الجزائر
رغم غياب ما تستحقه من منشآت فندقية وقرى سياحية لاستقطاب الأجانب

جبال الآهقار بتمنراست … مقصد الآلاف من السياح للاحتفال برأس السنة الميلادية

أمين بلحية
  • 6588
  • 4
ح.م

من النادر أن تعبر مدينة جزائرية دون أن تصادف محطات تاريخية… فكيف لو كنت بالجنوب الجزائري المفعم بالزخم الثقافي والحضاري الذي يعود بك إلى قرون غابرة… فكلما ابتعدنا نحو الجنوب، كلما لامست العيون سحر الصحراء بمعالمها الطبيعية، ولعل أبرز تلك المناطق جبال الآهقار التي أضحت وبمجرد نهاية السنة الميلادية 2018 ودخول العام الجديد 2019، محجا لآلاف السياح من داخل وخارج الوطن.
وتقع جبال الآهقار في ولاية تمنراست، أقصى الجنوب الشرقي الجزائري وفق تشكيلات جبلية بركانية أكل عليها الزمن، فزادها بهاء، وهي تبسط ظلالها على مساحة تعادل ربع مساحة الجزائر ككل. وتقول الدراسات الأثرية إن هذه الجبال تعود إلى أكثر من مليون عام، وهو ما تجسده تلك الجداريات الصخرية القديمة التي تؤكد على أن حضارات مرّت من هنا وأقواما عمروا هنا أيضا…

أجمل غروب شمس في العالم

الزائر إلى مدينة تمنراست يجب عليه ألا يفوّت فرصة التمتع بمنظر جمال شروق وغروب شمس على المعمورة، وذلك في منطقة الأسكرام التي تتميز بجبالها الفريدة والبديعة في تركيبها، حيث يبلغ علو جبل الأسكرام حوالي 2000 متر، وهو يعتبر مقصدا مهما للسياح، ذلك أنه يشكل لوحة فنية رائعة يمتزج فيها شموخ الجبل بصفاء الرمال وروعة السماء عند الغروب… هنا امتداد لا متناه من الرمال الذهبية، وصمت الطبيعة وهيبة المكان أمام روعة وجمال هذه اللوحة الفسيفسائية النادر وجودها في أي مكان في العالم.
الرحلة من مدينة تمنراست إلى الاسكرام، تستغرق حوالي ساعتين من الوقت على مسافة تقدر بنحو 80 كلم من خلال طريق غير مرصوف، تتخللها مشاهد في منتهى الروعة، وقد يشد ناظريك أشكال جبلية مختلفة تشبه الأسود والفيلة والأسماك… هنا تتجلى لك قدرة الخالق في رسم روعة الكون.

السياحة الصحراوية… إلى أين؟

يرى الناشط في مجال السياحة الصحراوية الأستاذ محمد صبحي، أن السائح الأجنبي تهمه الصحراء بالدرجة الأولى، والجزائر غنية بصحراء شاسعة رملية وصخرية، وواحات وفولكلور وتقاليد أصيلة، وآثار تخلد من سكنوا فيها منذ القدم، غير أن غياب منشآت فندقية ـ يضيف الأستاذ صبحي ـ يبقى أحد معوقات استقطاب أكبر عدد ممكن من السياح الأجانب، وهو ما يستدعي حسبه تشييد عشرات الفنادق والقرى السياحية في الصحراء، وتشجيع الأنشطة الترفيهية والرياضية كالتزحلق على الرمال والألعاب التقليدية الصحراوية وسباق الجمال، مع تطوير النقل بمختلف أنواعه، ودعم الصناعات الحرفية والتقليدية، لتصبح السياحة نفط الصحراء، وتساهم بشكل كبير في بناء اقتصاد الوطن كقطاع بديل عن المحروقات.

وزير السياحة عبد القادر بن مسعود: ”الشروع في إنجاز أكثر من 100 فندق في الصحراء الجزائرية ”

هذا وكان وزير السياحة والصناعات التقليدية عبد القادر بن مسعود، قد كشف في وقت سابق أن وزارته، وبغرض تطوير السياحة الصحراوية، كانت قد شرعت مؤخرا، في وضع برنامج تنموي في منطقة الهقار واستغلال اتساع مساحتها وتنوع مقوماتها الطبيعية والبشرية والثقافية، لتجعل منها قطبا سياحيا هاما، وهذا بتقديم مختلف التسهيلات للمستثمرين، لإنجاز الفنادق السياحية، إذ بدأ العمل على إنجاز نحو 1400 مشروع سياحي و100 فندق في الصحراء الجزائرية، ضمن خطة تم إطلاقها، وتمتد إلى عام 2030 لإنعاش السياحة، حيث يتوقع أن تستقبل المنطقة بعد توفير هذه المرافق السياحية أكثر من مليوني سائح في العام.

مقالات ذات صلة