تصحيح وملاحظة
أشكر الإخوة القراء الذين يتابعونني على صفحات جريدة “الشروق اليومي”، سواء في ذلك الذين يوافقونني في آرائي أو يعارضونني فيها، فلكلِ وجهة هو مُوليها، له أجرها وعليه وزرها.
وكل ما أرجوهُ من هؤلاء القراء هو أن لا ينسبوا إلى شخص كلاما لم يسطره يَرَاعِي ولم يلفظه لساني، فالتقول على أي شخص أمر غير جميل، خاصة إن كان يحمل خطأ.
ومما قرأته ما علق به أحد الإخوة على كلمتي المنشورة في هذا العمود تحت عنوان “النظرية العظمى” بتاريخ 20/01/2014، حيث نسب مقولة من قال لي:”لو كنتَ معاصراً لتلك المرأة التي لا تتحدث إلاّ بالقرآن الكريم لزوجتها لك” إلى الشيخ عبد الرحمن الجيلالي ـ رحمه الله ـ ، والحقيقة هي أن قائلها هو الشيخ محمد كتو ـ رحمه الله ـ ، وذلك تعليقا على ما تعودت عليه من إجابات واستشهادات بالقرآن الكريم في كثير من المناسبات، وهي عادةٌ أحمدُ الله ـ عز وجل ـ عليها، وأترحم على روح شيخي عمار مزراق في مدرسة الحياة للبنات بجيجل الذي شجعني على هذه العادة التي كنت ألجأ إليها عندما تخونني الكلمات في التعبير أو الإنشاء.
وكذلك ما علق به هذا الأخ من كلام نسبهُ إلى الشيخ محمد طاهر ساحلي “الجيجلي” من أنه أطلق عليّ منذ نعومة أظافري اسم عبد الحميد ابن باديس الصغير، ولست أدري من أين جاء هذا الأخ بهذا الكلام، وأنّى لي أن أتطلع إلى هذا المقام الذي أنا دونهُ بمراحل.
والذي أشهد به هو أنني سمعتُ من أناسٍ أنّ الإمام عبد الحميد ابن باديس وصف الشيخ محمد الطاهر ساحلي عندما عاد من جامع الزيتونة بابن باديس الصغير، وقد وصفهُ فيما بعد وصفا جليلاً عندما انتخبَ عضواً في آخر مكتبٍ إداري لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين في حياة الإمام ابن باديس، حيث قال:”الشيخ محمد الطاهر الجيجلي المعلم بمدرسة الحياة بجيجل، والمدرس بجامعها، وعميد الإصلاح فيها وفي ضواحيها وفي ما إليها من تلك الجبال الملآى بالرجال، وأي رجال؟ وقد انتخب هذا العام لعضوية المجلس الإداري فلم يرجع إلى جيجل من العاصمة حتى وقف موقفا جليلاً ـ لا أعلنهُ اليوم وقد أعلنهُ في وقت آخر ـ دلّ على يقينهِ وشجاعتهِ وثباتهِ، فصدّقَ ظنَّ إخوانهِ وخيّبَ ظنَّ قومٍ آخرين“. (البصائر 28 أكتوبر 1938. ص2 ).
وأما الذين يعارضون آرائي، فلا ألزمهم بها، ولا أكرههم عليها، فلست على أحد بمسيطر، ولكن الذي أؤاخذهم عليه هو افتقادهم الشجاعة الأدبية، حيث كثيراً ما يختبئون وراء أسماء مستعارة وفي ذلك ما فيه من… وأنا على مذهب الإمامين الجليلين ابن باديس والإبراهيمي اللذين كانا يتعففان عن منازلة من يختبئ وراء اسمٍ مستعار كما تختبئ المرأة وراء النقاب.
وأما الذي ظنّ أنني بخستُ علياً مرّاد حقهُ فما أنا بجاهلٍ علي مراّد، وأعرفُ إسهامه في جريدة “الشاب المسلم” التي كانت تصدرها باللغة الفرنسية جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وأعرف كتابه القيّم عن الحركة الإصلاحية في الجزائر، وكتابه الآخر عن الإمام ابن باديس مفسّر القرآن وغيرهما، ولكن سيئته في كتابه “شارل دو فوكو في نظر الإسلام” حيث رفع هذا الجاسوس الصليبي مكانا عليّا، ووصفه بالمرابط، ووصف قاتليه من المجاهدين السنوسيين في تمنراست باللصوص وقطاع الطرق؛ أكلت حسناته كما تأكل النار الحطب، وكما أن الحسنات يذهبن السيئات فكذلك السيئات يأكلن الحسنات. وقد التقيتُ في سنة 1984 في ملتقى الفكر الإسلامي بالأستاذ علي مراد عن طريق الأستاذ عبد الحميد شيران، وذلك بعد كتابتي عنه وعن كتابه فلم يوجه لي أي لومٍ أو اعتراضٍ على ما كتبتهُ عن الكتاب. (ولعنة الله على الكاذبين).
ونسأل الله ـ عز وجل ـ لنا جميعا أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وأن يحسن عُقبانا، وأن لا يجريَ باطلاً أو زورا على ألسنتنا وأقلامنا، حيث سنُسألُ عن ذلك يوم يأتي كل واحدٍ منّا ربّه.