الجزائر
هكذا يستعدّ الجزائريون لمواجهة الطوارئ

تهافت على “العولة” والشموع لمواجهة العاصفة الثلجية!

فاطمة عكوش
  • 3840
  • 4
ح.م

تحسبا للعاصفة الثلجية المنتظرة التي من المتوقع أن تضرب عدة ولايات من الوطن ابتداء من الأربعاء، وما قد يترتب عليها من تراكم للثلوج وغلق الطرقات، تشهد الأسواق تهافتا كبيرا من المواطنين لتأمين احتياجاتهم المنزلية للأيام المقبلة، ما شجع التجار على استغلال الفرصة لتضخيم الأسعار.
ينتظر سكان عديد الولايات، كما هو الحال في البويرة، بشغف كبير قدوم للمرة الثانية على التوالي لهذا الموسم “الزائر الأبيض”، الأمر الذي جعلهم على أهبة الاستعداد لمواجهة العاصفة الثلجية، وخلال اليومين الأخيرين أعلنت العائلات حالة الطوارئ داخل منازلها وكأنها مقبلة على حرب وليس اضطرابا جويا، وهذا بدءا من تأمين المستلزمات الضرورية، وبكميات كبيرة تغطي فترة استمرار تساقط الثلوج التي يتعذر الخروج فيها من البيت من خلال الحرص على شراء السميد، الحليب، الخضر والفواكه، الشموع خاصة، وأن الجميع تعود على انقطاع الكهرباء خلال الأيام المثلجة، كما عرفت محطات البنزين توافدا كبيرا للمواطنين لاقتناء قارورات غاز البوتان، ومن جهتها أسرعت العائلات إلى سد منافذ تسرب المياه تخوفا من انهيار سكناتها.
وعادة ينتظر الموظفون والعمال فترات الثلوج بفرح كبير، كون الثلوج تضمن للجميع عطلة مجانية غير محدودة الآجال ومدفوعة الأجر، ويجد الجميع نفسه في عطلة اجبارية، ولا أحد يغادر إلى المدارس او العمل، حيث تلتف العائلات بأكملها، خاصة بالقرى والمداشر المحرومة من الغاز الطبيعي حول المدفأة أو الكانون التقليدي التي يعتليه على الغالب قدر من العدس المطبوخ أو الشربة أوالبركوكس، وهي الأكلات التي يكثر عليها الطلب خلال فصل البرد، باعتبارها من الأطباق المفضلة في مثل هذه الأجواء، وعادة تقدم مثل هذه الاطباق التقليدية ساخنة جدا والبعض يفضلها مع الفلفل الحار، ويتم تحضيرها، خاصة في البيوت التي توجد فيها كبيرات السن، أما نساء “جيل الويفي” نادرا ما يجدن تحضير الأطباق التقليدية الشتوية اللذيذة، كونها صعبة التحضير بسبب كثرة العناصر المستخدمة فيها وطول فترة طهيها ! وتفضل الكثير من العائلات خلال تساقط الثلوج تحضير الخفاف والمسمن وخاصة الكسرة بالبصل والأعشاب المعطرة.
ومن السلوكيات التي تتكرر خلال فترات تساقط الثلوج، قيام العائلات بتكليف أحد أفراد الأسرة طيلة المنخفض الجوي بالمناوبة على الصحن اللاقط للقنوات الفضائية، لإزالة الثلوج المتراكمة عليه بين الحين والآخر حتى تتمكن العائلة من متابعة التلفاز دون انقطاع اشارته. وعند البدء بتساقط الثلوج، يسارع الكثيرون إلى التقاط الصور لنشرها مباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وعادة خلال أيام تساقط الثلوج بالبويرة، يعمد الفلاحون إلى توجيه الشباب لصنع كرات كبيرة من الثلج، وذلك بدحرجة حجارة متوسطة الحجم من ربوة ما أو أي مكان عال، وأثناء تدحرج الحجارة تلف حولها الثلوج وتكبر الكرة كلما ازدادت تدحرجا، ثم أن هذه الكرات توجه نحو أشجار الزيتون لتستفيد منها الأشجار، وتمتص المياه الناتجة عن ذوبان الثلج، وهذا على مدار فترات تصل أحيانا إلى 20 يوما أو أكثر وهي طريقة لسقي الأشجار، وتطعيمها من الأمراض المتنوعة التي قد تصيبها الأشجار، وحسب رأي الشيوخ المسنين، فالثلج هو لقاح للأرض والشجر، إذ يقضي على الحشرات الضارة ويضع حدا لتكاثرها.

مقالات ذات صلة