جامعو الخردة يرتكبون جريمة في حق التاريخ بوهران

لم يتوقع أحد أن تصل جرأة لصوص الحديد وجامعي الخردة بوهران، درجة تخريب معالم أثرية، عمرها أكثر من 70 سنة، ويتعلق الأمر بالواقيات الحديدية لواجهة البحر، التي شيدها الاستعمار الفرنسي سنة 1950، كي يستطيع زائرها أن يطل على البحر مباشرة من الطريق العلوي، واليوم، تعرضت عدة أجزاء حديدية منها للسطو والتخريب على أيدي مجهولين أقدموا على انتزاع هياكل حديدية من أجل بيعها في سوق الخردة، غير مبالين بحجم الجرم المرتكب، خاصة أن تلك الواقيات تحمل دلالة تاريخية ثمينة، ولا يمكن تعويضها، وحتى وإن تم ذلك سيظهر الخلل والتباين جليا.

وبحسب رئيس لجنة حي ميرامار، السيد عجرودي عبد اللطيف، الذي فجر القضية، فإن عملية النهب والاستحواذ على تلك الواقيات الحديدية، تكون قد وقعت على فترات متباعدة من أجل إبعاد أعين الرقابة، أين توجه هؤلاء المجرمون مباشرة إلى الأجزاء العلوية من الحواجز الحديدية، التي يسهل اقتلاعها ويتم الحصول عليها باستعمال وسائل بسيطة، وتجميعها في عربات يدوية والفرار نحو وجهة مجهولة من أجل إعادة بيعها، ولم تنته جرائم لصوص الحديد عند هذا الحد، بل زحفوا نحو سوق “ميشلي” بوسط المدينة، الذي لا يبعد كثيرا عن الموقع المستهدف، أين تم اقتلاع سبائك حديدية تحيط بالأشجار، لمنع تسلل الشوائب والقاذورات وتسهيل مرور مياه السقي، وهي أيضا مصنوعة من مادة الحديد الجيد، ما جعلها محل أطماع عصابات الخردة الذين أعلنوا الحرب على كل ما هو جميل ونفيس، ولم تنته الحكاية الحزينة عند هذا الحد من الإجرام كذلك، بل تم تسجيل عملية سطو أخرى على مستوى حي العقيد لطفي، وغير بعيد عن مكان إقامة فعاليات ألعاب البحر المتوسط، على يافطة مكتوب عليها عبارة “أحب وهران” باللغة الفرنسية، تضيء ليلا وزادت المكان رونقا، حيث إن أيادي العبث قامت بنزع بعض أجزائها من أجل بيعها في سوق الخردة، الأمر الذي يستدعي التدخل العاجل والصارم قبل أن تحدث الكارثة العظمى.

من جهة ثانية، أفادت مصادر من بلدية وهران، بأنه تم فتح تحقيق في القضية، من أجل تحديد هوية الفاعلين ومعاقبتهم بقوة القانون، بالرجوع إلى تسجيلات الكاميرات، واستغلال كل الوسائل المتاحة لتحقيق ذلك يقول نفس المصدر.