جواهر

جارتي المطلقة استدرجت زوجي للخيانة

جواهر الشروق
  • 55328
  • 55
ح.م

تزوجت منذ 24 سنة، فأنا أم لأربعة أطفال أكبرهم 23 سنة وأصغرهم 12 سنة، اكتشفت أن زوجي يخونني مع جارتنا، فهي مطلقة وأم لطفل، وعند مواجهته بعد اكتشافي لرسائل عبر الواتساب أنكر بشدة، وبعد مرور ما يقرب عن ستة أشهر من هذا الإنكار وجدت على هاتفه رسالة بها كلمة “حبيبتي” أرسلها إليها ونسي أن يحذفها، فقد اعتاد على حذف كل الرسائل والمكالمات بينهما حتى لا أجدها، فاعترف لي أنه لا يعلم كيف حصل ذلك، قال لي أنه تعلق بها وأنه يحبها، وزاد على ذلك أنه يحس أن ذلك ليس عادياً، بحيث كان يقوم بعدة أشياء (حسب أقواله) دون أن يفكر، وتأتي عليه لحظة يندم فيها على ما يفعل، ويحاول أن يقلع عن ذلك لكنه لا يستطع.

كان سبب علاقته بها هو تدخله لديها، فصديقه الذي أعجب بها عند رؤيتها خلال زيارته لنا في أحد الأيام، وعندما علم أنها مطلقة وأم رفض الارتباط بها مما جعلها تلح على زوجي حتى وقعت الفاس في الرأس، لم أطلب الطلاق مخافة على أبنائي ونفسيتهم، لكن حالياً لا أستطيع أن أنسى ما قام به زوجي، ما صرح به لي، رسالته على الجوال، لا أنقطع على التفكير في ذلك، أعيش معه وأنا أنافقه، أتعذب يومياً من التفكير بذلك، وعندما أصادف هذه المرأة في الشارع أجرح من جديد، فعلى ما يبدو أنه قطع الاتصال بها منذ اكتشافي للأمر، وكما أخبرني أنه لم يقع معها في الزنا، لكن هل كف عن التفكير بها؟ لو كان يحبني ما فعل ذلك؟ لو كان يحترمني ما فعل ذلك؟ أسئلة لا زالت تؤرقني.. أرشدوني جزاكم الله عني كل خير. 

المجروحة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرد:

السلام عليكم أختي الفاضلة 

أهلا وسهلاً بك على صفحات جواهر الشروق، والله أسأل أن ييسر لك أمرك كله للخير، وأن يديم بينك وبين زوجك السكن والمودة والرحمة، وأن يديم عليك استقرار أسرتك.

الخيانة من أعظم الآفات التي تدمر الحياة الزوجية، وبالتأكيد الاختلاط والتواصل بين الرجل والمرأة خارج حدود الشرع يسبب ما حدث.

أحييك بشدة على حكمتك في عدم هدم بيتك وأسرتكِ، فهذا ما تريده من تتواصل مع رجل في الحرام،  لكن لتعلمي أن الله يغفر الذنوب جميعاً، فلماذا لا تغفرين أنت؟؟ استرجعي زوجكِ، وكوني له عوناً على التوبة، وجددي حياتك الزوجية. 

لكن يجب أن تتأكد قناعة عند كل الزوجات أن الله تعالى  خلق الرجال يميلون للنساء، وهذه فطرة خلقهم الله عليها ولا نستطيع أن نلومهم عليها، وخلق بعض الرجال يميلون لأن تكون معهم أكثر من زوجة، لكنه عز وجل وضع محاذير وفي نفس الوقت حلل التعدد لأجل ذلك، قد نجد في بعض الأحيان أن الأمور اختلطت من البداية، فالزوجة قد تطلب الطلاق إن تزوج زوجها الذي هو بحاجة شديدة للزواج الثاني، فيضطر أن يخفي عليها رغبته في الزواج، أو يقع في الحرام لا قدر الله. 

لا أدافع عن زوجك أبداً، فلا يبدو من رسالتك أن لديه دافعاً أو رغبة ملحة للزواج مرة أخرى، وحتى إن كان فالعلاقة الحرام لا يعذر عليها أبداً،  لكن يجب أن تتحدثي معه وتتفهمي دوافعه لما حدث، وإن كان ينقصه شيء في علاقتكما فيجب أن تنتبهي له، وإن كان لديه رغبة في التعدد والتي قد تسبب أن يقع في الزنا لا قدر الله، فلا تكوني سبباً في هذا الإثم واحتسبي أمرك لله تعالى واتركيه يتزوج، طاعة الله يا سيدتي هو قمة الانسياق لله حتى لو في غير رضاك، وهذا من ابتلاءات النساء والتي تدخل بها الجنة، فإذا خيرتي بين رجل في الدنيا – بتمسكك به ورفضك أن يتزوج أخرى-  وبين الانسياق لأمر الله والفوز بالجنة، هل تكوني بلهاء وتختارين هذا الرجل؟؟ 

لا تتركي للشيطان سبيلاً لأن يكدر عليك حياتك خاصة وأن لديك عبء كبير في تربية الأبناء، وهم بحاجة لأب في حياتهم وأسرة سوية مستقرة، حتى لو أخطأ هذا الأب، واحمدي الله عز وجل أنه لم يقع في الزنا.

 تحدثي مع زوجك وتفهمي الأمر، وإن كانت مجرد معصية وتاب عنها، فاجعلي قلبك أبيضاً وسامحيه، وابدئي معه حياة جديدة.

قد تكونين انشغلت في حياتك مع الأبناء وقصرت في حقه وهو لم يلومك أو يلفت نظرك، تحدثي معه لتفهمي سبب ما حدث، وإن تستطيعين أن تنقلي سكنك بعيداً عنها ليطمئن قلبك فسيكون أفضل، فكونها أمامه ليل نهار قد يعاود الأمر، وهي إن كانت على الفطرة السليمة لكانت تزوجته في الحلال، ولما قبلت منه كلام الحب في الحرام، أو دفعته لذلك.

تمنياتي لك بالسعادة والتوفيق  

للتواصل معنا:

fadhfadhajawahir@gmail.com

مقالات ذات صلة