رياضة
آلاف اللاعبين وآلاف الملايير صُرفت على الكرة

ثلاثة لاعبين جزائريين فقط فازوا بالكرة الذهبية الإفريقية

الشروق الرياضي
  • 8144
  • 7

كما كان منتظرا، لم يكن صاحب الكرة الذهبية الإفريقية من الأسماء الجزائرية، حيث كان منطقيا أن يتوج أسمر السنغال ساديو ماني باللقب القاري كأحسن لاعب في القارة السمراء، فهو النجم الحالي الأول لنادي ليفربول الذي يعتبر حاليا أقوى فريق في أوروبا حيث لا ينهزم، وحتى تعادلاته حدثت في مناسبة واحدة، كما أن اللاعب قاد ليفربول للتتويج باللقب أوروبي ثم العالمي، وقاد السينغال للعب ثاني نهائي قاري في تاريخها، ولولا اصطدامه بمنتخب جزائري كان مدعما بعشرين ألف مناصر في قلب القاهرة، وبمدرب يدعى جمال بلماضي شحن لاعبيه وكأنهم ذاهبون إلى معركة، لحمل ماني الكأس القارية وأكمل الفوز بكل الألقاب الممكنة، وهو حاليا يحصد ما تبقى من ألقاب جماعية مع ليفربول وأيضا فردية كأحسن لاعب بعد أن كان الموسم الماضي أحسن هداف في الدوري الإنجليزي مناصفة مع محمد صلاح وأوباميونغ.

الجزائريون في كل توزيع للقب القارة السمراء على نجوم إفريقيا يعودون إلى الأرشيف، فلا يجدون غير ثلاثة ألقاب، أحدهما في بداية ثمانينيات القرن الماضي عندما فاز لخضر بلومي باللقب، حيث كان أحد مهندسي تأهل الجزائر إلى كأس العالم في إسبانيا، والثاني عندما قاد ماجر في نهاية ثمانينيات القرن الماضي نادي بورتو البرتغالي للفوز بكأس أوروبا للأندية البطلة في النمسا وأيضا للفوز بكأس القارات في اليابان، وفي المناسبتين كان الهداف والممرر الحاسم، ورجل المباراة، واللقب الثالث من صناعة رياض محرز الذي قاد نادي ليستر الإنجليزي للفوز باللقب في واحدة من معجزات الكرة النادرة التي لا تحصل إلا مرة في القرن، وفقط.

ورقم ثلاث كرات في بلد كروي مثل الجزائر، يزخر بآلاف اللاعبين الذين مرّوا على أنديته العريقة ومن المغتربين الذين لعبوا مع كبار فرنسا وتتلمذوا في المدارس الفرنسية المشهود لها في العالم، يعتبر ضئيلا جدا وغير مقبول تماما مثل رقم لقبين في إفريقيا للمنتخب، على مدار أكثر من نصف قرن من المشاركات في كأس أمم إفريقيا.

الشيء اللافت هو أن الكرة الذهبية ظلت تمنحها مجلة “فرانس فوتبول” التي تضم عددا من الأقلام الجزائرية، وهي تنتمي لفرنسا البلد الأقرب للكرة الجزائرية، فعدد اللاعبين الجزائريين الذين لعبوا في الأندية الفرنسية من المحليين ومن المغتربين يعدّ بالمئات، كما أن عدد المدربين الفرنسيين الذين يدربون في الجزائر ودربوا في السابق أيضا يعدّ بالمئات، وحتى في الوقت الراهن، فإن عدد اللاعبين الجزائريين في فرنسا هو الأكبر، ومازالت الأندية الفرنسية تستقبل حتى لاعبي البطولة الجزائرية في صورة سليماني والملالي وعطال وبوداوي، ولا يوجد الجزائريون في دوريات أوربية أخرى كما يوجدون في فرنسا، ومع ذلك توقف الرقم عند ثلاثة، وحتى المنافسة على اللقب نادرة، وعدد اللاعبين الذين تواجدوا في المركز الثاني أو الثالث على أصابع اليد، وهم علي بن الشيخ وعلي فرقاني وصالح عصاد وسي الطاهر شريف الوزاني وخاصة رابح ماجر في عدة مناسبات، والغريب هو غياب الأسماء المغتربة مثل مصطفى دحلب الذي كان أحسن لاعب في فرنسا باعتراف “فرانس فوتبول” التي تمنح الكرة الذهبية الإفريقية، أو علي بن عربية الذي كان أحسن ممرر في فرنسا، عندما لعب لموناكو ثم لباريس سان جيرمان، أو إبراهيم حمداني الذي قاد فريق غلاسكو رانجرز لنهائي أوربا ليغ، أو ياسين براهيمي الذي كان في سنة 2014 ظاهرة كروية في ناديه بورتو وبلغ به الدور ربع النهائي من رابطة أبطال أوروبا وغيرهم من النجوم.

في كرة القدم هناك أمور كثيرة تزلزل مسيرة بعض اللاعبين مثل الإصابة أو سوء اختيار الفريق، فإسماعيل بن ناصر المتألق مثلا يتواجد حاليا في فريق الميلان الكبير ولكن في أسوأ أحواله، كما ظهر أول أمس أمام سمبدوريا، ولو لعب لبايرن ميونيخ مثلا لحلم بالجائزة، وفوزي غولام كان مدافعا من أحسن ما هو موجود في القارة الأوروبية ولكنه ضاع مع الإصابات وربما انتهى مشواره للأبد، كما أن اللاعبين -الذين ترددوا في تقمّص ألوان “الخضر” وبقوا تابعين لأوروبا في فترة تألقهم- حرموا أنفسهم وحرموا الجزائر من الكرة الذهبية، ومنهم علي بن عربية، وغيرها من الأمور وعلى رأسها تألق الأفارقة من زمن عبد الرزاق الغاني إلى ساديو ماني السنغالي ومرورا بروجي ميلا والحارس نكونو وإيتو من الكامرون ودروغبا ظاهرة كوت ديفوار.
ب.ع

مقالات ذات صلة