جواهر

جمالي سبب تعاستي.. ماذا أفعل؟

الشروق أونلاين
  • 7919
  • 41
ح.م

تحية عطرة أزفها لكم وكلي أمل أن تصلكم وانتم في أحسن حال وبعد:

أنا شابة في الثانية والعشرين من عمري، بيضاء البشرة بعيون عسلية جميلة جدا وناعسة، وشعر منسدل كالحرير زادني جمالا على جمالي، أما القد الممشوق فلكم أن تتخيلوا كم سبب لي من متاعب بسبب ملاحقات الشباب الدائمة.. صرت أخشى على نفسي من الخروج للشارع لأني فعلا أتعرض لمضايقات كثيرة، صارت تزعجني وتحرجني وتجعلني أفكر في البقاء حبيسة البيت..

مشكلتي الآن هي هذا الجمال الفتان الذي تحول من نعمة إلى نقمة وجعلني في غمة، خاصة وأن جارنا المدمن على المخدرات يتتبع حركاتي وسكناتي ويهددني بالقتل إن أنا ارتبطت مع غيره لأنه يعشقني بجنون، وكل من يراني يصاب بالمرض، إذ حتى المتزوجون يلاحقونني ومستعدون للطلاق إن رضيت بالزواج منهم.

أحيانا أشعر بالفخر وبالقوة لأني أحظى بكل هذه الشعبية والحب والقبول ويتملكني الغرور حين أرى ذل الكثيرين أمامي وأحيانا أشعر بالخوف من القادم لأن كثرة الذين يحومون حولي جعلوني في حيرة من أمري، أيهم يستحقني ويحبني وأيهم يريد امتلاكي وأيهم يريد إذلالي؟

أنا تعيسة جدا جدا وأتمنى أحيانا لو كنت فتاة عادية، فأرجوكم ما رأيكم في حالتي؟ وما تفسيركم لوضعي؟ وما تحليلكم لشخصيتي؟ وماذا أفعل كي أسلم؟

كاميليا من الجزائر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرد:

تحية طيبة أختي كاميليا والله أسأل أن يوفقك ويهديك وينير طريقك لما فيه الخير لك وبعد:

الجمال نعمة وهبة ربانية عليك أن تحمدي الله عليها وتسأليه دوامها ومن بعدها تعملي على الحفاظ عليها عن طريق الستر الذي يجعلك محصنة من الأعين الحاسدة والطامعة والأنفس المريضة، لأننا في زمن صعب للغاية ولا بد من الحذر لأقصى درجة ولا أفضل للمرء من اتباع الطريق السوي الذي يقود للنجاة في الدنيا والآخرة.

أنت في عمر هو زهرة الشباب وتمتلكين مقومات تحسدك عليها الكثيرات وبدل أن تصابي بالغرور عليك أن تفكري في مستقبلك وحياتك التي لن تسير بشكل جيد بجمالك فقط وإنما عليك أن تكوني في مستوى عال من النضج وأن تكوني واعية لأن الجمال في نهاية المطاف هو أمر نسبي وغير دائم.

من جهة أخرى فلتعلمي يا أختي الكريمة بأن الرجل الذي يركض خلفك لجمالك لن يتردد لحظة في التخلي عنك إن أصبت بتشوهات أو حروق أو جروح وفقدت نقاط جاذبيتك، خاصة أولئك الذين يفكرون في الطلاق كي ينالوا رضاك.. إنهم شرذمة من الشهوانيين الذين يركضون خلف نزواتهم، وعليك أن تشعري بالاستياء بدل الفخر لأن الحياة الجادة لا تقوم على مجرد نزوة عابرة!!

أنت كيان متكامل، روح وجسد وليس جسدا وحسب ولا بد أن تجدي رجلا يعشق الاثنين، لأن الزواج ارتباط روحين وجسدين ولا يستمر دون تحقق الألفة والمودة والرحمة والسكن.. لا بد أن تضعي غرورك جانبا وتفكري بعقلانية كي تؤسسي لحياة تحفها السعادة الحقيقية وليس حياة جافة مبنية على أسس غير متينة..

عزيزتي إن الرجل الذي يرى جمالك وحسب سيتخلى عنك في الشدائد وسيبحث عن غيرك حينما يمتص رحيق شبابك، ولك كأبسط مثال: مصير الوردة الذابلة، ألم تكن من قبل ساحرة فاتنة؟ ألم تبهر الناظرين بعطرها وجمالها؟ كم واحدا استطاع أن يحتفظ بها قبل أن يرمي ببقاياها في سلة المهملات؟؟؟؟

نصيحتي لك عزيزتي أن تصوني كرامتك وتخفي جمالك وتكوني أكثر قربا من خالقك والأهم أن تعملي على تعزيز ثقتك بنفسك وجوانب أخرى مهمة من شخصيتك، لأن الشباب لا يدوم والجمال لا يدوم والنعم تستوجب الشكر والله المستعان.

للتواصل معنا:

fadhfadhajawahir@gmail.com

مقالات ذات صلة