رياضة

تعلموا درس الاستقرار من الألمان

ياسين معلومي
  • 2939
  • 7

أسبوعان بعد إقالة رابح ماجر من العارضة الفنية للخضر، من طرف المكتب الفيدرالي “الموقر”، التشكيلة الوطنية دون مدرب رغم أن المسؤول الأول على كرتنا أكد دقائق بعد اتخاذه قرار الإقالة وجود اتصالات مع خليفة صاحب الكعب الذهبي في الطريق الصحيح، وذكر حتى أسماء رونار وخاليلوزيتش، غير أن الحقيقة هو أن كل التقنيين العالميين أصبحوا يخافون قبول عروض الإشراف على المنتخب الجزائري، الذي فقد الاستقرار في عارضته الفنية، فمنذ المشاركة في كاس العالم 2014، والتقنيون لا يعمرون طويلا بسبب الخلافات السائدة في المحيط الكروي، وحتى زطشي لم يجد الوصفة المثالية لـ “الخضر”، بدليل أنه استهلك مدربين (ألكاراز وماجر) منذ عام عن انتخابه رئيسا لـ “الفاف”، وهو في طريقه للتعاقد مع مدرب ثالث قد يعرف مصير من سبقاه.
ونحن نودع كأس العالم 2018 بروسيا، التي غاب عنها المنتخب الجزائري، سألت الكثير من التقنيين الجزائريين، وحتى بعض الفاعلين في محيط الكرة، أكدوا أن جميع المنتخبات التي تأهلت تسير وفق برامج مدروسة، وبتقنيين يعملون من أجل تطوير كرة القدم، فعندما تشاهد منتخبات أقصيت في الدور الأول من المنافسة العالمية، ويتم تجديد الثقة في أطقمها الفنية، وعندما نجد مدربين جددا في الخريطة الكروية، وخاصة المنتخبات التي وصلت إلى الدور نصف النهائي من كأس العالم، أطرح على نفسي أسئلة لم ولن أجد لها أجوبة، مادام أن الذين يسيرون الكرة في وطننا لا يحبون الخير لهذا البلد، ويعملون كل ما في وسعهم لتهديم ما بناه سابقوهم، فهل يعقل أن يصل الخضر إلى المرتبة 16 عالميا، ويتدحرجون في صمت إلى المرتبة 64 عالميا، وهل يعقل أن يكون تغيير المدربين بطريقة مزاجية وليس على أسس علمية بحتة.
عندما خرج المنتخب الألماني من الدور الأول من كأس العالم، وهو الفائز بها في النسخة الماضية، قلت في قرارة نفسي: إن المدرب الألماني سيقال ربما حتى قبل العودة إلى ألمانيا، لأنه أخفق حتى في الوصول إلى الدور الثاني، وسيحاسب حسابا عسيرا، من طرف اتحاديته التي وفرت له من الإمكانات التي كانت قد تسمح له حتى بالعودة بالتاج العالمي. لكن عكس ما كنت أنتظره تم تجديد الثقة في المدرب لوف ربما حتى إلى كأس العالم القادمة، ووعد بضخ دماء جديدة، وهو ما تقبله الألمان الذين ينتظرون من منتخبهم العودة إلى القمة مستقبلا.
أردت الحديث عن الألمان وتجديد الثقة في مدربهم والصبر عليه، لأن منتخبهم لا يسير من طرف الشارع مثلما يحدث عندنا، فإبعاد المدربين الجزائريين من غوركوف إلى ماجر يعود إلى المسؤولين الذين يضحون بالتقني لضمان مناصبهم، فهل يعقل أن يفصل التقني ويبقى المسؤول في مكانه، وهل يعقل أيضا أن الخريطة الكروية الجزائرية عرفت هزات كثيرة، وفي النهاية راح ضحيتها الضعيف ليبقى القوي في مكانه.

مقالات ذات صلة