-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تمويل عربي للإحتلال

الشروق أونلاين
  • 1229
  • 0
تمويل عربي للإحتلال

سالم زواوي مؤتمر مساعدة العراق، الذي انعقد مؤخرا بشرم الشيخ وانتهى إلى إصدار بيان اسمه “وثيقة العهد الدولي بشأن العراق”، تحوّل منذ البداية إلى مؤتمر لمساندة الرئيس بوش والمحافظين الجدد في البيت الأبيض ضد المعارضة الأمريكية والحزب الديمقراطي الأمريكي وأصبح تجمّعا لدعم اللصوص الذين يقبضون على السلطة في العراق ويدافعون عن استمرار الإحتلال الأمريكي.ففي الوقت الذي يناضل فيه الشعب الأمريكي بقيادة الحزب الديمقراطي من أجل جدولة انسحاب القوات الأمريكية المحتلة من العراق وعودتها إلى بلدها ويحاول أن يضغط في هذا الاتجاه بمنع الرئيس بوش من استعمال أموال الخزينة الأمريكية لمواصلة تمويل حربه القذرة على الشعب العراقي وحماية عملائه في الحكومة العراقية، في هذا الوقت يطل العرب المشاركون في مؤتمر شرم الشيخ بقرار مسح ديونهم تجاه العراق ومطالبة بقية الدائنين بالحذو حذوهم من أجل توفير 30 مليار دولار للعراق، في الحقيقة من أجل تخفيف الضغط عن لصوص السلطة وضباط الجيش الأمريكي، ومن أجل تمويل المجهود الحربي للرئيس بوش وزبانية البيت الأبيض في العراق وإيجاد المصادر البديلة للخزانة الأمريكية التي يرفض الديمقراطيون أن تظل مصدرا وحيدا لتمويل هذه الحرب قبل جدولة انسحاب القوات الأمريكية.

وعلى خلاف الديمقراطيين في أمريكا كذلك، رفضت الحكومة العراقية العميلة كما رفضت مصر والسعودية والأردن.. أن تتضمن وثيقة “العهد الدولي” أي جدولة للانسحاب الأمريكي أو ربط مساعدة دول الجوار للعراق بهذه المسألة، باعتبار ذلك تدخل في الشؤون الداخلية العراقية وأقرت على العكس من ذلك تطبيق هذه الوثيقة خلال 5 سنوات كاملة، وهذا معناه منح الفرصة للقوات الأمريكية الغازية للبقاء في العراق 5 سنوات أخرى على الأقل.

الوثيقة لم تتطرّق من جهة أخرى، ولو بمجرّد التلميح إلى ما يجري في إقليم كردستان العراقي، حيث يتم التحضير في هدوء لعملية واسعة النطاق للتطهير العرقي ضد السكان التركمان والعرب في مدن وقرى هذا الإقليم بعد أن أكملت مافيا هذا الإقليم سيطرتها المطلقة على ثرواته ومصادرة مؤسساته وأراضيه بدعم واسع من الموساد والحكومة الإسرائيلية، في حين تلح الوثيقة على حصر كل المشاكل والحروب التي يعيشها العراق في الخلاف المذهبي والطائفي بين السنة والشيعة ووصف ما يدور من حرب وتقتيل وجرائم للقوات الأمريكية بأنه مجرّد اقتتال بين هاتين الطائفتين، ونعت المقاومة العراقية للإحتلال بأنها مجرّد مجموعات إرهابية يجب التعاون من أجل القضاء عليها.

وبمصادقة الأنظمة العربية على هذه الوثيقة تحت الضغوط الأمريكية الإسرائيلية تكون قد منحت الفرصة مقدما للديمقراطيين الأمريكيين، للإنتقام من العرب، عندما يصلون إلى البيت الأبيض في الانتخابات القادمة وذلك بطبيعة الحال من خلال مواصلة الدعم المطلق لإسرائيل وتسليطها أكثر على الشعوب العربية، وهكذا، ستظل الحال طالما هذه الأنظمة موجودة وعميلة لكل من يدخل البيت الأبيض في مقابل تبييض وجودها غير الشرعي في الحكم والسلطة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!