافس على اللقب القاري، وكما تمكن جمال بلماضي من تفجير المفاجأة، فقد ساعدته ظروفا خاصة ومنها أن اللاعبين كانوا محفزين بمكان المباراة وهو مصر التي حدثت معها مشاكل كبيرة منذ عشر سنوات، وكانت الفرصة مواتية من أجل تأكيد الأحقية القارية في عقر دار المصريين.

المدرب الجيد لا جنسية له، ووضع شروط خاصة في المدرب هو الخطأ الفادح الذي قد يجعل بعض البلدان ومنها مصر تصحّح الأخطاء بالأخطاء، فنوعية لاعبي الخضر هو أن غالبيتهم من المغتربين من مواليد فرنسا ومن الذين تتلمذوا عالم الكرة في مدارس فرنسا الكروية، وجدوا ظالتهم في جمال بلماضي، ولكن الجزائر كانت لها تجربة مماثلة وفشلت، في سنة 2001، عندما اعتمدت على المدرب المغترب عبد الغاني جداوي الذي ضم جمال بلماضي وعلي بن عربية إلى جانب صايب وتاسفاوت، وعندما سافر بهذا الفريق إلى مصر خسر بخماسية كاملة مقابل هدفين، ولو قاد جمال بلماضي في هذه الفترة منتخب مصر أو تونس فلا أحد يضمن نجاحه، وتحقيق ذات النتائج التي حصدها مع المنتخب الجزائري.
ب.ع

مقالات ذات صلة