-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ثمار بطولات القسّام

ثمار بطولات القسّام

لا نشك في أن الاعترافات الأوربية المتهاطلة مثل الغيث النافع بالدولة الفلسطينية، ليس لها تفسير آخر، غير ثمار المقاومة، أمّا أن يتبنى النائمون والمطبّعون والمتجمّدون هذه الصحوة الأوروبية، فتلك خيانة أخرى للثمار، بعد خيانة الغرس الثوري الطيب.
بعي ا عن ساحة الوغى، حيث مازال الصهاينة في “شهرهم الثامن” على مقربة من “التاسع”، ينتظرون “جنين” أهدافهم المعلنة، ومازال المقاومون يصنعون المجد، فإن ما تحقق خارج خطوط النار من انتصارات معنوية وسياسية كبيرة، وأهمها كشف الوجه الوسخ للكيان وأذياله من دول ومطبّعين، هو قطف مبارك لما زرعه طوفان الأقصى.
قبل السابع من أكتوبر، لم تكن فلسطين أكثر من دولة في مخيال الشرفاء، ونسيا منسيا في العالم، بينما لعب الصهاينة ومن تبعهم على الوقت، لأجل وضعها في الأرشيف والمتاحف، كما هو حال العديد من البلدان وحتى الشعوب، من التي انقرضت بالتقادم. ولكن ثورة السابع من أكتوبر أعادت الإنسانية إلى رشدها، وكشفت الناس على طبيعتهم، بين صهاينة كانوا ينعتون العرب بـ”الحيوانات الضارة”، وبين أمريكيين، اتضح بأن وزير خارجيتهم يهودي، ورئيسهم يرضع على كِبره من “البزازة” الصهيونية.
ومدّت المقاومة بأدائها النبيل والشريف، وصمود شعبها الذي لم يجد من غذاء غير حبّة بصل يتقاسمها أفراد الأسرة، وَمَضاتها، إلى جنوب القارة الأمريكية وشمال أوروبا وجنوب إفريقيا، وأسقطت أمام مرآى العالم، هذا القناع عن القناع الذي كان يُخفي بشاعة الكيان المحتلّ، ومن راهنوا عليه، ليُبقيهم في الشرق الأوسط والخليج العربي “بوليس” منطقة، إلى ما لا نهاية.
عرف الإنسان منذ القدم بأن الحرب المصيرية، هي معارك متعددة، وليس بالضرورة أن تكون عسكرية فقط، وأي انتصار في معركة سلميا أو سياسيا أو اقتصاديا أو عسكريا، برغم فاتورة الدم والقهر والجوع، هو استثمار لانتصارات أكبر، وكل هذه الانتصارات في محكمة العدل الدولية وفي مجلس الأمن وفي قلب القارة الأوروبية، حيث ترعرعت الصهيونية، هي بشائر الانتصار القادم لفلسطين.
في غزوة مؤتة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي أول معركة للمسلمين، خارج بلاد الحجاز، وجد خالد بن الوليد نفسه مع جيش من ثلاثة آلاف مجاهد بالأردن، في مواجهة جيش من الروم، مكوّن من مائتي ألف مقاتل، وراح خالد يتابع المعركة، وقادتها الكبار يستشهدون من زيد بن حارثة إلى جعفر بن أبي طالب إلى عبد الله بن رواحة، وجنودها يُقطفون بالسِّهام والرماح والمنجنيق، فتدخَّل خالد ورفع راية الجيش المسلم وقام بالانسحاب الشهير الذي وضعه في فوهة منتقديه من عرب وعجم، ولكن خالد ما التفت إلى أحد، واعتبر المعركة جزءا من حرب أكبر، إلى أن قاد بعد أشهر من وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم الجيوش المسلمة وقوامها ست وثلاثين ألف مجاهد، في معركة الروم في أقوى معارك المسلمين على الإطلاق في مواجهة ربع مليون مقاتل، وحقق حينها انتصارا كبيرا في حرب مصيرية، هي ما أوصلت الإسلام إلى سوريا وفلسطين والأردن إلى أن دقّ أبواب تركيا وبلاد آسيا قاطبة، قاطفا أطيب الثمار.
لقد أسّست حماس بيتها الجهادي والأخلاقي والحضاري على التقوى من أول يوم، لأجل ذلك جاءت الثمار من كل جهة، برغم ما أدمى الجني من يد قاطفيه، بارتقاء عشرات الآلاف من الشهداء وتداول العائلات المحاصَرة على حبة بصل واحدة.
يقول ابن الوردي:
إنما الورد من الشوك وما ينبت النرجس إلا من بصل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!