كان يسوّق في العاصمة والبليدة وعين الدفلى والمدية وبومرداس
جزائريون استهلكوا “دلاعا” مسقيا بمياه المراحيض
الكارثة مدوية بكل المقاييس.. جزائريون استهلكوا دلاعا ارتوى بمياه المراحيض في شهر التوبة والغفران، جعلتها تبدو ذات نوعية جيدة وتسيل لعاب مشتريها الذين يقبلون عليها طمعا في التمتع بمزاياها، بعد إيهامهم من طرف فلاحين تجردوا من الإنسانية وضربوا صحة المستهلك عرض الحائط بأنها طازجة وغالية الثمن، ولم يكتفوا بهذا فقط، بل بلغ بهم الجشع إلى الاستعانة بالمحركات لتوفير أكبر قدر من المياه القذرة المسببة للتيفوئيد والكوليرا في محاولة لضمان أكبر كمية من هذه الفاكهة.
-
“الشروق” تنقلت رفقة رجال الكتيبة الإقليمية لدرك العفرون بالبليدة أمس، ساعة واحدة قبل موعد الإفطار إلى حقل يقع بحي الريحان بعين الرمانة دائرة موزاية، المعروفة بطابعها الفلاحي، تفوق مساحته 7 هكتارات مغروسة عن آخرها بالبطيخ، ووقفت على حجم الكارثة الصحية التي يمكن أن تسببها هذه الفاكهة التي ارتوت بمياه قذرة ناتجة عن قنوات الصرف في حالة تسويق تلك الكمية.
-
وفي هذا السياق، كشف قائد الكتيبة الإقليمية لدرك العفرون النقيب قريني لزهر، أن مصالحه تمكنت من مداهمة ومباغتة ووضع حد لشبكة جعلت من عملها غير المشروع المتمثل في سقي محاصيل زراعية موجهة للاستهلاك بمياه قذرة وسيلة لتحقيق الربح السريع، إذ تم ضبط مجموعة من الفلاحين قادمين من ولاية عين الدفلة في مستثمرة فلاحية تفوق مساحتها 7 هكتارات، قاموا بكرائها “بعين الرمانة”، وهم في حالة تلبس.
-
العملية حسب النقيب لزهر نجحت بناء على معلومات وصلت إلى مصالحه تفيد بوجود مجموعة من الفلاحين يقومون بسقي المحاصيل الزراعية “منتوج الدلاع”، وعليه انتقل رجال الدرك إلى عين المكان، أين تم توقيف 4 أشخاص وهم في حالة تلبس، وقاموا بأخذ عينات من المياه رفقة مصالح ذات البلدية وأرسلوها إلى مخبر التحاليل الكائن بوسط ولاية البليدة، وتبين فعلا أن النتيجة إيجابية والمياه المستعملة في السقي قذرة وممزوجة بالفضلات غير صالحة للشرب أو السقي، كما تم حجز الوسائل المستعملة في عملية الري من بينها مضخة من نوع “داتس” ذات 3 أحصنة يفوق ثمنها 50 مليون سنتيم، 32 أنبوب ألمنيوم طوله 6 أمتار خاص بنقل المياه إلى جانب المرشات المحورية وبرامل حديدية.
-
التحقيقات الأولية مع الموقوفين حسب النقيب لزهر كشفت أن هؤلاء يقومون بتزويد كل من ولايات البليدة، العاصمة، عين الدفلى، الشلف، المدية، وحتى بومرداس وتيبازة بكميات معتبرة من هذه الفاكهة المسقية بمياه المراحيض، كما اعترفوا بأن أثمانها باهظة، لأنها تبدو ذات نوعية جيدة وتسيل لعاب مشتريها.
-
وقد تم تقديم جميع الأطراف المتورطة في القضية أمام وكيل الجمهورية لمحكمة موزاية الذي أمر بإيداعهم الحبس في انتظار محاكمتهم بجنحة السقي من المياه القذرة، فيما لايزال التحقيق فيها جاريا للكشف عن شبكات أخرى تقوم بنفس التجاوزات.
-
وحسب ما كشف عنه قائد المجموعة الولائية لدرك البليدة، المقدم دنيا محمد نجيب لـ”الشروق” فإن ظاهرة سقي الخضر والفواكه بالمياه القذرة بدأت تنتشر في حقول الفلاحين عبر مختلف مناطق البليدة المعروفة بطابعها الفلاحي دون أدنى اعتبار للمواطن الذي أصبح عرضة لشبكات المافيا التي أقصت من اهتمامها صحة المستهلك الذي أضحى عرضة لمختلف أنواع الأمراض والأوبئة وأوهمته أنه يقتني فواكه طازجة، حيث تعتبر هذه القضية الثانية من نوعها منذ بداية شهر رمضان.