الجزائر
طلبت من الأئمة والفقهاء التأكيد على فضل إخراج الزكاة نقدا

تحرك وزاري لقطع الطريق أمام فتاوى المداخلة

عبد السلام سكية
  • 5149
  • 12
أرشيف

تحركت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، لقطع الطريق أمام المداخلة، الذين يكررون في كل سنة إصدار فتاوى تؤكد على ضرورة إخراج زكاة الفطر عينا، وأن إخراجها نقدا غير مجزي.

وضعت الوزارة ضوابط لتنظيم عملية تحصيل وتوزيع زكاة الفطر للعالم 1442ه/2021 م، من خلال مذكرة بعثت بها بتاريخ 22 أفريل الماضي، اطلعت عليها “الشروق”، شددت من خلالها مصالح الوزير يوسف بلمهدي على ضرورة “القيام بحملة توعية وتحسيس يشارك فيها الفقهاء والأئمة، حيث توضح من خلالها قوة الرأي الذي تبناه علماء الجزائر والمتمثل في أفضلية إخراج زكاة الفطر نقدا”.

ومعلوم أن الجدل يتكرر كل سنة، بين رأي الوزارة الوصية بضرورة إخراج زكاة الفطر نقدا، كونه أنفع للفقراء والمساكين، ورأي آخر يبطل أحقية إخراج الزكاة نقدا، ويتم الاستناد خصوصا لفتوى للشيخ علي فركوس، والمعنونة بـ”تنبيه عن أخطاءٍ متعلِّقةٍ بزكاة الفطر”، ويقول الشيخ فركوس في النقطة الثانيَة عَشَرَة من تنبيه، تحت عنوان “اعتقاد عدمِ إجزاء إخراجِ زكاةِ الفطر إلَّا بالقيمة، لا عينًا بالصاع المطعوم”، “وهذا خطأٌ بيِّنٌ، وتحكُّمٌ بالرأي يُرَدُّ به الوحيُ؛ ذلك لأنَّ زكاة الفطر عبادةٌ توقيفيةٌ نصَّ الشارعُ على إخراجها بالعين لا بالقيمة، ولم يُنْقَلْ عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ولا صحابتِه الكرام رضي الله عنهم أنهم أخرجوا القيمةَ ـ ألبتَّةَ ـ مع توافُرِها في زمانهم، بل تعبَّدَهم الشرعُ بإخراجها بالصاع مِنْ قُوتِ البلد، كما جاء في حديثِ ابنِ عمر رضي الله عنهما: «فَرَضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ»(٢٩)، وكذا في حديثِ أبي سعيدٍ رضي الله عنه(٣٠) وغيرِهما؛ ففي هذه الأحاديثِ التصريحُ بإخراجها بالصاع عينًا لا قيمةً، ولأنَّ مُخْرِجَ القيمةِ قد عَدَل عن المنصوص ـ شرعًا ـ فلا يُجْزِئه، كما لو أخرج الرديءَ مكانَ الجيِّد(٣١)، ولأنَّ القول بأنَّ «إخراج الزكاة عينا مِنْ قُوتِ البلد لا ينتفع به الفقيرُ» فمردودٌ؛ لأنَّ الفقير ـ حقًّا ـ لا بُدَّ أَنْ ينتفع بالقُوت، وهو وصفُ شرفٍ به قِوامُ بدنِه(٣٢)”.

وهذا الجدل بين الرأيين ليس منحصرا في الجزائر فقط، ولكن في الدول التي يتواجد فيها التيار المدخلي، وأمس الأحد، حددت دار الإفتاء الليبية مقدار زكاة الفطر، عينا ونقدا، وقالت “أجاز أهل العلم إخراج القيمة في زكاة الفطر نقدا، عندما تكون هنالك مصلحة للفقير، وهم ممن يقتدى بهم من أئمة الهدي من أعلام الأمة، منهم عمر بن عبد العزيز، وأبو حنيفة والبخاري وابن تيمية رضي الله عنهم جميعا”.

وبالعودة للمذكرة الوزارية، فقد أوصت كذلك بالشروع في تحصيل زكاة الفطر ابتداء من منتصف رمضان، على أساس الوكالة باعتبار صندوق الزكاة وسيطا بين المزكي والمستحقين، على أن توزع على المستحقين لها ابتداء من 28 رمضان، وأكدت أنها تصل لهم قبل صلاة العيد.

وطلبت الوزارة، بضبط قوائم الفقراء والمساكين وفق الشكليات المذكورة في مشروع صندوق الزكاة، وضمن البطاقات الفنية ووجوب استغلال العملية لتحديث قوائم المستحقين بملء استمارات استحقاق الزكاة، ونبهت المذكرة كذلك أن الزكاة “حق خالص للفقراء والمساكين، ولا يمكن أن يقتطع منها لغير هذا المصرف“.

مقالات ذات صلة