الشروق العربي
ينزعون الثقاف في البحر

جزائريون يودعون العزوبية بطقوس غريبة

فاروق كداش
  • 5547
  • 2
بريشة: فاتح بارة

للكثير من المقبلين على الزواج طقوس خاصة، تختلف حسب العادات والتقاليد والميول الشخصية، فالتحضير لليلة إثبات الرجولة صعب جدا، ويستحق العناء كماتش كرة قدم يؤهلك للعب الأدوار القادمة، فمن سيلعب أساسيا، ومن يبقى على دفة الاحتياط.. الشروق العربي، جمعت لكم أغرب الطقوس تكرارا للتخلص من فوبيا ليلة الدخلة المرعبة.

 للبنات طقوسهن الخاصة قبل العرس، أشهرها في فصل الصيف، عادة التبرك بمياه البحر، وانتظار مرور سبع موجات كاملة، لنزع تعطيل الزواج.. وغير بعيد عن البحر ينزع العرسان “الثقاف”، بتمضية أمسية ممتعة على شاطئ البحر، قبل العرس بيوم أو يومين، رفقة الصحبة والأصدقاء.. ويعتقد الكثير، دون الاعتراف بذلك جهرا، بأن مياه البحر لها قدرة على فك أي نوع من السحر والعين والحسد، ما من شأنه إفساد ليلة العمر. وهذه حال سليم، الذي أمضى يومين كاملين قبل العرس في أحد شواطئ جيجل، غير أنه نسي أن يحتمي من أشعة الشمس، فوجد نفسه مصابا بضربة شمس.. ولولا ذهابه إلى الطبيب واستعادة عافيته، لكان أجبر على لعب الأشواط الإضافية وركلات الجزاء.

مع تنوع النشاطات البحرية، يجد العريس نفسه محتارا في الكيفية التي ينفس بها عن نفسه.. فريد، مثلا، أمضى يوما كاملا مع أصدقائه يركبون الأمواج بالجاتسكي. أما عماد، فاختار الغطس مع أصدقائه في ناد متخصص في عين البنيان… الأفكار كثيرة، والمتعة واحدة. وهذا ما التمسه أكرم، الذي أمضى ليلته الأخيرة كأعزب في حفلة “شعبي”، مع جمع كبير من أولاد الحومة.

ليلة البحث عن العريس

طقوس توديع العزوبية، هي غالبا اختيارية، لكن في تلمسان، وتحديدا في بعض المناطق، يجبر العريس على الاختفاء مدة 15 يوما، أو أكثر، خاصة من والده، حشمة واحتراما.. ولا ينبغي عليه مصادفته تماما، لا في مقهى ولا حتى في المسجد… ويبقى العريس هكذا حراڤا مؤقتا، إلى غاية موعد العرس.

وتزال خلعة العريس في بعض المناطق بتفتيت حبة بصل تحت الرجل اليمنى، وتكسير بيضة أيضا، وركل دلو من الماء بقوة، ليثبت هكذا أنه لا يهاب هذه الليلة.. لكن حذار من رائحة البصل والبيض، اللتين قد تفسدان الأمر بكل تأكيد.

 ذهب للصيد فأصبح فريسة

 يتداول كثير من الشباب المقبل على الزواج صور رحلات صيد وقنص ونزهات طبيعية وتخييم، لتوديع العزوبية مع الأصدقاء، فقد لن يتكرر هذا اليوم، الذي يتمتع به هذا الشباب بالحرية المطلقة، فلا هاتف يفسد متعته، ولا صوتا داخليا يدعوه إلى ترك الأصدقاء لشراء حفاظات الأطفال، وغيرها من واجباته كزوج وأب مستقبلي.. ومن بين هؤلاء، عريس من باتنة، نشر صور رحلة تخييم مع الأصدقاء في غابة شيليا، تحت عنوان “وداعا للعزوبية”.

ويفضل بعض العرسان تمضية وقت جميل في الحمام، تركيا كان أو مغربيا، بعد أن انتشر هذا النوع من الحمامات في الجزائر، وحسب مجربيه، ففائدته لا تضاهى في الاسترخاء والراحة، دون أن ننسى “الطاسة والكاسة والكياس اللي يسلخ جلدك بالسياسة”.. ورغم الحرارة، فلا ضير أيضا من أن يطهر العريس جسمه من كل التراكمات النفسية التي تتبخر في هواء الهموم.

ولا يشعر نوع من العرسان بالراحة، إلا بنهل العلم من المجربين، فيمضي وقته في الاستماع إلى نصائح غيره، وما ينفع غيره قد لا ينفعه في كثير من الأحيان، في أدرار مثلا، لا يذهب رهاب ليلة الدخلة إلا بصحبة رجل يطلق عليه اسم “الوزير”، الذي بحكم خبرته في العلاقات الزوجية، يدرب هذا العريس الخجول، كي يصبح رجلا حقيقيا.

عريس في مهمة رسمية

بعيدا عن حرارة البحر وسخونة الحمام، يفضل الكثير من العرسان نزع الخوف بعمل مساج لكامل للجسم، الصيني والتايلاندي، للارتخاء، ويدفعون ما لا يقل عن 4000 دينار.. وهي طريقة نافعة لطرد كل الهواجس، دون استعمال حبوب الرجولة، التي لا تفيد بوجود توتر عال وقلق شديد. ولا يكتفي العريس في وقتتا الحاضر بالمساج، بل عليه تسوية شعره بالكيراتين أو الخلطة أو السيشوار، وقد يشترط قناعا للوجه ليكون نضرا بهيا.. وكل هذا، قد يكلفه أكثر من مليون سنيتم، المهم بعد كل هذا يخلد البعض إلى الراحة التامة، أما البعض الآخر، فلا يهدأ له بال حتى ينتهي من كل التجهيزات التي يقوم بها بنفسه أحيانا، في ظل غياب يد العون.. هؤلاء العرسان، لا يبحثون عن نزع الثقاف، فليس لديهم وقت للراحة أو الاستمتاع رفقة الأصدقاء والسهر في مكان عام، وارتشاف الشاي أو أكل بوظة إيطالية، وكثيرا ما ينامون ليلة الدخلة من فرط الإجهاد والتعب.

طرائف علي الهامش

يتذكر رمزي ليلة دخلته بكثير من المرح: “كنت متوترا جدا، إلى درجة أن صليت ركعتي السنة عكس اتجاه القبلة، وقمت في الغد أصلي في نفس الاتجاه، غير أن زوجتي نبهتني هذه المرة، وأدركت أن حياءها منعها من إخباري عن خطئي”…

من طرائف ليلة الدخلة، ما فعله أحدهم عندما خرج صارخا أمام الجميع: “الزواج نعمة”.. كان هذا الشاب ملتزما وخجولا.. وأترككم تتخيلون المشهد أمام والديه وكل عائلته.

مقالات ذات صلة