جثمان المحامي جمال شاوي يوارى الثرى بسكيكدة

شيعت مساء الإثنين، في بلدية السبت، بولاية سكيكدة، جنازة رئيس البلدية والمحامي جمال الدين شاوي، بحضور المئات من المواطنين وزملاء الضحية في مهنة المحاماة وعدد معتبر من منتخبي المجالس الشعبية المحلية والمجلس الشعبي الوطني، الذين حضروا جنازة الفقيد من عدّة ولايات، حيث وروي الثرى بمقبرة البلدية، التي كان المحامي المغدور جمال الدين شاوي قيد حياته يشرف شخصيا على القيام بعدة أعمال تطوعية لتسييجها وتنقيتها من الحشائش والأشواك، لتحتضن جثته الثلاثاء.
وكان المحامي جمال الدين شاوي قد اختفى ليلة السبت إلى الأحد ما قبل الماضي، في ظروف غامضة، بعد أن خرج من منزله العائلي متوجها إلى الحمام، إلاّ أنه لم يرجع تلك الليلة، ما أثار خوفا لدى عائلته، التي قامت في اليوم الموالي بإبلاغ الأجهزة الأمنية باختفائه، خاصة وأن هاتفه ظلّ مغلقا طيلة الليل وحتى صباح اليوم الموالي، ليتم اعلان حالة استنفار قصوى وسط سكان بلدية السبت والمصالح المعنية تتقدمهم مصالح الحماية المدنية، التي قامت بعدها بنصب قاعة عملية للتنسيق والمتابعة لعملية البحث التي شارك فيها العشرات من المواطنين، والأجهزة الأمنية المختلفة، من خلال تمشيط المناطق المحتمل أن يكون فيها جمال.
ومع مرور الأيام ازدادت المخاوف من إمكانية تعرضه لمكروه، خاصة بعد العثور على بعض الوثائق ومحفظة الضحية مرمية بنواحي منطقة عين بوزيان المتواجدة على الحدود بين ولايتي سكيكدة وقسنطينة، ثم العثور على مركبته التي كان على متنها من نوع قولف الجيل السابع متفحمة بالخروب في ولاية قسنطينة.
كما تم العثور على بعض ملابسه وربطة عنقه مرمية على جانب الطريق بين سكيكدة وقسنطينة. ومع مرور الأيام ارتفعت حدّة الخوف لدى الأهالي وعائلة الضحية وتم تسخير إمكانات أكبر وتجند أكبر عدد من المواطنين في عملية البحث، قبل أن تنتهي رحلة البحث بخبر مفجع، بعد قيام أحد المواطنين ليلة الإثنين إلى الثلاثاء وفي اليوم العاشر من اختفاء المحامي، بقرية التوميات ببلدية الحروش، بإبلاغ مصالح الدرك الوطني، بعثوره على قبر حديث في أرضه المقابلة للطريق السيار شرق غرب شطر ولاية سكيكدة.
وبعد تنقل أفراد فرقة الدرك الوطني برفقة وكيل الجمهورية لدى محكمة الحروش لمعاينة المكان، تبين بأن القبر دفنت فيه جثّة رئيس بلدية السبت المحامي جمال الدين شاوي، والذي تم التعرف عليه في عين المكان، ليتم تحويل جثته إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى الحروش.
من جهته كشف إبراهيم بوسالم، النائب العام لدى مجلس قضاء سكيكدة الثلاثاء، أن المحامي جمال الدين شاوي تعرض لطلقة نارية على مستوى الراس، كانت السبب في وفاته، وأضاف البيان أن باقي الجسد لا توجد عليه أي آثار للعنف.

بيانات استنكار ووقفات احتجاجية
أصحاب الجبة السوداء ينددون باغتيال جمال الدين شاوي
خلّفت جريمة قتل المحامي جمال الدين شاوي، رئيس بلدية السبت بولاية سكيكدة، عدّة ردود أفعال في أوساط أصحاب الجبّة السوداء الذين حزنوا لرحيل زميلهم بتلك الطريقة الوحشية، واستنكرت منظمة المحامين لناحية قسنطينة بمجالسها الاربعة “العمل الجبان والهمجي” الذي تعرض له المحامي ورئيس بلدية السبت، بولاية سكيكدة، الأستاذ جمال الدين شاوي الذي عثر عليه جثة هامدة بقرية التوميات، ببلدية الحروش، جنوب ولاية سكيكدة الاثنين الماضي، بعد 10 أيام من اختطافه، ونظمت وقفة تنديد عبر جميع المجالس القضائية الأربعة لمدة ساعة واحدة بداية من الساعة العاشرة إلى غاية الساعة الحادية عشرة صباحا، إضافة إلى تأجيل جميع الأنشطة الرياضية والثقافية المقررة نهاية هذا الأسبوع إلى وقت لاحق.
كما نظم صبيحة الأربعاء، محامو ولاية تيزي وزو، وقفة تنديد وترحم على روح زميلهم الذي تعرض لعملية اغتيال وحشية بولاية سكيكدة. أصحاب الجبة السوداء الذين نظموا وقفتهم الاحتجاجية على مستوى مجلس قضاء تيزي وزو، أعربوا عن استيائهم من العملية الوحشية التي أودت بحياة المحامي المغدور “جمال الدين شاوي”.
واعتصم الأربعاء، المئات من المحامين التابعين لمنظمة المحامين لناحية وهران بمختلف محاكم مجلس قضاء وهران والمحاكم التابعة له، وعلقوا كل نشاطاتهم المهنية، في رسالة تضامن ومؤازرة موجهة لعائلة الراحل المغدور المحامي “شاوي جمال الدين” وفي حدود العاشرة صباحا، خرج المحامون من جلسات المحاكم، والقطب الجزائي، ومجلس قضاء وهران، ومحكمة أرزيو وغيرها، منددين بالجريمة التي طالت زميلهم الراحل جمال الدين، ولم يقتصر الأمر على المحامين فقط، بل شاركهم في الوقفة الاحتجاجية حتى بعض القضاة، في خطوة تضامنية مع زميل المهنة.
وعبر نقيب المحامين لولاية وهران، عن صدمة الجميع، لهذه الفاجعة التي ألمت ليس بعائلة المغدور فقط، بل بكل من يحمل الجبة السوداء، ويدافع من أجل نصرة المظلومين، مقدما تعازي النقابة لعائلة المرحوم الأستاذ جمال الدين شاوي، وكل محبيه، وسكان ولاية سكيكدة، مطالبا في الوقت نفسه المصالح المختصة، بضرورة تكثيف الجهود من أجل إماطة اللثام عمن سولت لهم أنفسهم ارتكاب هذا الجرم المشهود، ومعاقبتهم بأقصى العقوبات، لأن الأمر خطير ويمثل تعديا واضحا على أنبل مهنة.
في حين ذكر بعض المتدخلين خلال نفس الوقفة التي شهدها مجلس قضاء وهران، بمناقب الراحل خاصة مؤلفاته الثرية التي نفض عليها الغبار مؤخرا، ما يبين مدى قيمة الرجل في ميدان المحاماة التي عشقها حد النخاع ولم يستغن عنها رغم انشغالاته الكثيرة.