تحذيرات من أوبئة خطيرة ليست ببعيدة

في الوقت الذي يكافح العالم بأسره جائحة كوفيد-19، يحذر علماء من أوبئة أخرى مستقبلية قد تغير حياة البشر كما فعل فيروس كورونا المستجد.

ونقل تقرير نشرته صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، مساء الخميس، توقعات عدد من العلماء، بخصوص وباء مستقبلي قد ينتقل من الحيوانات إلى البشر على غرار كورونا، وسارس، وميرس.

وحسب التقرير، يُعتقد أن كورونا كان موجوداً في الخفافيش منذ قرون، إلا إنه أصبح مرضاً حيوانياً بجانب عدد من الأمراض الأخرى التي انتقلت من الحيوانات، كالأيدز، والإيبولا، وزيكا.

ويعيد العلماء أسباب زيادة انتقال الأمراض من الحيوانات إلى البشر إلى سببين رئيسيين، حسب “فاينانشال تايمز”، وهما: العولمة السريعة وتفاعل البشرية المتعجرف مع الطبيعة.

وقالت هيلين غايل، الرئيسة التنفيذية لصندوق مجتمع شيكاغو، ومسؤولة صحية حكومية سابقة في المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، للصحيفة، إنه قد يكون لدينا المزيد من هذه الأمراض في المستقبل.

وأضافت غايل لـ”فاينانشال تايمز”، أن “من خلال معرفة كثافة اندلاع الفيروسات الجديدة، وما يفعله التغير المناخي بالنظام البيئي الخاص بالحيوانات، فإننا نستطيع أن نقول إننا على الأرجح سيكون لدينا مثل هذه الفيروسات”.

وترى غايل، أنه على الولايات المتحدة أن تخلق “أنظمة مراقبة جيدة للمرض”، وذلك بالتزامن مع اكتساب القدرة على تطوير اللقاحات بسرعة ودقة.

من جانبه، قال آرون بيرنشتاين، مدير مركز المناخ والصحة والبيئة العالمية بجامعة هارفارد، إن “وباء كورونا لم يكن مفاجئاً على الإطلاق، لقد كنا نعلم قبل ذلك، أن ثلثي الإصابات الناشئة، إن لم يكن ثلاثة أرباعها، تحدث بسبب انتقال مسببات الأمراض من الحيوانات البرية إلى البشر”.

وأضاف بيرنشتاين: “لا توجد وجبات غذاء مجانية في الطبيعة.. نحن نسبح في حوض من الجراثيم مع حيوانات أخرى. إذا وسعنا مجال احتكاكنا بها، فإننا قد نواجه شيئاً ما يخرج من هذا الحوض ليحل علينا”، وفق موقع قناة “الحرة” الأمريكية.

يذكر أن فيروس كورونا قد أصاب حتى الآن حوالى 19 مليون شخص حول العالم، فضلاً عن تسببه في نحو 709 آلاف حالة وفاة منذ ظهوره في الصين في نهاية ديسمبر الماضي.