-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تسوّل الاعترافات!

تسوّل الاعترافات!

لم يعد من همٍّ يشغل بال المخزن، سوى تسوّل اعتراف هذه الحكومة أو تلك، بـ”أحقية” المغرب في الأراضي الصحراوية، بل إن أزلام المخزن صاروا بين الحين والآخر يفجّرون ما في خواطرهم، ويشرحون ما لم تُقدم عليه الحكومات على مزاج خاص، أو على وزن تمنياتهم، كما حدث مع الحكومة التركية التي خرج وزيرُ خارجيتها أمام الملأ، ليقول إن تركيا لم تغيّر من موقفها، وبأنّ الإشاعة التي تحدثت عن اعتراف تركيا بحق المغرب في ضم الصحراء الغربية، لا أساس له من الصحة، فقد كانت مجرد أمنيات سرّية عُبّر عنها في العلن.

طبعا لا يختلف اثنان في هوية صاحب الإشاعة، ومُذيعها على أكبر نطاق، في محاولة بتوابل الطرق الصهيونية الكلاسيكية المعروفة، والتي نجح فيها الكيان على مدار عقود، في كسب ودّ الكثير من البلدان وانتزاع اعترافاتهم، من خلال رمي الإشاعة في الهواء، والتقاط الفُتات وتجميعه، حسب التمني والرجاء.

مثل هذه الأعمال لا يقوم بها أبدا صاحب حق، أو مظلوم سُلبت أرضه، فهو لا يهمه إن اعترف العالم أو لم يعترف بمسعاه لاسترجاع حقوقه وكرامته، فهو أوَّلا لا يمتلك الوقت للتسول على أبواب الحكومات، طلبا لكرم اعترافاتهم، ولا يعنيه أصلا لو خرج كل العالم ضده، مادام على حق ولا تهمه العزلة أو بقاؤُه مدى الحياة من دون سند، وإلا لكان الفلسطينيون منذ زمن قد رفعوا الراية البيضاء، ولكانت إسرائيل قد تمكنت من مدّ قدميها في الأرض التي تحلم بها من دون أن تضربها المقاومة بين الحين والآخر.

حال المخزن في الفترة الأخيرة مُخز، ويبيّن بأن المملكة في الأصل مبنية على خطأ، تحوّل مع مرور السنوات إلى خطيئة، فهو مبتهجٌ بتغريدة أطلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وجعلها مشروع العمر، كما حوّل لون الفضاء الأزرق إلى الضبابي، وانتقل في أكبر تسول اقتصادي وسياسي وحتى اجتماعي وثقافي، في بلاد، يردّد بعض “المّنظرين” فيها على صدى ما يصلهم من الصهاينة، بأن أرضهم تمتد جنوبا في عمق موريتانيا، وشرقا في قلب الجزائر، ولا يجرؤون في نفس الوقت على طلب ما يسمى بـ”حقهم” و”أرضهم” على الميدان، كما تفعل كل الشعوب المظلومة في العالم، أو كما فعل كل شريف حقيقي، وليس الذي يحمل شرفا بالاسم، وهو ليس أهلا له.

ما حدث في قضية التسول الاقتصادي الكبير، أمام باب نيجيريا، والتسول السياسي الكبير أمام باب تركيا، يصوّر الوضع البائس إلى درجة التعفن في بلادٍ تبيع عرضها في صناعة السياحة، وعقلها في فلاحة الحشيش، ومصداقيتها في فن السياسة، وأكثر من ذلك مستعدة لأن تلعب دور “سلوقي” الصيد مع القناص الصهيوني.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!