اقتصاد
قيمة الذهب الأسود تتهاوى في رمشة عين

تهاوي أسعار البترول يتربّص بالحكومة ويخلط حساباتها!

حسان حويشة
  • 9764
  • 16
ح.م

صدمت أسعار النفط المتهاوية بشكل سريع ومذهل بحر هذا الأسبوع، الحكومة التي بقيت متفرجة على قيمة الذهب الأسود التي اقتربت من السعر المرجعي المحدد في قانون المالية (50 دولارا للبرميل)، بل ونزلت تحت هذا السقف بالنسبة للخام الأمريكي الخفيف (WTI)، ما أعاد على الأذهان سيناريو 2015 وصار يهدد بشكل جدي حسابات الحكومة ومخططاتها.

وفي السياق، فقدت أسعار خام برنت بحر الشمال (النفط المرجعي للخام الجزائري صحارى بلند)، بحر الأسبوع الجاري أكثر من 5 دولارات، لتنزل من 61 دولارا إلى 56 في تداولات أمس الأربعاء، حيث أثارت سرعة تهاوي أسعار الذهب الأسود التساؤلات حول أسبابها وسرعة تهاويها، خصوصا أنها جاءت أسبوعا فقط بعد اتفاق فيينا لتخفيض الإنتاج بين منظمة أوبك والمنتجين المستقلين من خارجا بواقع 1.2 برميل يوميا.

وامتدّ تراجع أسعار النفط ليشمل الخام الأمريكي الخفيف الذي تم تداوله، الأربعاء، في مستوى 46 دولارا للبرميل، في مستوى هو الأدنى له منذ أوت 2017، وهو مستوى أسعار أقل من السعر المرجعي الذي حددته الحكومة في قانون المالية لسنة 2019 وهو 50 دولارا للبرميل.
و بلغ الثلاثاء، سعر سلة خامات منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك 56.08 دولارا للبرميل، مقابل 58.24 دولار في جلسة الافتتاح الأسبوعية الاثنين الماضي.

وتعيد هذه الوضعية إلى الأذهان وعود الحكومة التي أطلقتها منذ 4 سنوات بخصوص تنويع الاقتصاد وتنشيط الصادرات خارج المحروقات والتقليل من الاعتماد المفرط على عائدات الذهب الأسود والغاز، لكن هذه الصادرات بقيت على نفس المستوى منذ 2014، حيث لم تتخط 3 ملايير دولار في أحسن الأحوال.

وعلى سبيل المثال بلغت صادرات الجزائر من غير النفط والغاز نهاية أكتوبر 2018 نحو 2.33 مليار دولار، وهو ما يمثل 6.83 بالمائة من إجمالي الصادرات التي بلغت 34.12 مليار دولار (ما بين جانفي وأكتوبر 2018).

ترقب موعد دخول اتفاق التخفيض حيز التطبيق مطلع جانفي

وفي السياق، يرى الخبير المتخصص في الشأن النفطي والغازي، إلياس صحار، أن منظمة أوبك والمنتجين من خارجها أوقفوا انهيارا اكبر لأسعار النفط، بالنظر لتخمة المعروض الذي تم ضخه في السوق الدولية منذ ماي إلى أوت الماضي المقدر بـ3 ملايين برميل يوميا.
وقال “بالنظر أن السوق المتشبع بـ3 ملايين برميل إضافية، فإن الأسعار الحالية في حد ذاتها ايجابية”. وأضاف “تدخل أوبك والمنتجين من خارجها (روسيا)، نجح في كبح انهيار الأسعار نحو 40 دولارا للبرميل”.
وأوضح إلياس صحار في تصريح هاتفي لـ”الشروق” أنه لا يمكن الحكم على وضع سوق النفط حاليا ويجب الانتظار إلى مطلع العام الجديد (2019)، حين سيشرع رسميا في تطبيق اتفاق التخفيض المتوصل إليه في 7 ديسمبر الماضي بفيينا النمساوية بين أوبك والمنتجين من خارجها.
وعلق بالقول “مطلع جانفي عند الشروع في تطبيق تخفيض 1.2 مليون برميل يوميا سيمكن أخذ نظرة على اتجاه السوق وأسعارها”. وحسب محدثنا فإن مستقبل السوق سيحدد أكثر خلال اجتماع منظمة أوبك شهر أفريل المقبل لتقييم نتائج اتفاق التخفيض بـ1.2 مليون برميل يوميا، والذي يسبق موعد 5 ماي 2019، الذي هو موعد انتهاء الإجراءات التفاضلية للولايات المتحدة تجاه 8 بلدان التي سمحت لها بمواصلة شراء النفط الإيراني.

مقالات ذات صلة