جواهر
تهربا من الواجبات

تزوّجته مشوّها وصرت أضع له منوّما!

جواهر الشروق
  • 8318
  • 22
ح.م

بعد تردد كبير قررت أن أفتح قلبي لكم، ومن فضلكم لا أريد أحكاما أو ردودا قاسية لأن حالتي النفسية متدهورة منذ زواجي إلى اليوم..
أنا فتاة على قدر من الجمال، اضطرتني الظروف للزواج برجل مشوه، يتغير جلده لأبشع الصور بسبب مرض نادر ووراثي ولكم أن تتخيلوا وضعي!!
جاهدت نفسي على احتماله ولكني لم أقدر.. هو رجل طيب وحنون ويخاف الله في تعامله معي ويبذل كل ما بوسعه لإرضائي في حين أنا لا أبالي به مطلقا وأشعر بالقرف منه، ما جعلني أسقيه منوما طيلة 3 سنوات من الزواج..
لا تصدروا أحكاما عشوائية بشأني ولا تقولوا عني قاسية أو أنانية وإنما ضعوا أنفسكم فقط مكاني.. تخيلوا أنكم مضطرين للعيش مع شريك هكذا حاله!!!
أنا أشعر بالذنب لأني أضع له المنوم كل مساء في كوب العصير أو الشاي أو القهوة.. وأشعر بتأنيب الضمير لأني لا أستطيع أن أكون الزوجة التي يتمناها ولكن ما باليد حيلة..
لا أستطيع الطلاق منه لأني بحاجة للمأوى وللمال ولا أستطيع إعطاءه حقوقه كما يجب لأني أعاف كثيرا والمرات التي كنت أسمح له فيها بالتودد إليّ كي لا يشك بأمري كنت اتقيؤ بعدها أمعائي!!
أنا الآن في وضع لا أحسد عليه، من جهة أفكر في نفسي كيف أستمر هكذا ما تبقى من حياتي ومن جهة أفكر فيه وأشفق لحاله.. ضميري يعذبني ولا أجد الخلاص ودائما أتمنى الموت لأجد الراحة.. هل من حل تجودون به عليا قبل أن أضع أجنّ؟
أختكم م. ف من الجزائر
ـــــــــــــــــــــــــــ
الرد:
تحية طيبة أختي الكريمة والله أسأل أن يوفقك ويريح بالك ويجزيك خير الجزاء وبعد:
نحن لن نلومك سيدتي ولن نحكم عليك لأن ما عشته وتعيشينه مؤلم للغاية، وربما مهما قلنا لن نخفف من حدة معاناتك لكن ليس لك إلا الصبر والتماس الأجر وحتما ستجزين خير الجزاء لقاء ذلك.. ستقولين تعبت ومللت ولم أعد أستطيع وهذا طبيعي لأنك تنتمين لجنس البشر الذي يكتنفه الضعف من كل الجهات لكن بماذا يفيدك السخط يا ترى؟…السخط يا سيدتي لا يجلب إلا السخط ومعرفتك بأن الدنيا فانية يدفعك لأن تعملي بجد واجتهاد كي تسعدي في الأخرى وهي خير وأبقى فهل تشكين في محبة الله لك؟.. هل تظنين بأنك سيئة الحظ وبأنك لم تخلق إلا للعذاب؟.. قد تستغربين من كلامي لكن كوني على يقين وثقة بأن ربك ما ابتلاك إلا لأنه يحبك ويريد الخير لك.. ما آلمك وجعل الحزن قرينك إلا ليطهر نفسك ويميز معدنك فابقي صامدة كشجرة الصفصاف، شامخة كالنخلة ولا تنحني لوساوس الشيطان تحت أي ظرف..
بخصوص المنوم أنصحك أن تكفي عن استعماله، وأن تجاهدي نفسك ما استطعت كي تعطي زوجك حقوقه كاملة غير منقوصة، خاصة وأنه يعاملك معاملة جيدة ويحبك ويوفر لك كل ما تطلبينه وما تحتاجينه.. ماذا كان سيفيدك جماله سيدتي لو كان منحرفا أو سيء العشرة وكان لا يعطيك حقا ولا يضع لك أدنى اعتبار؟
قطعت شوطا كبيرا من العذاب واجتزت أكبر العقبات لذلك لا تقنطي الآن واطلبي من الله أن يمنحك القوة فما يبتلى إلا الصالحون وتعزي بأهل البلاء فهم كثيرون، وأيضا صححي أخطاءك قبل أن تدمري حياتك.
أنت مثال حي للمرأة المناضلة ولك ولأمثالك قال المولى عز وجل: “إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب” فتمسكي بحبل الصبر والتمسي الأجر ولتكن ثقتك في خالقك أكبر من كل شيء وفي هذا الصدد أنصحك بقراءة قصة سيدنا أيوب عليه السلام المبتلى في جسده وماله وعياله بتمعن وتدبر وسترين كيف يهون مصابك وينقلب خوفك من الغد المجهول إلى راحة وطمأنينة ما دامت مقاليد الأمور بيده جل وعز.
من جانب آخر أنظري إلى الزوجات الصالحات اللواتي لم يتخلين عن أزواجهن في أسوأ اللحظات، منهم من صار معاقا وزوجته تغير له الحفاظات وتعمل خارج البيت كي تعيله، ومنهم من أصيب بحروق شوهته بعدما كان فائق الجمال ومنهم من فقد البصر ومنهم من فقد القدمين والساقين.. وكلها ابتلاءات أجرها عظيم لمن صبر.
أخيرا سيدتي أتمنى أن تراجعي نفسك وأن تصلحي كل ما كان وتحاولي إبصار محاسن زوجك بدل التدقيق على الشكل لأن الجمال زائل وتبقى الروح هي مصدر الحب والسعادة والفرح والله المستعان.
لمراسلتنا بالاستشارات:
fadhfadhajawahir@gmail.com

مقالات ذات صلة