رياضة

جدل بيزنطي.. المفاضلة بين المحترف والمحلي

الشروق أونلاين
  • 3014
  • 18
ح. م

عاد الجدل “البيزنطي” بقوّة ليتسيّد واجهة المشهد الكروي بعد تتويج وفاق سطيف بالكأس الإفريقية الممتازة على حساب الأهلي المصري، مساء السبت الماضي.

واشتعل النقاش – مرّة أخرى – حول جدارة اللاعب المحلي أو المحترف بتمثيل الألوان الوطنية، عبر منابر إعلامية ومواقع التواصل الإجتماعي الإلكتروني، وغيرهما.

ويذهب فريق “البضاعة المحلية” إلى أن التتويج الإفريقي للوفاق يثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن فلسفة القائمين على شؤون “الخضر” في “تدليل” المحترفين وتهميش العنصر المحلي، مخطئة وقاسية.

ومنذ بداية عهدة رابح سعدان (ديسمبر 2007) وإلى غاية نسخة الناخب الوطني الحالي كريستيان غوركوف، تمّ ترسيخ انطباع بأن اللاعب المحترف أكفأ وأجدر بتمثيل الألوان الوطنية مقارنة بنظيره المحلي. ويستدل أنصار هذا الطرح بعقم البطولة الوطنية التي لم تستطع إنجاب كروي موهوب تتهافت عمالقة أندية أوروبا للتعاقد معه، بإستثناء لاعبين أو ثلاثة لكن يرتدون أزياء نواد عادة تهتم بالتكوين و”تصدير” الكرويين على حساب مطاردة التتويجات الكبرى، مثلما هو الشأن مع سبورتينغ لشبونة البرتغالي (إسلام سليماني) أو دينامو زغرب الكرواتي (العربي هلال سوداني).

وإذا كان الرأي الذي يقول بأنه ليس كل لاعب مغترب أهل لإرتداء زي “محاربي الصحراء” فيه كثير من المصداقية، فإن ما لا يجادل فيه “العاقل” أن البطولة الوطنية برؤساء الأندية “الخالدين”، ومقابلاتها التي تنوّم المتفرّج في عزّ العصر! و”رحلة الشتاء والصيف” في “البزنسة” باللاعبين و”تدويرهم” بين الفرق، لا تشجّع بالمرّة على المعاينة والإنتقاء والإجتهاد في تثمين مواهبها. صحيح أن وفاق سطيف تمكّن من ليّ ذراع المنطق، واستطاع “النسر الأسود” التغريد خارج السرب. ولكن ماهو أكيد أن شبيبة القبائل مازالت بعيدة بسنوات ضوئية عن أيام “جمعية إلكترونيك تيزي وزو” وما أدراك ما “جامبو جات”! ألم تتحوّل مولودية وهران إلى أطلال (آثار) منذ رحيل جيل مشري وبلعطوي ومزيان وبلعباس وبن عرماس وتاسفاوت؟ وماذا عن اتحاد عنابة – ممثل العاصمة الإقتصادية للوطن – بالكاد انقرض حيث يلعب في الدرجة الثالثة! أما مولودية الجزائر فهي تنام على مهزلة وتستيقظ على ورطة بسبب سوء التسيير.

ينبغي على الجمهور الكروي الجزائري أن يتجاوز خطاب أولوية هذا على ذاك وجدل “الدجاجة والبيضة”، لأن الإستثمار الأنجع والأمثل هو التفكير مع تقديم حلول عملية لكيفية إدامة مأثرة مونديال البرازيل 2014، واستنساخ إنجازات أخرى تديم انتصارات الكرة الجزائرية تفاديا لـ كوابيس زيغنشور (كان 1992)، ومسخرة “كاروف” (كان 1994) وصفعة كينيا (تصفيات مونديال 1998) ونكسة واغادوغو (كان 1998) و…

مقالات ذات صلة