الرأي

ثقافة وزير الثقافة

عمار يزلي
  • 4208
  • 0

كما كان متوقعا،‮ ‬أحدث رئيس الجمهورية تعديلا وزاريا على حكومة سلال،‮ ‬البعض بقي‮ ‬ثابتا والبعض تحرك دائريا والبعض أفقيا أو عموديا‮. ‬التحرك الدائري‮ ‬أقصى البعض من الحركة التداولية والتبادلية،‮ ‬أقصيت أسماء قديمة في‮ ‬الحكومة،‮ ‬فيما استقدمت الحركة التعديلية عناصر جديدة‮. ‬في‮ ‬كل هذا،‮ ‬بقي‮ ‬التغيير‮ “‬تعديلا‮” ‬تقنيا،‮ ‬بغرض تحريك أوزار‮ ‬الوزارات والحكومة نحو عمل‮ ‬يراد له أن‮ ‬يكون أكثر نجاعة وفاعلية‮.‬

أهم من‮ ‬غادروا،‮ ‬ليسوا كأهم من استقدموا‮! ‬فلكل‮! ‬لكن المستقدمين الجديدين،‮ ‬وهما من‮ ‬يهمنا أكثر كمثقفين،‮ ‬هما الدكتور حجار في‮ ‬التعليم العالي‮ ‬بعد الدكتور مباركي‮ ‬الذي‮ ‬لم‮ ‬يعمر طويلا في‮ ‬الوزارة وأنقل إلى التكوين المهني‮! ‬الدكتور الطاهر حجار،‮ ‬معروف عنه تسييره لجامعة العاصمة باقتدار،‮ ‬ويمكن أن‮ ‬يساهم في‮ ‬تنقية الأوضاع على مستوى قطاعه بحكمة وتبصر،‮ ‬إن وجد المناخ الملائم‮! ‬الوزير الثاني‮ ‬هو الأديب والمثقف الشاعر عز الدين ميهوبي،‮ ‬الذي‮ ‬نراه لأول مرة الرجل المناسب في‮ ‬المكان الأنسب،‮ ‬إن استمرت المناصب‮! ‬فالمشكلة في‮ ‬الثقافة،‮ ‬مثلها مثل التربية،‮ ‬بحاجة إلى استقرار طويل النفس لإحداث تغيير في‮ ‬بنية الثقافة والاستهلاك الثقافي‮ (‬القراءة،‮ ‬إدخال الأسرة إلى الثقافة،‮ ‬إدخال المؤسسات كلها إلى البيت الثقافي‮ ‬عكس ما نفعله منذ الاستقلال‮! ‬إدخال الثقافة إلى الأسرة والمؤسسة‮!) ‬فللجميع حظ طيب وللثقافة رجلها الأنسب‮..‬نتمناه كمثقفين‮.‬

نمت على خبر هذا التعديل الوزاري‮ ‬لأجد نفسي‮ ‬قد عينت وزيرا للثقافة‮ (‬اللهم أبعد عنا المناصب ما ظهر منها وما بطن‮!): ‬أول ما شرعت في‮ ‬عمله،‮ ‬هو إدخال الثقافة في‮ ‬شخص الوزير‮! ‬وليس العكس،‮ ‬حيث كنا نحشو الوزير في‮ “‬قرعة‮” ‬الثقافة‮!! ‬أي‮ ‬سوف أعكس الأمور رأسا على عقب‮! ‬لن‮ ‬يكون الوزير بعد اليوم،‮ ‬إلا صاحب اختصاص وفاعلية وحضور ثقافي‮ ‬أيضا‮!. ‬هكذا،‮ ‬سوف نعين مديرين جدد نسميهم‮ “‬ثقافة المدير‮” ‬وليس‮ “‬مدير الثقافة‮”. ‬سنسمي‮ ‬كل دار ثقافة بـ”ثقافة الدار‮” ‬وكل ناد ثقافي‮ “‬ثقافة النادي‮” ‬وكل مركز ثقافي‮ “‬ثقافة المركز‮”‬،‮ ‬ثم أشرع في‮ ‬تطوير البرامج الإنمائية للثقافة الوطنية التي‮ ‬أخرجت من ثقافتنا الأصيلة وأرادت أن تغرس فينا ثقافة الرقص والنقص‮..! ‬حيث عملنا على إدخال الثقافة للبيت وللمدرسة الجزائرية،‮ ‬عوض أن ندخل البيت الجزائري‮ ‬في‮ ‬الثقافة الجزائرية‮! ‬وندخل السلوك الثقافي‮ ‬الغربي‮ ‬إلى عقر دارنا وعقولنا وقلوبنا‮. ‬سنأكل البركوكش والكسكس لا الماكدونال‮. ‬سنغير طبائعنا وأذواقنا الدخيلة التي‮ ‬فرضتها علينا أقلية ساحقة تريد أن تكون هي‮ ‬النموذج الثقافي‮ ‬الوطني‮: ‬شطيح ورديح وتقرديح‮! ‬من الآن،‮ ‬لا مهرجان بدون قاعدة ثقافة مبينة على الحس الأصيل والتهيئة لبناء جيل‮ ‬يعرف أصوله وهويته،‮ ‬غير منسلخ ولا مفسوخ ولا ممسوخ‮..‬

وأفيق وأنا أرقص التويست على أنغام من‮ “‬ثقافة العاصمة قسنطينة العرب‮”! ‬

مقالات ذات صلة