-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ثمار “الشان”

ثمار “الشان”

مهما كانت نتيجة المباراة النهائية الفنية، التي ستُلعب مساء السبت، بين السينغال والجزائر، ضمن منافسة كأس إفريقيا للمحليين، فإن التقييم ضروريٌّ لمعرفة المكاسب المحققة من بذل الجزائر من مال وتنظيم، لأجل إنجاح منافسة رياضية استقبلتها المدن الأربع الأكبر في الجزائر، وساهمت الجماعات المحلية والمواطنون في إنجاحها، فشدّت إلى مبارياتها الرحال، من كل فئات المجتمع في أجواء عائلية معجونة بالوطنية والأخلاق.

لا يكون التقييم من الناحية المادية أو من ناحية الأهداف المرجوة من إنجاح مثل هذه التظاهرات، كالاستثمار في إمكانية احتضان منافسات عالمية أهم من هذه المنافسة البسيطة، ولكن في تفاعل الجزائري مع مثل هذه التظاهرات، لأنه من غير المعقول أن نجد بعد أسبوع من نهاية كأس إفريقيا للمحليين، زُحاما أمام أكشاك بيع تذاكر مباريات الكرة، في الحراش وخنشلة والشلف، وشغب في بقية الملاعب، وكلام قبيح يطلق في حقّ أمهات حرّاس المرمى والحكام والإداريين، وعدم التفكير الجدي في استعمال تقنية “الفار” في مباريات الدوري الجزائري لتفادي الشغب، والعودة إلى طريقة إخراج المباريات تلفزيونيًّا، إذ تضيع الفرص والأهداف خارج تغطية التلفزيون مضرّة بالأبصار.

لقد كانت “الشان” خطوة هامّة في رحلة الألف ميل نحو تنظيم محكم للُّعبة الشعبية في الجزائر، التي تكاد تحتكر تاريخ أفراحهم وبهجتهم، من خلال احترام المتفرِّج، وهو أهم حلقة في اللعبة، بتوفير الظروف الملائمة لاستقباله، بعيدا عن زحام بيع التذاكر والدخول إلى الملعب، وانتهاء براحته خلال أطوار المباراة، ومن غير اللائق أن نعود إلى الصفر، بعد أن مدَدنا أول خطوة، مباشرة.

لقد كانت للجزائر تجارب قديمة فاشلة في احتضان مختلف التظاهرات، كان بعضها مضيعة للمال والوقت والجهد، مثل تظاهرات عواصم الثقافة العربية والإسلامية في الجزائر العاصمة وقسنطينة وتلمسان، فما إن انتهت حتى عادت حليمة وأخواتها إلى عاداتهن القديمة في النوم العميق، ولم تتحرَّك الثقافة خطوة من هذا البذل المالي الغزير، كما نظمت الجزائر في بداية الألفية الجديدة مهرجانا للطلبة والشباب العالمي، حضره من تبقى من شيوعيي العالم، وقيل حينها على لسان وزيرة الثقافة السابقة خليدة تومي، إنه سيكون فتحا سياحيا كبيرا، ولم يتغير الحال مثله مثل تظاهرات الثقافة، إن لم يكن قد ازداد ركودا.

عندما تم تدشين ملعب نيلسون مانديلا، قال رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إن هذه الملاعب هي لخدمة الشباب الجزائري، ووعد بملاعب مماثلة في بشار وورقلة وقسنطينة وغيرها، من أجل الرقيّ بالرياضة والتأسيس لتقاليد كروية جديدة، يشارك فيها الرياضيُّ والمواطن ويشاركون في النجاح والفائدة، وما عدا ذلك فإن ملعب نيلسون مانديلا سيكون مصيره مثل قاعة زنيت قسنطينة مثلا، التي صارت تُستعمل لتجميع الحجّاج ولتنشيط التجمعات السياسية، وسيتذكر الناس أن ملعب مانديلا شهد حضور والدة مجيد بوقرة في مباراة كرة، كانت في السابق وقد تبقى ممنوعة على الأمهات والعائلات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!