اقتصاد
غلاء المعيشة أرغم المواطن على الاكتفاء بالضروريات

تراجع الاستهلاك في رمضان يهدد تجار الجملة بالكساد

الشروق أونلاين
  • 4827
  • 29
ح.م

توقع تجار في أسواق الجملة، بأن ترتفع أسعار الخضر والفواكه خلال الأسبوع الأول من رمضان بنسبة لن تقل عن 30 في المائة، بسبب تهافت المواطنين على اقتناء المنتوجات الاستهلاكية، وتخوفوا من أن يكون مصير الكميات المعتبرة من المواد الغذائية التي سيتم ضخها في الأسواق الكساد.

وسجل تجار أسواق الجملة ظاهرة سلبية عجزوا عن إيجاد تفسير لها، وهي الارتفاع المذهل في أسعار الخضر والفواكه في أسواق التجزئة، وذلك بنسبة قدرها ممثل اتحاد التجار والحرفيين الطاهر بولنوار، بـ20 في المائة، والذي أرجع بدوره الظاهرة إلى قلة الأسواق الجوارية وكذا محلات التجزئة، مما يحول دون وصول الكميات المعتبرة من تلك المنتوجات إلى المساحات التجارية، فيؤدي ذلك إلى تفوق الطلب على العرض فترتفع الأسعار بصفة آلية.

وقال من جهته مسؤول بسوق الجملة لمنطقة الحطاطبة في ولاية تيبازة، فريد توامي “للشروق” بأن أسعار الخضر والفواكه حاليا هي في مستوى جد منخفض، وذكر على سبيل المثال البطاطا التي يتراوح سعرها ما بين 20 و25 دينارا والفاصولياء الخضراء والحمراء ما بين 50 إلى 90 دج والطماطم بـ20 دج والبصل ما بين 15 إلى 20 دينارا، مؤكدا بأن هذه المواد ستشهد ارتفاعا خلال الأسبوع الأول، وذلك بنسبة ستصل إلى 30 في المائة على مستوى أسواق التجزئة، معلنا تخوفه من كساد السلع بعد انقضاء الثلاثة أيام الأولى من رمضان، نظرا لتراجع الاستهلاك خلال هذا الشهر الذي يتزامن مع فصل الحر والذي يفرض على الصائمين تغيير نمط الغذاء واللجوء إلى المشروبات بمختلف أنواعها، وهو نفس التخوف الذي أبداه ممثل سوق الجملة الخاص بالمواد الغذائية لولاية سطيف السيد مخلوفي، الذي قال بأن الإقبال على السلع الاستهلاكية تراجع خلال الأشهر الأخيرة بشكل ملفت للانتباه بسبب غلاء الأسعار.

وأفاد المصدر ذاته بأن أسعار المواد الغذائية الأساسية، كالزيت والسكر والدقيق والفرينة لن تشهد أي ارتفاع في رمضان، لكنه سجل تراجعا واضحا في أسعار الحبوب من بينها الحمص بـ220 دج للكلغ، والعدس والفاصوليا بـ70 دج فقط للكلغ، وقال بأن المستهلكين سيتجهون للإقبال على مختلف أنواع المشروبات التي تضاعف إنتاجها مؤخرا، في وقت أطلق اتحاد التجار حملة بالتنسيق مع وزارة التجارة، لمحاربة الأسواق الموازية التي ينتظر أن يتوسع نشاطها بنسبة 30 في المائة، داعيا مصالح البلديات للانضمام إلى هذه المبادرة باعتبارها المسؤولة الأولى على انتشار الظاهرة، وعلى مراقبة الأرصفة والفضاءات التابعة لها إلى جانب مصالح الأمن. ودعت فيدرالية المستهلكين من خلال ممثلها زكي حريز، المواطنين لترشيد الاستهلاك وتفادي التهافت على كل ما هو معروض في الأسواق والمساحات التجارية، ونصحت المستهلكين باقتناء كل يوم ما يلبي احتياجاتهم لإرغام التجار على تخفيض الأسعار، لأن زيادة الطلب يؤدي لا محالة إلى ارتفاع الأسعار، مبديا خشيته من عدم انخراط المواطنين في الحملة الخاصة بمقاطعة اللحوم، التي يراد منها تحسيس التجار والوسطاء بقوة المستهلك وقدرته على التأثير في الأسعار، معلنا بأن فيدرالية المستهلكين ستطلق حملات أخرى خلال رمضان ستطال منتوجات أخرى.

مقالات ذات صلة