تفقيص عش “داعش”
”التحلف” الدولي ضد “داعش” الذي تتزعمه أمريكا وأوروبا، بالتعاون مع دول عربية و”إسلامية”، خاصة مصر السيسي (التي يضرب بها المثل في انتهاك حقوق الإسلام والناس والمسلمين)، هذا”التحلف”، ليس أكثر من وخز جديدة لإلهاب العالم الإسلامي ومعه الأقليات المسلمة في العالم، والذي أتوقع أن يؤدي، إلى تفزيع خلية الدبابير، مما قد ينجم عنه تحويل”داعش” إلى”أدعشة” والأدعشة إلى دواعش، والدواعش إلى متدعشين والمتدعشين إلى تدعش والتدعش إلى إدٍعاش والإدٍعاش إلى استدعاش والاستدعاش إلى مداعشة والمداعشة إلى دعششة والدعششة إلى دعاشة عامة شاملة متأصلة في الفكر الإسلامي، بل وحتى لدى الأوروبيين الذين سيقبلون على الإسلام، سيقبلون عليه “تدعشا” في مقابل الحرب على “التدعش” التي صارت مرادفة للإسلاموفويا.
فالواقع يقول إن داعش ما هي إلا نتاج للعمل الصهيوني الأمريكي والغطرسة الاستعمارية لهذه القوى العالمية والمحلية، هذه السلطة العالمية المادية، الباغية، التي تريد أن تنشر قيمها وسلعها وأفكارها الملعونة في الدنيا والآخرة عبر أرجاء العالم، ولم يبق إلا أن تكسر القواعد الأخلاقية والدينية والمجتمعية من أسرة وقبيلة وثقافة محلية ولغة وعقيدة، لكي تتمكن من بسط نفوذها وأسواقها على الجميع، لقد نجحت ولم يبق لها سوى أن تسعى لتسريع وتيرة هذا التحول الأخلاقي من أجل تقبل هذه الثقافة الاستهلاكية (تجارة الجنس في العالم، تأتي بعد تجارة السلاح!). والحرب على داعش “التي لا ننكر أنها نتاج لفكر مأزوم متطرف، التي لا تقل عن تطرف الأقليات الدينية الصهيونية في إسرائيل والتي سكت عنها العالم كله والعرب والمسلمون في عدوان غزة الأخير!: يسكتون عن الباطل ويرفعون أصواتهم ضد الأباطيل وينددون.. بالأبطال!” هذه المفارقة هي التي ستجعل من “داعش” استدعاشا لا مفر منه .. وابشروا بانتشار التدعش في العشرين سنة المقبلة.
نمت وأنا “مدعوش”، لأني لم أتعش إلا ما تعشيته ليلة الأمس، لأجد نفسي مدعوشا، كمن أكل حمارا وحشيا! بطني منتفخ كأني في شهري العاشر، وألم ولادة كأني “روطار بشهر”!..كانت مصر”تتحلف” مع أمريكا ضد داعش مع كثير من دول المنطقة المعروفة “ديجا” شعبيا بأنها دول لا شعبية لها ولا شعب فيها لا يشكو من لا شعبيتها! دول فوق شعبها تسومهم سوء التعذيب والعذاب، فقرا وتفريقا: حفنة من الأغنياء يأكلون لحم إخوتهم بالآلاف..! ماذا يفعل هذا الشعب الأعزل؟ يتدعش وتصعد له الدعاشة للرأس، ويبدأ يقرأ القرآن والحديث والتفسير بالمقلوب: يحلل القتل والتفجير والنحر والانتحار، والذبح والتكفير…والمثل يقول “طغيان المبصر على العميان، سيجعل من كل أحول يغمض عينه”.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.