الشروق العربي
ظاهرة رسوب الأطفال في الدراسة في سن مبكرة:

تقذفهم المدرسة فيتلقفهم الشارع

صالح عزوز
  • 756
  • 7
ح.م

أصبح رسوب التلاميذ في سن مبكرة يرهق الآباء، فلا يتجاوز الكثير منهم الطور الابتدائي حتى يلقى بنفسه خارج حدود المدرسة التربوية، ويتحول مباشرة إلى الشارع. وهي من الظواهر الجديدة، التي تشتكي منها العديد من العائلات اليوم، فحين يسرح ولدها في هذه السن، فلا هو شاب يمكن أن يبحث عن منصب عمل، وفي المقابل لم يصل إلى السن القانونية، من أجل اللحاق بالتكوين من أجل الحصول على شهادة في ميدان ما، من أجل الاتجاه إلى ميدان تخصصه.

 المؤكد، أن الطفل في الأطوار الأولى من التعليم، يظهر تجاوبه مع المدرسة، أي إن كان مجتهدا أو كسولا، أو يريد أن يجتهد من أجل النجاح. لذا، تعمد الكثير من الأسر اليوم، حين ترى أن ولدها لا يريد أن ينجح في دراسته أو هو كسول لا يريد الاجتهاد، إلى الضغط عليه من أجل ربح سنوات أخرى في المدرسة، على الأقل من أجل اللحاق بالسن القانونية للتكوين، أو الخروج في أطوار متقدمة في الدراسة. وبذلك، يمكن الاتكال على نفسه في البحث عن منصب عمل، لذا، يصبح الوالدان في صراع دائم مع الأولاد، وتتحول هذه الدراسة إلى مشقة لكلاهما، بين طفل لا يريد النجاح وبين والد أو والدة، تريد منه على الأقل الوصول إلى القسم النهائي بشتى الطرق والوسائل ومن ثم الرسوب. وبذلك، أوصلته على الأقل، إلى سن يمكن من خلالها الاعتماد على نفسه، لكن، نحن لا نتحدث عن اعتماد هذه الطريقة سنة أو سنتين فقط، وربما يكون الأمر سهلا، بل إلى عدة سنوات. لذا، تحتاج الأسرة إلى المزيد من الصبر من أجل تحقيق هذا المشروع الصعب. وهذا، إذا تجاوب الولد مع هذه الطريقة، لأن أغلبهم يجد نفسه محاصرا بين البيت أو العائلة في فرض الدراسة عليه، وبين شيء لا يريده أصلا وهو الذهاب إلى المؤسسة التربوية من أجل النجاح.

يغتنم الكثير من التلاميذ هذا المشروع من أجل ابتزاز أوليائهم، كمن يضع شروطا من أجل إتمام هذا العقد مع الأسرة، وتصل في بعض الأحيان إلى شروط تعجيزية، وهو المراد منها عند بعض التلاميذ، وهو الهروب والتوقف عن الدراسة، بالرغم من أن الوالدين يسعيان إلى مصلحته، إلا أن أغلب التلاميذ لا يأخذون هذا الأمر من هذه الزاوية، بل منهم من يعتقد أن هذه الطريقة وهي فرض حصار عليه من أجل الدراسة هو عقاب لهم، لذا يتخذون شروطا من أجل إتمام العقد بالتراضي مع أسرهم إن صح القول.

غير أن ما يمكن ذكره في هذا الصدد، في انتشار هذه الظاهرة اليوم، أن أسبابها كثيرة، منها أن أغلب الأطفال اليوم، يريدون النجاح في مجالات أخرى، على غرار الرياضة، لذا لا يهتمون بالنجاح في الدراسة، كما أنهم أذكياء جدا، في ميادين أخرى على غرار الإلكترونيات، وهذا ما أثر سلبا على مشوارهم الدراسي، حين يقضون الساعات الطوال في ممارسة الألعاب الإلكترونية، سواء على التلفاز أم الهواتف النقالة.. وفي غياب الرقابة من الوالدين، تتحول بذلك اهتماماتهم من الدراسة إلى أشياء أخرى، ومنها إلى الرسوب.

مقالات ذات صلة