جهاد؟.. العلم لله!
سوق السيارات في الجزائر من أكبرها وأغناها إلى أفقرهم، وأفقرها إلى أغناهم! انفتح السوق بانفتاح الأجور والمخلفات، التي تخلفت من زمن التخلف، حين كان المعلم “يسلك” أقل ما “يخلص” أفقرُ فقير اليوم. يوم كان المعلم يشار إليه ببذلة التي تتوفر فيها خاصيتان: الوحدانية والقِدم! قميص مرفوع بالضم، وسروال منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره! واليوم، صار في بيته سيارة أو أكثر. ومن لا سيارة له، لا أسرة له!
أنا من هؤلاء الذين يلهثون وراء الجديد ولو بالكريدي من عند “عمي بلعيد” (صاحب الكاميو وحب الحصيد!)! قصدته، فرفض. قال لي: السيارة مش فرض عين، لا تجدد، مازال عمرها مديد.. وهذا يسمونه الحديد! قلت له: الأطفال يريدون سيارة فخمة وأنا أملك فرياطة! لا أريد أن أعيد هذا العام، لكن السيارة لابد!
تركني ورحل. قلت في نفسي: والله لو كان عندي ليسانس المجاهدين لكان المشكل قد حُل. أشتري الليسانس؟ تسقام لي أغلى من سيارة ديزل بلا ليسانس! وأنا أريد ديزل مش سيارة إيسانس!؟ لو كان عندي غير شوية وقت، كنت نطلع للجبل سيمانة و”أتوب” ثم أطلب التعويض بعد ما أكون قد قمت بعملية “جهادية” أسطو فيها أو أقطع طريقا أو أنهب سيارة مرسيديس أقوم بتحويلها عند ميكانيكي أعرفه. أتوب وأحصل على رخصة “المجاهدين الجدد”، وتعطيني الوزارة حق استيراد سيارة أبيعها! أنا لا أبيع، (لست بياعا) ولكن أريد أن أستفيد من مزايا “المجاهد الجديد” من خلال هذه “الحركا”! ما الفرق بيني وبين الكثير منهم في “الحركا الوطنية”، ممن طلع بعضهم خلال “آخر ويكاند” ليلة 3 جويلية إلى 4 منه من سنة 62، واليوم صار مجاهدا قد هاااااااك! علاه هوما خير مني؟ أنا كي طلع لي “الزبل”، طلعت سيمانة “لزبل الزبربر”! وكنت أنا رئيس “كذيبة” الجياح من “الجيا”، وكانت “كذيبتنا” في حدود ثلاثة أشخاص! أنا هو “قائد الكذيبة”. الأمير مصعب، صعب عليه العمل، فسلّم نفسه مقابل مزايا كبيرة.. “دار مزية في روحه” وفي الناس. بقي 3 أيام ثم نزل، وأنا بقيت أسبوعاً. الآخر كان قائد الأركان أوى إلى ركن شديد، حتى يأتي الفرج بعدما قطع الطريق على تجار عاديين، ونهب منهم ثلاثة ملايير.
أنا، كنت أنتظر المزيد قبل قدوم العيد، لعلي أحصل على كبش من الجبل، أو من السماء ماذا نعرف؟ لكنه ألقي عليّ القبض قبل نهاية الويكاند. وأنا الآن في الكماشة بتهمة “التدعّش” وتشكيل جماعة “دعاشة”.
وأفيق، وأنا أتألم من بعج في بطني: من الذي دخل في بهذا الشكل الفريد؟ كبش العيد أم كاميو عمي بلعيد؟