الجزائر
خالتي بختة بالشلف.. من بائعة خبز على الطريق إلى مربية مواش:

تعرض الخُبز للبيع على الطريق وتُوكل لله حراسته

الشروق أونلاين
  • 1926
  • 5
أرشيف

خالتي بختة العجوز التي أثارت سلتها ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي وعبر صفحات الفضاء الأزرق،، بحيث تضع السلة المملوءة ب “المطلوع” وتتركها مغطاة على قارعة الطريق الوطني رقم 19 بالنقطة الفاصلة بين بلدية بوزغاية وسيدي عكاشة دون حراسة، وتكتفي بترك لافتة كتب عليها “سعر الخبز ثلاثون دينارا خذ الخبز واترك النقود”، ولفك هذا اللغز الذي حيّر سكان المنطقة منذ أزيد من عشرين سنة، زارت الشروق خالتي بختة في بيتها بعدما رفضت الإدلاء والظهور عبر جميع وسائل الإعلام الأخرى، واستقبلتنا بكل حفاوة وترحاب، برفقة أبنائها وأفراد عائلتها الصغيرة، وأماطت النقاب عن الحقيقية التي تخفيها بشأن ترك السلة لضمائر الناس، وقالت “لي عندو يدي ولي وعندوش يدي، وذلك حق الله علي وهناك أشخاص ليس لهم المال يأخذون الخبز مجانا، وبعد مدة يعودون ويسددون ما عليهم من دين”.

ولما كانت المرأة مخلصة لوجه الله، رزقت أضعافا مضاعفة، لتصبح مربية أبقار، وتدير شؤون بيتها بعزيمة وإدارة قوية، وقالت لنا رزقت من المطلوع بقطيع من الأبقار والأغنام وحظيرة من الدجاج، وعن مبادرة عرض سلة الخبز على قارعة الطريق وتركها لضمائر الزبائن دون بائع، تقول خالتي بختة كانت ابنتها من قبل هي التي تشرف على بيع الخبز منذ التسعينات في الطريق، ولما كبرت وتزوجت، حاولت الأم أن تعتمد على نفسها، لكن لكثرة انشغالها بشؤون البيت، طلبت منها ابنتها أن تترك السلة على قارعة الطريق وتكتب لها عبارة خذ الخبز واترك النقود، وهذا منذ نهاية التسعينات،، وبقيت من حينها السلة معروضة في الطريق يحرسها الله، والمؤلم في سيرتها الذاتية، تعرضها منذ عدة سنوات لعملية سرقة أبقارها من أمام البيت، حيث لم يبق لها سوى عجل صغير احتفظت به وقامت بتربيه، حتى صار ثورا فباعته واشترت به بقرة، وبقيت تحتفظ بصغارها حتى صار عندها اليوم قطيع من الأبقار تبيع حليبها ولبنها، ولم تتوقف عن بيع المطلوع، بحيث تقوم في الصباح الباكر لتعجن المطلوع وتطعم أبقارها، ثم تعود لإعداد الخبز وطهيه بالطريقة التقليدية بعد تسخينه بالحطب وبقايا التبن، وكذا تحويل الرايب إلى لبن واستخراج الزبدة، ثم تقوم بعرض كل ذلك على قارعة الطريق ليصل إليها قوتها في منزلها، بحيث يتوقف مستعملو الطريق الوطني رقم 19 ويأخذون المطلوع ويتركون المال في قارورة صغيرة، واغلبهم لا يأخذ الفارق المالي ويتركه كصدقة لها، واستطاعت خالتي بختة أن تسترزق من نشاطها هذا، وتشتري قطيعا من البقر والأغنام والدجاج، وتعيل عائلة بكاملها، وتتمنى خالتي بختة أن يوفقها الله لأداء مناسك الحج وزيارة بيت الله الحرام، بعد إجحاف القرعة لها عشر مرات متتالية.

مقالات ذات صلة