-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تشريد المشردين!

الشروق أونلاين
  • 1203
  • 0
تشريد المشردين!

سالم زواوي

ما يجري في مخيم نهر البارد بلبنان يكاد يكون صورة طبق الأصل لما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والقاسم المشترك الكبير بين المكانين هو أن الضحية فلسطينيون والأساليب الدنيئة المستعملة من طرف الجيش اللبناني ضد لاجئي مخيم نهر البارد هي نفسها الوسائل والأساليب المستعملة من طرف الجيش الاسرائيلي ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، من قصف عشوائي مميت يستهدف اللاجئين العزل من دون تمييز بين الأطفال والشيوخ والنساء.على الرغم من أن عناصر فتح الإسلام أو الاشباح التي يحاربها الجيش اللبناني متركزة في نقاط محددة ومعلومة من المخيم. واذا كانت الأساليب والوسائل واحدة بين الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي في إبادة الفلسطينيين، فمن الطبيعي أن تكون الأهداف واحدة وهي تحقيق أمن إسرائيل من الجانب الفلسطيني الضيق بتشريد المشردين من الفلسطينين في لبنان بعد إحكام القبضة على فلسطينيي فلسطين وشل حركتهم بصورة تكاد تكون كلية ونهائية.

ولأن إسرائيل تعتقد أن لاجئي نهر البارد يشكلون مصدر المد لمقاومة الفلسطينيين في فلسطين بالسلاح والرجال ولأن خونة لبنان بقيادة السنيورة وجنبلاط وجعجع يعتقدون أن ضرب المخيمات يشكل ضربة لسوريا وعبرة لحزب الله، فقد تلقى الجيش اللبناني كل الأوامر التي تطلق يده على طولها في هذا المخيم، حيث مكن القصف العشوائي البري والجوي على الاحياء ذات الكثافة السكانية العالية من تشريد وفرار أكثر من 25 ألف لاجئ من مجموع 30 ألف هم سكان المخيم.

وإذا كان الجيش اللبناني يتحجج في هذا القصف العشوائي بوجود اتفاق بين السلطات اللبنانية وحركة فتح يعود إلى سنة 1969 يمنعه من الدخول إلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأراضي اللبنانية، فإن ما يزيد الطين بلة ويبعث على القلق من تطورات أخرى خطيرة، هو الانباء المتناقلة خلال الساعات الأخيرة حول مشاركة قوات اليونيفيل الأوروبية إلى جانب الجيش اللبناني في قصف مخيم نهر البارد أو على الأقل تقديم المساعدة التقنية لهذا الجيش، خاصة وأن هذه القوات قد جاءت إلى لبنان لحماية إسرائيل من مقاومة حزب الله بعد حرب أوت من العام الماضي، وإذا أضيف إلى هذا ما يتدفق على لبنان من الأسلحة الأمريكية منذ اندلاع ما يسمى بقضية فتح الاسلام، فستكون الاحداث سهلة الفهم، وغرابتها لا ترقى إلى ما تقوم به حركة فتح الفلسطيني من تنسيق مع الجيش اللبناني في عملياته ضد مخيم نهر البارد، والتي أصبحت أدوارها في الداخل والخارج تقتصر على خيانة الشعب الفلسطيني وقضيته منذ اتفاقيات أوسلو.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!