الجزائر
بينهم كمال صنهاجي وإلياس زرهوني

جامعات عالمية تدعّم علماء جزائريين والجزائر تتجاهلهم!

الشروق
  • 6413
  • 23
ح.م
تصريحات الطاهر حجار حول جائزة نوبل تصدم الجزائريين

نزل كلام السيد الطاهر حجار وزير التعليم العالي، عن جائزة نوبل وانعدام الفائدة القومية من الحصول عليها، مثل الصاعقة على الجزائريين، الذين شعروا بأنهم ينتمون لبلد لا يشبه بقية البلدان التي تحتفي بأي فرد منها، يحصد هذه الجائزة الكبرى، وكأنه فاتح أو ملك الملوك، كما فعلت باكستان مع الفيزيائي محمد عبد السلام سنة 1979 عندما أهدت للعمال يوم راحة مدفوع الأجر، وكما فعلت مصر مع الكيميائي أحمد الزويل الذي أحرز جائزة نوبل في سنة 1999 أو كما تفعل إسرائيل مع العلماء اليهود، الذين أحرزوا هذه الجائزة بالرغم من أنهم يعملون لمخابر أجنبية ويحملون جنسيات غير إسرائيلية.

ولم تكن الجزائر بعيدة أبدا عن جائزة نوبل، فالتاريخ يشهد بأن بعض العلماء الكبار حصلوا على الجائزة، وكانوا يعيشون في أرض الجزائر وأهمهم الطبيب ألفونس لافران الذي عمل في مستشفى قسنطينة التي هاجر إليها من فرنسا، وساعده طاقم من الباحثين الفرنسيين والجزائريين لأجل حصد جائزة نوبل في الطب في سنة 1907، لكن الغريب هو أن الجزائر تبرّأت منه، وهو الذي عاش في الجزائر أكثر من فرنسا، وفي قسنطينة لا يوجد حاليا أي أثر لهذا العالم العالمي، وحتى المؤسسة التعليمية التي كانت باسمه، تم تحويل اسمها إلى ثانوية الحرية ولا يوجد في متحف سيرتا ولا متحف باردو أثر لرجل عالم ترك مخبرا وحافلة كان ينقل بها طاقمه الطبي، واختفت منذ حوالي ربع قرن بعد أن كانت مركونة في قلب حي المنظر الجميل!

وحتى الأديب آلبير كامي الذي ولد سنة 1913 في مدينة الذرعان بولاية الطارف حاليا، وكانت غالبية كتاباته الشهيرة بالحبر الجزائري، ومنها على سبيل المثال، رائعة الطاعون والسقوط والغريب، تصرّ فرنسا على أن جائزة نوبل في الآداب، التي تحصل عليها في سنة 1957 ملك خالص لها، ولا تجد أي اعتراض من الجانب الجزائري، وحاول الفيزيائي الفرنسي كلود كوهين طنوجي وهو من مواليد مدينة قسنطينة في سنة 1933 ومن المتمدرسين في مختلف الأطوار بمدارسها، بعد حصوله في سنة 1997 على جائزة نوبل في الفيزياء، زيارة جامعة منتوري بقسنطينة، ولكنه ووجه بتعامل بارد ولامبالاة وأحيانا بالرفض بحجة أنه يهودي، فصار فرنسيا خالصا كما كان غيره، وهذا من دون التطرق إلى ما يقدمه الجزائريون حاليا للعلم في فرنسا.

وفي المقابل، يضع الأمريكيون كل إمكانياتهم أمام العالم الجزائري ابن ندرومة إلياس زرهوني مدير معاهد الصحة الوطنية الأمريكية، لأجل مزيد من العطاء ولأجل حماية علماء المستقبل، وتراهن فرنسا على البروفيسور كمال صنهاجي لاكتشاف مصل السيدا والحصول على جائزة نوبل في الطب، وقد وضعت الفريق العلمي بمركز الأبحاث الطبية في مدينة ليون الذي يقوده كمال صنهاجي كأمل البشرية في القضاء على السيدا، عبر العلاج الجيني وليس العلاج الطبي أو اللقاح ضد المرض، وهو ما جعل الكثير من الجزائريين يحلمون في أن لا ينتهي مشوار البروفيسور العالمي كمال صنهاجي الطبي، إلا بحصوله على جائزة نوبل في الطب، خاصة وأن الفريق الطبي الذي يعمل معه، سبق له وأن حصل على جائزة نوبل في الطب عام 2008 بقيادة لوك مونتانيي كما دعمت فرنسا، في السابق الراحل محمد ذيب ومن بعده الراحلة آسيا جبار لأنهما يكتبان بلغتها من أجل الحصول على جائزة نوبل في الآداب، ووجد المخترع الجزائري محمد بناط، ابن الشلف كل الدعم في اليابان لأجل حصد أكبر الجوائز التي تفتخر بها اليابان التي تدرك بأن 70 بالمائة من العلماء الذين حصدوا جائزة نوبل لصالح الولايات المتحدة ليسوا من أصول أمريكية.

في كل بلاد العالم تعتبر جائزة نوبل هي قمة الجوائز، بل إن دول أمريكا الجنوبية دعت لاجتماع طارئ، لأجل تغليب العلم والأدب على كرة القدم وسط شعوبها وذكّرت بكل من فازوا بها في ميدان الأدب مثل الغواتيمالي ميغل انخل استورياس والشيلي بابلو نيرودا والكولومبي غابريال ماركيز، معتبرة إياهم أحسن من ميسي ونايمار وكافاني، ووجدت المبادرة دعما من السلطات ومن الشعوب.

مقالات ذات صلة