رياضة

تحديات ماجر

ياسين معلومي
  • 5095
  • 10

أتذكر جيدا يوم فاجأ رئيس ريال مدريد العالم وقرر إقالة مدربه الإسباني رافايل بينيتيز بسبب تواضع نتائج الفريق الملكي، وعوضه بمدرب فريق الرديف زين الدين زيدان.

يومها انتقد الجميع خيار الرجل الأول في بيت الريال وذهب بعض المحللين، وليس الدخلاء مثلما يحدث في كرتنا، إلى أن رفقاء رونالدو يتجهون نحو مستقبل مجهول، غير أن زيدان عرف بطريقته كيف “يستولي” على غرف تغيير الملابس… ولم يجد كبار الريال على غرار راموس، ورونالدو وبن زيمة، ما يقولونه عن المتوج بالكرة الذهبية، الفائز بكأس العالم، المتحصل على بطولات وكؤوس لا تعد ولا تحصى. ولم يجدوا سبيلا أخرى سوى العمل معه، وتشجيعه، لأنه يمثل جيلا جديدا من المدربين الشباب يتقارب في العقلية مع الجيل الحالي للاعبين الجدد، فعاد الريال إلى الواجهة، وتمكن ابن القبائل من رفع غلته مع ريال مدريد كمدرب إلى سبعة ألقاب معادلاً عدد الألقاب التي حققها الأسطورة ديل بوسكي مع ريال مدريد.

ربما ما حدث لزيدان يحدث للدولي الجزائر رابح ماجر الذي تم تعيينه من طرف المكتب الفدرالي ليكون خليفة للإسباني ألكاراز الذي حطم الكرة الجزائرية، فرغم أن ماجر بعيد كل البعد عن الكرة الجزائرية، ولم يشاهد أي مقابلة في ملاعب الجمهورية منذ سنوات، إلا أنه حسب رأيي يستطيع أن يوقف بعض اللاعبين “المنحرفين” عند حدهم، لكونه كان لاعبا دوليا مميزا، نال الكأس الوحيدة للجزائر، وفاز برابطة الأبطال الأوروبية. تاج لم يفز به أي لاعب جزائري من قبل، وتجربته كلاعب محترف ومدرب تمكنه ربما من إزالة عقدة المدرب الأجنبي التي تبناها مسؤولو الكرة الجزائرية. فماجر، بإمكانه طبعا الاستعانة بطاقمه المكون من الثنائي إيغيل ومناد، وأيضا بالثنائي المخضرم سعدان وشارف.. هؤلاء جميعا بإمكانهم إعطاء وثبة للكرة الجزائرية لن تكون أسوأ مما قدمه ألكاراز، أو رايفاتس، أو حتى غوركوف.

رابح ماجر، الذي تسلم قنبلة موقوتة من مسؤولي الكرة الجزائرية، مجبر على العمل ليل نهار لإثبات قدرة المدرب الجزائري على تحقيق نتائج إيجابية، بشرط أن يعود إلى المدرسة ويتعلم أبجديات التدريب، مثلما فعل عظماء الكرة على غرار بيكنباور، وزيدان، وديشون، ولورون بلان، وغوارديولا وغيرهم، حيث تركوا ألقابهم وتجربتهم، واتجهوا إلى مقاعد الدراسة، وأصبحوا في سنوات قليلة ملوك التدريب تتهافت عليهم أكبر الأندية الأوروبية.

على ماجر أن يعود إلى صوابه، ويحمد الله صباحا ومساء على الهدية التي منحها له المكتب الفدرالي، وهو الذي فقد الأمل منذ سنوات ليعود إلى هرم الكرة الجزائرية، ويثبت للجميع أنه يستطيع إخراج الكرة الجزائرية من مشاكلها الكبيرة، رغم أني متيقن من أنه لو يرفض النصيحة من مقربيه، فسيكون جزاؤه مثل المدربين السابقين للخضر. يقال ويهان ويغلق الباب نهائيا في وجه كل المدربين المحليين.

الوقت كاف لماجر وطاقمه للعمل معا ووضع اليد في اليد من أجل إعادة الكرة الجزائرية إلى الطريق الصحيح، غير أني بدأت أشم رائحة الانتقام التي لن نجني من ورائها سوى المشاكل التي قد تجعلنا من اليوم خارج المنافسات الدولية القادمة.. فهل يقبل ماجر النصيحة أم إن دار لقمان باقية على حالها والخاسر الأول هو المنتخب الوطني الذي وصل إلى القمة لكنه لم يستطع المحافظة عليها. 

مقالات ذات صلة