الجزائر
عواطفهن الجارفة تحوّلهن من ضحايا إلى متهمات

جزائريات يُحاكمن ويدخلن السجن بسبب.. الحب

الشروق أونلاين
  • 4557
  • 6
الأرشيف

يقال “من الحب ما قتل”.. ونقول اليوم “من الحب ما جرَّ إلى المحاكم وأدخل السجون” فإن الحب اليوم ارتبط إلى حد ما بالماديات، وأصبح العطاء الذي يتميز به العشيق باباً لاستغلاله من طرف الآخرين، وإذا قال حسن البنا مؤسس حركة الإخوان المسلمين “ألجموا نزوات العواطف بنظرات العقول” فإن من النساء من عمت قلوبهن وعقولهن بلوعة حب رجل إلى درجة أصبحت لا تتميز فيه المثقفة عن الجاهلة، ولا العاقلة عن المجنونة.

هو ما حدث لجزائريات نشرت قصصهن في أروقة القضاء.. وزُج ببعضهن في السجن بسبب عاطفة جارفة وجدها آخرون ذريعة للنيل منهن.

أدانت محكمة حسين داي، مؤخرا منظفة في مركب رياضي مسبوقة قضائيا تدعى “س. ز” 43 سنة بعامين حبسا منها عام سجنا نافذا مع تعويض الضحية وهي شابة في الـ36 سنة تدعى”ع. ع” بـ20 مليونا حيث انتحلت صفة عشيق عبر الهاتف من خلال رسائل “آس أم آس” وهذا بعد معرفتها لتفاصيل علاقة غرامية ربطت الضحية التي تقطن في حسين داي، بشاب من منطقة بلكور دامت 11سنة. 

وبدت القضية غريبة إلى درجة أن القاضي قال “وكأني أتفرج على فيلم هندي”. وقد تعرفت المتهمة بالضحية في حي ذلك الشاب واستفسرتها عن سبب بكائها فأخبرتها أنها علمت بزواجه. واستغلت حالتها النفسية لتأخذ منها كل المعلومات وبقيت على اتصال بها، وراحت تخطط لكيفية أخذ المقابل عن الأخبار التي تلتقطها لها حول العشيق، فأوهمتها أنه سيطلق زوجته وأنها أصبحت الوسيط بينهما، وكسبت ثقتها لتستولي على مصوغات بقيمة 45 مليون سنتيم ومبلغ 54 مليوناً. 

وفي قضية أخرى، تحركت لها مشاعر المتقاضين، المتهمة فيها امرأة في الـ43 سنة، تدعى”ح. ع” مطلقة وأم لطفلة في سن الـ 15، وشاب في الـ21 سنة، وارتبطت عاطفيا برجل وأحبته، وكان سبب إيداعها الحبس المؤقت.

ذرفت دموعا حارة حتى أبكت آخرين معها قالت “سيدي القاضي، الجمرة أنا التي أحس بها، الله غالب.. فاض قلبي..أطلق سراحي.. ابنتي في الشارع وهي شابة”، وأكدت أنها فقدت أعصابها فحطمت باب المنزل الذي يعود في الأصل لها، واحتال عليها من وضعت ثقتها فيه ثم استولى عليه. واعترفت بكسرها باب المنزل بعد أن علمت أنه متزوج وكان يخدعها كل تلك السنوات.  

شابة أخرى تتواجد إلى حد الساعة ومنذ أكثر من سنة في المؤسسة العقابية، والسبب أنها أحبت شابا أصغر منها ودامت علاقتها به لمدة سنتين. وعندما خطبها وخافت أن لا تتقبل عائلته فكرة أنها أكبرُ منه، لجأت إلى التزوير من خلال طلب تصحيح خطإ مادي في تاريخ ميلادها قدّمته أمام وكيل الجمهورية لتغيير سنة ميلادها من 1980 لسنة 1986. 

قصة أخرى، لقائدة طائرة تدعى “ص. م” 45 سنة، أحيلت على المحكمة بسبب غيرتها على زوجها الطيار الذي اكتشفت خيانته لها مع أخرى، فقامت بتحطيم سيارتها وهي في لحظة غضب. وقالت إنها فقدت أعصابها خاصة بعد أن لحقتها معلومات تفيد أن لها شقة ناحية عين النعجة، حيث يزورها زوجُها.

مقالات ذات صلة