-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
من بعيد

جدران العرب.. بنيت في القلوب أوّلا!

جدران العرب.. بنيت في القلوب أوّلا!

كلّما عمّت الفوضى و توتّرت العلاقات بين الدول العربية، وطغى عليها الفعل السيّئ لدرجة الحرب أحيانا بسبب حدود رسمها الاستعمار القديم، لجأت الشعوب العربية إلى البحث عما ينجيها من واقعها المرير، وغالباً ما تنتهي إلى القول: إن العوامل المشتركة بيننا كثيرة، من أهمها: الدين، اللغة، التاريخ.. أواصر القرابة والدماء، ولا تتطرّق ـ ولو من باب التذكير ـ إلى خصوصية كل دولة من خلال اختلاف الأنماط الثقافية والعادات الاجتماعية، ناهيك عن تعدد الألسن داخل المجتمع الواحد.

  •  
  •  التركيز في حديثنا على المشترك، خصوصا في أوقات الأزمات أو كلما أحدث غيرنا تغييرا في حياتهم وحياتنا، يمثل حالة من التطلع على ما يجب أن تكون عليه أوضاع العرب، ويتم هذا من خلال استرجاع ماضي الحياة المشتركة، ولكن هيهات أن يكون لحاضرها وجود، ومادام هذا لا يحقق لنا ما نصبو إليه، فالأفضل والأيسر لنا أن نبحث عن المشترك في الفساد والخلافات وسوء التسيير وصنميّة كثير من الحكام، ووثنّية السياسة والإعلام.
  •  
  • الملاحظ أن اسم العرب في زمن الفساد يأتي ذكره خجلاً لدرجة تستحي دوله ُمن الاقتراب منه، باعتباره منطقة محظورة، ملغمة، كل ما فيها يؤدي إلى الهلاك، تتساوى في ذلك الدول العربية التي اختارت عدم الانتماء للعرب إسما، مثل موريتانيا والجزائر، أو الأخرى التي حملته عنوانا لها، كما هي الحال بالنسبة لمصر والسعودية، وفي لغة الخطاب العالمي، العرب هي جغرافيات لمناطق ثلاث: شمال أفريقيا، الشرق الأوسط، الخليج العربي، وهنا تنسب إليه العرب في الجلسات الخاصة لعائلات عربية هنا وهناك، حلّ في دارها العجم وأبعدوها في ظل شعوبية جديدة تأتي هذه المرة باسم العولمة، ومن أجل البقاء والتقرب من الآخر يتخلى صنّاع القرار فينا عن الانتماء لصالح البقاء في الحكم.
  •  
  •  هكذا تتراءى أمة العرب من بعيد، ضمن تاريخ لم يعد إلا في الكتب والسجلات، معظمه طواه النسيان، ومن قريب، مشاهدها الراهنة مجرّد تقسيمات جغرافية لكيانات مهمّشة.. ولا شك أن هذا الوصف يدركه خاصة القوم وعامّتهم، ولكن لسان حالهم يقول: ليس في مقدور أحد منّا التغيير، وهذا ليس صحيحاً إلا إذا استدعينا من التاريخ الجماعة المؤمنة الأولى، لكن تجارب ما بعد الخلافة كلها تسجّل أدوار أفراد تبعتهم جماعات وشعوب.
  •  
  • المدخل السّابق يصل بنا إلى القول: أن التأليف بين قلوب العرب مسألة تقتضيها الضرورة الإيمانية، وحين تحكمنا العصبية أو الوطنيّة الضيّقة أو مصالح سادتنا الّذين أضلونا السبيل ينتهي بنا الأمر إلى مرحلة الفوضى السابقة عن الإيمان أي مرحلة الضلال وساءت سبيلاً .. اليوم، علينا أن نختار بين التأليف بين القلوب طبقاً للقناعة الإيمانية وبين الاشتراك في الحالة الراهنة، مهما كانت نتائجها، على اعتبار أن الخلافات هي المدخل إلى سيادة علاقات متميزة، وبهذا تصبح إقامة الجدران على الأرض نتيجة لما في القلوب نرى تجلياتها على صعيد التخطيط المستقبلي بين اليمن والسعودية من جهة، وبين السعودية والعراق من جهة أخرى، أو بين مصر وغزة قريباً أو بين باقي الدول العربية الأخرى، كما نراها في استمرار غلق الحدود بين الجزائر والمغرب مهما كانت الأسباب، أو التهام دولة خليجية لأراضي جارتها، أو حتى تلك التقسيمات التي نراها في دولة مثل العراق، وفي الغد المنظور في السودان.
  •  
  • الجدران المقامة والمنتظرة ليست بين دولة عربية وأخرى فحسب، ولكنها داخل كل دولة، نعيشها فعلاً وخطاباً سياسياً يومياً، تظهر في فساد الذمم وتهوّر القرارات والتخلّي عن المباديء، وخصوصية الظلم، حتى أن مناطق بعينها في الدول العربية تشتكي مما آلت إليه الأمور، بل هناك أحياء داخل المدينة الواحدة تختلف عن مثيلاتها في مدن أخرى لم تنج منها حتى المدن الخليجية.
  •  
  •  جدران الأرض الممثّلة في الحدود بين الدول العربية أو تلك الأخرى التي ستقام قريبا، تكذّب الصورة التي نعمل على الترويج لها ونعتقد أنها الصواب، والقائلة: أن هناك دولاً عربية غنّية وأخرى فقيرة، ودول كبرى وأخرى صغرى، فهذه المقولة تنفع على مستوى التنظير فقط؛ ذلك لأن كل الدّول العربية فقيرة وإن اغتنت وصغيرة وإن كبرت، قياساً لمسألة الوعي فيها ولطبيعة أنظمة الحكم ولانهيار عالم القيم.
  •  
  • لنتعمّق في فهم ما سبق ذكره، علينا أن نقارن أنفسنا بالدول الأخرى، وأهمية الإنسان فيها، ولو أردنا أن نذكر آلاف الأمثلة ما انتهينا، لكن لنتساءل جميعاً وبصراحة: ألم تصغر مصر في خطابها الإعلامي خلال الشهرين الماضيين بسبب هزيمة مفتعلة لشعب حقق انتصارات في ميدان المعارك؟..ألم تصغر الدولة الجزائرية حين لم تهتم بالمجاهدة »جميلة بوحيرد«، التي تمثل ما بقي من الفعل الجزائري في مجال الجهاد؟.. ألم يصغر العراق بأهله حين تحالفوا مع الشيطان لأجل قتل إخوانهم؟.. ألم تصغر القضية الفلسطينية التي جمعتنا وستظل تجمعنا بعد الخلاف بين فتح وحماس؟ وعلى نفس المنوال معظم الدول العربية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
12
  • abdellah

    1-2-vive lalgeri3

  • الرعد

    الي صاحب التعليق 6 والله صدقت ياخوى بيساعدك الجزائرين في تحرير غزة عقب انتهاء كاس العالم ومشا الله يمتلكون اقوى سلاح في العالم الكورة والسب والقذف ورمى المحصنات وانشا الله جريدة الشروق هتحرر فلسطين لانها مدرسة من مدارس الصهيونية وعارفين الفتنة بتعمل كيف ومتدربين عليها افتحوا المعابر للجزائرين سواء في مصر او الاردن او سوريا او لبنان والتاريخ يحكم بينا وبينكم وانصحكم تسعدوا للعودة للفلسطين بعد رجوع المنتخب الجزائري من جنوب افريقيا وهنيها للشعب الجزائري فطوره كورة وعشائة كوره وينام للكورة وان نسيتم شئ مهم جدا ان الجزائر دولة بترولية هل سئلت واهتمت الشروق عن ضياع اموال الجزائر والله الشعب الجزائري مسكين ونا معلوم ان الشروق ما راح تنشر كلمة واحدة من كلامى وهنيأ للفتنة جريدة الشروق وتوابعها المستفيد الاول من الفتنة بعد اسرائيل وايران اما اخوى في فلسطين بكل امانة ما حدا بيمسح دموعك الا كفيك وربي معاك ليوم التحرير

  • احمد يوسف

    انت كاتب محترم وتتحدث بموضوعيه ولكن رجاء مني كمصري مسلم بأحب الجزائر رغم الاساءات التي قرأتها في تعليقكم وكتاباتكم في هذه الجريده رغم كل ما حدث دعونا نترفع عن الصغائر فنحن اخوان نحن المصريرن نحبكم ايها الجزائريون من قلوبنا فانتم اهلنا واخواننا ومن بني جلدتنا والذي يسيئ اليكم يوذينا قبلكم رفقا يا من ترغبون في اشعال الفتنة بين الشعبين قفوا وتوقفوا فما يقربنا اكثر بكثير جدا مما يباعد بيننا ايها العقلاء من الجزائر ايها العقلاء من مصر بالله عليكم تحدثوا ولا تخرسوا انطقوا ولا تصمتوا فانتم مؤثرون في قومكم انزعوا الغل والحقد والحسد والبغض والضجر والكراهيه من قلوب قومكم تجاه اخوانكم مصر ليست بكل هذا السوء مصر ما زال بها بعض الخير مصر بلد الاتقياء والشرفاء وليست بلد عادل امام وفيفي عبده ايها الاخوة الجزائريون الغاضبون وكذا الجزائر هي بلد التضحية والفداء بلد الشهداء بلد العزة والكرامة وكانني عندما امدح الجزائر كانني ابالغ مدح مصر فكلتاهما اخوة وسامح الله من اساء من احبائنا واخوتنا واشقائنا في الجزائر من اساء لمصر اللهم اصلح حال المسلمين ووحد كلمتهم وانصرهم علي اعدائهم ولا تشمت بهم عدوهم ووحد بين المصريين والجزائريون ووفقهم جميعا للصواب يارب من اجل دينك وحد بينهم

  • عماد الدين المغوارى

    أشكر الاخ الكاتب علي المقال ولكن اردته فقط ان انوه لوصف العلاقات العربيه العربيه
    هل العلاقات العربيه هي سورة منزله من القران الكريم
    هل العلاقات العربيه هي من المحرمات التي لا ولن يحق لنا ان نتكلم عنها
    هل العلاقات العربي هي فقط للساده الساسه والمنتفعيين والمرتشيين والقريبين من بلاط الحاكم
    هل من حقي انا وانت كمواطنيين ان نتكلم في هذا المحور الضيق
    لماذا نترك لمفكرينا وادبائنا اصحاب النظره الضيقه بالحديث في هذا الشأن من غير الشعوب المهمشه والتي ليس لها الخيار في حتي وجودها
    ايها الساده نظرة العلاقات العربيه اصبحت ليس لها وجود في زمننا هذا لقد ولي زمن النخوه والاصاله العربيه والتصاق الاخ باخيه وعندنا في الصومال وفلسطين والسودان مايكفي للكفر بالاخوه العربيه والتفكير في شي اخر ماحدث في غزه يجبرني ان اتنكر للاخوه العربيه ومايحدث في الصومال اجد نفسي في وضع مختلف هل افتخر بانني عربي ام افريقي ام لاهذا ولاذاك باختصار شديد اننا سلمنا زمام امرنا لغيرنا وقديما قالوا اذا اردته ان تشبع ان تاكل بيدك ولكننا صرنا ناكل بادى امريكيه واوربيه واسرائيليه في رواية اخرى اتمني من اخوتي هذا اذا كان هناك اخوه ان ينتبهوا ومامسرحية مصر والجزائر علينا ببعيده

  • الشمري الطائي العتيبي التميمي القحطاني

    اخي الكريم كتبت كثيرا وسئلت اسئله نعرفها منذو سقوط الدولة العباسيه وانتهاء فترة الاشعاع الحضاري والتقدم
    بجزيرة العرب والعراق والشام
    وحاضر الامه في الوقت الحالي
    فما الجديد بقولك وماهي الحلول؟؟؟ اذا كنتم انتم تنظرون بعين
    القطريه والعنصريه والعرق فما كان لنا من قوه عندما أرسل
    لنا الله ملك الملوك رسولا منا ونبياً مصدقاً وداعيا لحرية العقل
    ونور الاسلام

    النقطة التي لا افهمها حشرك اكثر دولة متمسكه بالاسلام والسنه النبويه فهو دستورها الاعظم والداعية للسلام وصوت العقل طبعا اقصد السعودية كيف تقول كذا عن ارض انجبت
    ابطال فتحوا بلاد فارس والعراق والشام ومصر والمغرب العربي؟ هل نسيت ابو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي بن ابو طالب رضي الله عنهم
    هل نسيت قادة هم قدوة لنا خالد بن الوليد وسعد بن ابي وقاص
    وعمر بن العاص هل تعلم ياخي الكريم انهم عرب رعاة ابل
    تحرروا من عقدهم والعرقيه المقيته فحرروا العالم العربي
    نحن هنا بالخليج تقدمنا تقدم هاائل جدا ورغم ذلك لانزال متمسكين بحضارتنا وثقافتنا العربيه الجميله وحشمة المرأة
    ورفعتها وعفتها هناك الكثير لكي تكونوا كدول الخليج
    يكفينا فخرا كشعب خليجي يمثل ثلث العرب اي يعني مجموع سكاننا اكثر من 45 مليون نسمه بنينا المدن والمستشفيات العالميه نحن نسير بطريق النجاح والتكامل وتوحيد العمله
    والكهرباء والمواطن الخليجي معزز مكرم
    اتمنى لاشقائي المسلمين والعرب خاصة بالتوفيق والنجاح
    والتمسك بدين الله سبحانه والعمل به لكي يوفقنا الله

  • abdelhamid batna

    لمن تقرأ كتابك ياداوود ، عفوا لمن تكتب مقالاتك يا أستاذ ، يا بطل لقد انفردت في كتاباتك باظهار شخصك ذلك الكاتب الواقعي الذي لا يتأثر بالأزمات العابرة والمحكم للعقل وتدعو من خلالها كتاباتك الى ما نبذه ديننا الحنيف وهو التعصب ، كن عربيا ان شئت والحمد لله فأنت لا تمثلني

  • سيف دمشق المانيا

    نامل ان تساعد الجزائر غزه لانها تعرف الشهيد وقيمة الشهداء

  • صفوت

    اخواني في الجزائر- اذكركم بدعاء جاء في كتاب الله الكريم (ربنا لاتؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا) ودعاءا اخر( ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا)- وهذا ما أقصده يااخواني لا تظلموا كل المصريين بما فعل بعضهم من السفهاء والمنافقين والمستفيدين- لقد افترضتم اننا نكره الجزائر! لا والله لم ولن ننسي دوركم العظيم معنا في حرب 73- وقال بعض السفهاء منا دولة المليون لقيط!! لاوالله بل نعلم انكم دولة اعظم مليون شهيد ومن قال هذا فلا يمثل الا نفسه - وقال البعض منكم اننا نوالي اليهود واطلق علي مصر لقب مصرائيل!!! لاوالله بل نحن قوم نكره الصهيونية اشد الكره ونتمني حربهم في كل زمان ومكان ولو نسيتم انتم كجزائريين ما فعله الفرنسيين من الممكن كمصريين ان ننسي ما فعله العدو الاسرائلي- واذا اقامت الحكومة المصرية جدارا بيننا وبين اخواننا في غزة فليست هذه هي ارادة الشعب المصري والدليل آلاف المعتقلين المصريين في السجون المصرية

  • محمد

    الأستاذ خالد لافض فوك والله لقد عبرت بلسان المسلم العربي الحق فهل من يعي لقد أصبحنا كورة بين أقدام حكام فاسدين يتلاعبون بنا كيفما أرادوا وأصبحنا نخلط بين الحاكم والشعب ولاهم لنا الا تبادل السباب والأتهامات وعلي الشعوب أن تدرك وتعي ما يحدث وتحارب الفساد في أوطنها
    يا شروق انشرى ان كان هناك مصداقية

  • جيهان

    السلام عليكم اتمنى ان ينشر تعليقي هدا ايها الاستاد تغير الانسان بمرور الزمن اصبح يعيش الاوهام ان الحدود ليست جدار يقام انما الحدود هي موجودة بداخل كل فرد منا عندما لايترك شعاع الحب يتخلل قلبه عندما ينساق وراء الكدب عندما يبعد القلب عن حياته ان تكلمنا عن مصر والجزائر ما صار لانه غابت الحكمة وترك الفرد ينساق وراء الطغيان وغاب الضمير والحب ادا تكلمنا عن الجزائر والمغرب مازال الحب موجود بيننا لان محنة الجزائر ومصر بينت اننا نحب بعض فتلاشت تلك الحدود اما العراق غلطت من شعب اراد الحرية والتحرر فوقع بين فكي الاسد والكتير ...........................ترى من المخطاء وكيف صار كل هدا فقط شيء واحد غياب الوحدة العربية نسيان اننا كلنا شخص واحد عند المحن اصبحنا نتقن الخطابات والكل رفع القلم لكن لااحد اتقن حمل السلاح للدفاع عن الصواب .

  • houari

    السلام عليكم
    تطرقت لمشاكل مهمة تعيشها البلدان التي ذكرتها الاّ انك لم توسّع خيالك فالبحث عن مصدر تلك المشاكل و طرحت اسئلةً و لم تطرح سؤالا مهمًا
    اليست عروبة هذه البلدان هي السبب في كل ذالك ؟
    ما دمنا ندعو لدعوى الجهلية و لوحدة اساسها عرقي فلن نرا النور ابداا

  • سنفور

    الضيق في القلوب